حول رواية : "عاصف يا بحر " !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-18-2024, 01:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-29-2020, 05:23 PM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول رواية : "عاصف يا بحر " !

    04:23 PM November, 29 2020

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    " عاصف يا بحر "
    الإنزلاق إلى القاع .. وأصحاب السفينة
    القاهرة في : 18 / 11 / 2020 م
    كتب / بدر الدين العتاق
    { أصابت بنت سكسونيا من حيث أخطأت }
    عبد الله الطيب
    افتتاحية :
    قرأت هذا الكتاب ، وهو يدور حول قضيتين أساسيتين هما : الهجرة الغير شرعية من أبناء الشعوب الأفريقية وخاصة القرن الإفريقي ودول الساحل والصحراء وبلاد السودان عبوراً أو شهوراً وهي قضية مهمة للغاية ، لها أبعادها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والفكرية وخلافه ، ويأت التدخل من الجهات المقابلة القابلة للتحدي أو المستعصية على الحل [ راجع الخاتمة ] بصورة من الصور وفي أعلاها قمة القانون السيادي لدول الممر أو دول المقر ، ويبرز التحدي هنا حين يبرز في المغامرة لكسر الحواجز المانعة والقاهرة لصاحب الطموح العالي وفي ذات الوقت يكون المنع والتصدي حائلاً بين الإثنين ، أي يكون الصراع ما بين القانون والحرية ، هذا في الإطار العام ، وأستبعد جداً أن يكون قصد الكاتب هو مرامي حيث رميت والله أعلم .
    قبل مواصلة التعليق على الكتاب أو الرواية دعني أترك التعليق عن الحبكة والسرد النمطي القصصي أو المستحدث أو الـسوسيولوجيا أو التداعيات في الرواية لغيري من القرَّاء والنَّقدة ، فأفسح لهم المجال للتعبير بحرية كاملة ، وليفسحوا لي هم المجال هنا لأستعرض قراءتي بشكل أراه آخر غير ما هو متعارف عليه ، قال الكتيابي :
    على كـيفي
    ... أرقع جبتي أولا أرقعها
    .. أطرزها من اللالوبِ ..
    ألبسها على المقلوبِ أخلعها ..
    على كـيفي
    . أنا لم أنتخب أحدا...
    وما بايعت بعد محمد رجلا .
    ولا صفقت للزيـــف ..
    ولك أن تعرف أنَّ الكاتب – أيها القارئ الكريم – من مواليد سنة : 1960 م ، وهو : [ عاطف الحاج سعيد ، روائي وكاتب ومترجم واستاذ جامعي سوداني حاصل على درجة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية، صدر له في العام 2019 رواية "ربيع وشتاء" عن دار إبييدي للنشر بالإسكندرية وهي الرواية الحاصلة على جائزة إبييدي للرواية العربية 2019، كما صدرت له رواية "عاصف يا بحر" عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان في العام 2017 وقد حازت هذه الرواية على جائزة الطيب صالح للرواية في العام 2016. أصدر في العام 2018 عن دار أوراق للنشر بالقاهرة كتاب من اعداده وتحريره عن تجربة الروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن بعنوان "أيقونة الرواية السودانية"، وأصدر في العام 2016 كتاباً اكاديمياً بعنوان: "اللغة العربية للناطقين بغيرها على ضوء الإطار الأوروبي المرجعي المشترك" بالاشتراك مع محمد داود محمد. تُقدّم رواياته مقاربات سردية لموضوعات الهجرة واللجوء وأوضاع المهاجرين في البلاد المضيفة ولموضوعات اضطراب الهوية الوطنية والدينية والجنسية وصراع الثقافات. ] .
    وبصرف النظر عن جوهر القضية التي لا تزال قائمة ولن تنفك بإعتبارها حقيقة واقعية نعايشها في كل حينٍ وآن إلا أنَّ ما يعنيني هو ما جاء بين دفتي الكتاب وطوى ما حوى من فكرة ، لكن هل تراه وفق في معالجة القضية من ناحية روائية أم لا ؟ الإجابة : لا لم يوفق ! لماذا ؟ لأنَّ النهاية كانت مفتوحة على مصراعيها ليتدخل القارئ بخياله أو مما أتيح له من وسائل معرفية أن يجعل حلَّها كما يراها هو لا كما يراها الكاتب ، وفي هذا إجحاف بحق النص لا بحق القارئ ، لسبب بسيط جداً هو : بتر الرواية من حيث هي نص يعالج قضية ويطرحها للنقاش حسب رؤيته هو ، فالقصة أو الرواية أو العمل الفني أو المكتوب جاء مبتوراً من تمام الفكرة ، لأنَّ الطرح وحده لا يغني فتيلاً عن كتابة نص تجاوز المائة والخمسين صفحة بأربعة صفحات دون أن يرينا هو – أي : المؤلف – رأيه الشخصي بين شخوص الرواية ماهية وكيفية الحل ، خصوصاً أنَّنا نعلم حقيقة القضية العالمية التي تؤرق مضاجع المهتمين والغير مهتمين ، ولم تفلح كل القوانين لردعها أو الحيلولة دونها ( راجع السيرة الذاتية للكاتب ) كما لم تفلح كل الطموحات أو الأدبيات السياسية لبلاد المهجر للحد منها ، وأيضاً لأسباب كثيرة منها – حسب وقائع الرواية – على سبيل المثال : إنَّ الهجرات الشرعية والغير شرعية – أي : مخالفة للنصوص القانونية العدلية الدولية وهي شرعية بإعتراف ضمني وهو الحريات ومنها حرية التنقل إلا أنَّ السياسيين يجعلونها غير شرعية لأغراض سياسية لا علاقة لها بحقوق الإنسان التي أكَّدها ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ووقعت عليه الدول المنضوية تحت رايتها والأعراف والمواثيق الدولية سنة : 1945 م – الراوي العليم نفسه لم يقدر أن يأتي بالحل ، ومن الأسباب المهمة أيضاً هي قوله تعالى : { قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ } سورة النساء ، فهذه سمة الحياة وسمت البشر – عبدو يماني وأصحاب السفينة نموذجاً - ، سواء جاءت المحاربة بالمنع أو بوضع القوانين أو بتقنين الهجرات نفسها أو تقنين القوانين ذاتها .
    هذه الإنزلاقة الأولى في الرواية أو قل : الجزء المبتور منها ، [ جلادي هو من دفعني لأركبه ، أنا ضحية لخطاب السطوة الذي ألقاه الزعيم في ذلك المساء المشؤم ] ص : 151 ، ولنرى ما بعدها إن شاء الله .
    مناقشة النص :
    ولا يعني مناقشة التفاصيل ولكن بعامة أعلق مناقشاً فيما بدا لي من رأي هنا وهناك ، فالرواية زاخرة وذاخرة بالأخطاء الفكرية واللغوية والنحوية وسوء الخاتمة ، وقلت ما قلت لأنَّ القضيتين المهمتين فيها رأينا بإختصار ما فيها وما حولها للقضية الأولى وهي قضية الهجرة واللجوء السياسي أو الإنساني ، لكن لنأخذ نموذجاً من الأخطاء اللغوية – القضية الثانية لاحقاً - ومقياس الخطأ هنا من الصواب هو طرح القضية ناقصة الحل لذا كان الخطأ الفكري من حيث هي رواية ذات مضمون وهدف صريح جاءت على شكل شخوص وتداعيات ، وسأترك التعليق على القضية الثانية بعد هذا النقاش إن شاء الله .
    أكره ما أكره في الكتابات والناشرين ولجان الإجازة هي تسويف تصويب الأخطاء النحوية والإملائية في النص المراد نشره ، فهم حين يفعلون ذلك إنَّما يرومون تشييع الخطأ بقصد أو بدون قصد ، وقيل قديماً : { النحو زينة الأدب } ، وهذا ما يفقر النص من ناحية الزينة الحقة ، قال ص 15 : [ يرين على جنباته صمتٌ مشوبٌ بالحذر ] – نبهني أحدهم بأن لا أعير بالاً لمثل هذه الأخطاء فهي لا تنقص من قدر الكاتب ولا المكتوب ولا الفذلكة الفلسفية فيها ولا تفيد في شيء خصوصاً أنَّ الاثنان / الكاتب والمكتوب نالا عشاء وافراً وانتهت العلاقة ما بين الكل بعد صدور الكتاب وقبض الثمن وكان رأيي هو : أني لا أعزف وتراً بعيداً عن خدمة اللغة العربية والقرآن الكريم في تنبيه وتوجيه الكاتب والناشر لما هو صواب لأنَّ رسالة المؤَلَّف تتصل بلغة القرآن الكريم من حيث هي لغة مقدسة بلا شك لذا وجب التصحيح والتنبيه وأيضاً من رسالة كتابي هذا بلا ريب ما استطعت إلى ذلك سبيلاً / قد قبضا الثمن وانتهت الزَّفة – وهذا خطأ ! والصواب : يطبق ، { النصوص والفصوص تعاني من الترهل النحوي للغاية } أو ما شابه ، ثم : [ ماذا لو كان الاشتهاء مقرونمثلاً بالغضب بدلاً من اقترانه بالحب ] ص 52 ، وهذا خطأٌ قميء ! والصواب أن يقول : مقروناً ، لأنه يقع خبراً لكان و ص 53 : [ كان ملتصق خلف الباب تماماً ] أيضاً خطأ يُقَاء منه ! والصواب : ملتصقاً ، لأنه يقع خبراً لكان أيضاً ، ثم ص 65 : [ التي يكون باسل فيها نائم داخل غرفته ] لأنه حال ، ثم ص 66 : [ فنبقى عالقون لشهورٍ طويلة ] خطأ سخيف للغاية ! والصواب : نائماً ، لأنَّه مفعول به منصوب ، ثم ص 71 : [ قاتل من أجله ثلاثون عاماً ] خطأ قاتل ، والصواب : ثلاثين ، لأنه مضاف إليه ، كذلك الصفحات : 62 – 64 - 75 – 77 – 81 – 93 – 102 – 111 ، وما قبلهم وما بعدهم ، وهذا الترهل النحوي واللغوي قد – وجه نظر – سفه به الكتاب سفهاً بعيداً وحطَّ من قدره للغاية ، ماله – أصلح الله الجميع – لو كان جيداً كما في كتاب الدانوب يعرفني ، فهو جيد في هذا الباب ؟ .
    أقحم الكاتب فكرتان لا داعي لهما اقحاماً ، أقمحهما قموحاً بائناً مما زاد به فصول الرواية هما : الجنس وصراع الأديان { ولا أبالي بما تخلل فصول الكتاب من جوانب ثانوية – 3 ، 4 ، 5 - } ، لأنَّهما – في تقديري الشخصي – يستحقان كتاباً مفرداً وعند الأخير / صراع الأديان / بين رافييل وحميدي في السفينة التايتنك نصر المعتقد / يرمز لذلك فيما أرى / المحمدي على المعتنق المسيحي العيسوي ، عندما رمى أصحاب حميدي ( المسلم ) أصحاب حميدي / الكافر النصراني – يرمز لذلك أو يشير إليه فيما بدا لي - / في البحر ومالت السفينة غرقاً وخرقاً وكانت النهاية المأساوية للجميع ، [ الإنزلاق الثاني ] كذلك فكرة الجنس ، - أغلب الكتاب اليوم يرون ضرورة إثبات بعض ما يثير الغرائز الجنسية ويستدعيها طلباً حثيثاً في أعمالهم الأدبية متوهمين بذلك أو غير متوهمين أنَّها تشد القارئ نحو الكتاب كنوع من التسويق الدعائي أو التجاري لبيع الكتاب في سوق الكساد الأخلاقي ولا يدرون أو يدرون أنَّهم بذلكم الصنيع يقعون في فخ المستنقعات البذيئة والرذيلة والفاحشة وتفشيها وذيوعها بين الشباب لأنَّهم الفئة الغالبة والمستهدفة في القراءة أغلب الظن ، الآسنة – التي تشتت التنبيه في المتابعة ويعتبرها البعض أنَّها من صميم الرواية أو العمل الفني ، وهذا خطأ ! والأصوب إمَّا أن يُفرد لها عملاً قائماً بذاته مثل روايات الكاتب الكبير / إحسان عبد القدوس " لا أنام – لا تتركوني هنا وحدي – الوسادة الخالية / غيرهم " والأخير يعتمد عليها عموداً سردياً مهماً في أغلب الأحيان إن لم يكن كل أعماله الروائية ، كذلك الكاتب الكبير / نجيب محفوظ ، في الثلاثية " السكرية " "" قصر الشوق" و " بين القصرين " فهو يجعل الجنس مهماً هنا ، أو يجعل محور القضية الجنس –تقريباً - ، وقد خرج الكاتب والمكتوب منهما معاً خروجاً يليق بخروج إبليس من الجنة ، مع العلم أنَّ القارئ المستهدف – رأي شخصي – في المقام الأول هو المواطن السوداني ، وأمراً كهذا لا يليق بالعرف السوداني ولا عاداته ولا تقاليده ، إنَّما رامه مرام من ذكرت عاليه ، أنظره معي ماذا يقول ص 15 : [ لا يزال طعم شفتيها المعطونتين بطعم الملح والحرمان والتوق والعجز ، أتذوقه في طرف لساني ولا يفارقه أبداً ] ، جاء هذا أول الكتاب ثم انصرف عنه آخره ( ص : 18 – 154 ) ، مما يوهم القارئ بأنَّ الموضوع الأساس في الرواية هو الجنس أو العلاقات العاطفية أو الرومانسية ( صفاء / عاصف ، الشخصيتان المحوريتان هنا في الرواية ) في الدرجة الأولى العليا وهذا بعيد ، إنَّما استعمله كنوع من التشويق والإثارة والمتعة الجنسية ليحرك بها غريزة القارئ ولم يفلح كالعادة ( الإنزلاقة الثالثة ) لأنَّه ضرب بالقيمة الأخلاقية عرض الحائط مما كان حرياً به أن يجعل قِوام عمله الأدبي رفع قيمة الأخلاق عند الشباب والناس عموماً ، قال ص 20 : [ أخذت تفرك في شعر رأسي بيديها بلطفٍ وتؤدة ] – وبالمناسبة : الصورة الحسية للجنس وإثارة الغرائز جاءت باردة وفاترة كالرجل العجوز يريد نكاح يده فلم يفلح [ أيها العجوز الماكر ] ص 43 ، قال الشاعر :
    كَناطِحٍ صَخْرَةٍ يَوْماً ليِوُهِنَها *** فَلَمْ يَضِرّْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ) الاعشى قيس ( -
    قال ص 48 : [ وعندما جاءت صفاء للصحيفة متدربة ، كان الجميع يحتفون بها احتفاء وداع لعلمهم أنَّا ستفر قريباً من لزوجته الدافقة ] فأي خنوع هذا وأي سفه ؟ .
    نقطة مهمة هنا هي شخصية " عبدو يماني " الشاب المهاجر مع " عاصف محجوب " الشخصية المحورية في الرواية ، لمَّا تقرنه مع بند الجنس فقد أظهره الراوي العليم بأنَّه مثلي " لوطي " باع شرفه من أجل أن يلحق بالسفينة العابرة / الغارقة / نحو أوروبا ( عاصف محجوب ، نفسه أبرزه الراوي العظيم في موضع الجبن والخيانة والزنا / نعمات " شرموطة " و " نهى " زانية فهي بالتالي شرموطة وصفاء " شرموطة / تتكسب من ثديها " ، عاصف / القبلة على ضفاف النيل وممارسة الجنس عند القاعة الفخيمة / ص - 129 قال : [ كان ينبغي أن أكون قربها – أي : صفاء – ممسكاً بيدها وهي تعاني آلآم المخاض العسيرة ، لكني جبنت ، آثرت السلامة ولم أنلها ] وكنت أتخيل أن يدفعه الحب ولو كان مزيفاً للتمسك بها والزواج منها [ كلما ابتعدت عن المركز خفَّت سطوة القانون ] ص : 106 ، مجرد خيال لا أكثر ولا أقل ، ( أنا أصبر من أجلك أنت ، أفهمت ! ص : 59 ) فيجعل النص له قيمة أخلاقية وعملية ودينية ذات معنى عظيم لكنه أخلد إلى الأرض ، ويُعلي من قيمة النص بأكثر من اتجاه .. ليته فعل ، لماذا لم يفعل ؟ - إنزلاقة رابعة بلا شك - ) وإن كان قد نجح نجاحاً جيداً هنا الكاتب في نموذج الهجرة من أفريقيا نحو أوروبا لشخصية " عبدو يماني " الحبشي ، لكنه سرعان ما صوَّره بصورة المثلي – إنزلاقة خامسة – قال ص 3 : [ وتسللت يد جلال من وسط الظلمة لتتحسس جسده لكن هذه المرّة بعناد وتحد ] فلو جاءت الصورة غير الوصف لكان أهدى سبيلاً [ عن أي أخلاق يتحدث هذا الوغد ] ص 121 .
    أشار الراوي العليم إلى قضية دارفور لمحة خاطفة وعابرة ، وألقمها قضية الهجرة الغير شرعية بصورة سريعة لكنها جميلة بلا شك .
    القضية الثانية :
    وهي قضية الفساد الأخلاقي في المؤسسات الحكومية والدواوين المدنية للدولة – يشير أو يرمز الراوي الكبير إلى عهد جماعة الإخوان المسلمين وما صحب تلك الفترة – 1989 م / 2019 م - من تجاوزات أخلاقية ولعب بالدين أو قل : استغلال للدين وتمكين أهل الولاء للمشروع الحضاري وإبعاد أهل الخبرة والمعرفة والدربة والتأهيل الأكاديمي والخبرات العلمية والعملية – مما أقعد الدولة عن الركب الميمون لصفوة الدول العالمية والتنمية المستدامة وما إلى ذلك في شخصية " عادل عبد الصادق " إذ لا هو عادل ولا هو صادق ، وأدَّى من بعد لإنهيار الدولة والمجتمع السودانيين بلا جدال وهو ما نراه اليوم من تعطيل لدولاب العمل في القطاعين العام والخاص ثم تداعيات اتفاقيات السلام آخرها اتفاق جوبا للسلام 2020 ، اكتوبر ، بين الحكومة الإنتقالية وحركات الكفاح المسلح ، وقد أفلح الكاتب بإبراز هذا الوجه المظلم للعامة ليراه الناس بشكل مختلف عما تتناوله وسائل الإعلام باختلافها ( " عادل عبد الصادق " يُمثِّل هذا الشِق من القضية وهو صاحب صحيفة النهار التي جاءها مراسلة فما لبث أن صار رئيس تحريرها والآمر والناهي فيها وكل الحركات والسكنات تدور حوله ويمثِّل قمة الخبث الكيزاني – رؤية لا أكثر – عندما وشى بعاصف لدى جهاز الأمن وتم استدعاؤه ( ص : 122 ) ومسك ملف أسود عليه / توثيق عملية ممارسة الجنس مع صفاء في القاعة الفخيمة / بالصوت والصورة في حمامات القاعة ، كذلك اغتصابه أو محاولة اغتصابه لكل فتاة [ كان ملتصقاً خلف الباب تماماً ] ص 53 ، متدربة في الصحيفة عنده ، قال ص 48 : [ وعندما جاءت صفاء للصحيفة متدربة ، كان الجميع يحتفون بها احتفاء وداع لعلمهم أنَّها ستفر قريباً من لزوجته الدافقة ] بجانب البطانة السيئة التي تماشيه وتماهيه في غيه ) المتعدد المرئي والسماعي والمقروء .
    لا يختلف إثنان على جودة طرح القضيتين المهمتين مهما بلغ من سوء قراءة أو تعليق ، لكن يأت البتر في عدم طرحه للمعالجة مما يخل بالنص وبالفكرة – إنزلاقة سادسة - ، لكن بصورة أخرى نرى مساعدة المجتمع لتفشي الفساد بعدم عمل رقابة إدارية لا تخضع مهما يكن للمحسوبية والوصايا بحال من الأحوال تحاسب المفسد بلا هوادة ، ونبذ الخبيث وابقاء الطيب وهذا ما لم يحدث على الصعيدين الخيالي في النص ( عاصف يا بحر ) ولا في الواقع ، أدَّى نهاية المطاف لقيام ثورة شعبية – 2019 ، ديسمبر ، 19 - أطاحت بالمشروع الإسلامي الحضاري العظيم من ناحية التطبيق لا من ناحية الفكرة وفي ذات الوقت التصقت تهمة الفساد والهوس الديني بجماعة الإخوان والإنقاذيين كما لصقت بالفكرة والفكرة منها براء ، أبعد من ذلك ، على مستوى النص ، كان الجميع { القضيتان وما سبق التعليق عليهما } قد التصقت به تهمة الإخلال بسلامة النص والمحتوى بالبتر المخل لإفتقارهما الحل من جانب الراوي العليم ( الرواية البتراء ) وإن كانت الفكرة صائبة لا محالة ، فانظر كيف جاءت الخاتمة .
    من ناحية أخرى ، لماذا لا نقرأ " عادل عبد الصادق " الشخصية المحورية في القسم الثاني من الرواية ، أنَّه شخصية مكافحة ومثابرة وطموحة ومجتهدة نالت مرادها رغماً عن الصعاب والعراقيل وعدم التأهيلين الأكاديمي والعملي ؟ فهناك الكثير من الناس على مستوى الخيال والواقع بهذه الكيفية ! [ أرأيتم كيف تتناسل هذه السلـــــــسلة من الأحداث وفق منطق داخلي متماسك ؟ ] ص 100 ، أنا لا أرى !! .
    خروج آمن :
    قيلت عبارة : { أصابت بنت سكسونيا من حيث أخطأت } انتساباً للبروفيسور / عبد الله الطيب ، رحمه الله ، عندما تمَّ فصله من إدارة جامعة الخرطوم سنة : 1976 م تقريباً ، من قبل الإتحاد الإشتراكي – نميري تحديداً - فتحدثت الخواجية عنه تريد مدحه والدفاع عنه فأرادت أن تقول : { أرادوا به نكاية } فلم تفلح في إخراجها بلغة صحيحة سليمة مع حسن النية وسوء الكلمة إذ خرجت منها كلمة غير أديبة ( .... ) ، فصعد البروفيسور / عبد الله الطيب ، وهو يبتسم ، المنبر وقال معالجاً كلمة صاحبته الخواجية : { أصابت بنت سكسونيا من حيث أخطأت } ، ( ما ذنب فاطمة السورية وابنتها ريما المسكينة أن يموتا صبراً وقهراً وأنفاً ؟؟ ) ثم انزلقت التايتنك الإنزلاقة الأخيرة لقاع البحر وما نجا منها إلا القليل .
    هذا ! [ عن أي أخلاق يتحدث هذا الوغد ؟ ] ص : 121 ، أعجبتني هذه العبارة جداً لأنَّها لخَّصت القضيتين بصورة من الصور وإن كنت أرى أنَّه لم يقصدها هنا بحالٍ من الأحوال لكنه أجاد وأفلح في فكرة الكتاب وفي هذا منفرداً نجاحاً مثمراً بلا شك ، أتمنى له التوفيق ولنا جميعاً في مقبل الأعمال الإبداعية الجديدة إن شاء الله .






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de