الثورة السودانية وادارة التغير الاجتماعي مفاهيم سوسيولوجية (١)
لا شك أن عمق الثورات واهدافها الاستراتيجية تكمن في أحداث تغير اجتماعي شامل يرفض الفقر بكل ثقافته يرفض العجز بكل ثقافته يرفض البطالة بكل ثقافتها يرفض الاستغلال (جسدي _ اقتصادي - عسكري وجنسي) والإساءة ضد الطفولة والشيخوخة وذوي الإعاقة يرفض التمييز بكل اشكاله، تغير ينشد العدالة الاجتماعية والمساواة ينشد التماسك الأسري ومسئولية الدور الاجتماعي ينشد عدالة الخدمات صحية ، تعليمية وعمل ينشد ممارسة سياسية راشدة وتداول ديموقراطي للسلطة ينشد اعلام يراعي التنوع وفروق الوعي لكن هل يمكن للثورة فقط دون ثورة المفاهيم و التخطيط أن تحدث هذه الأهداف للتغير؟ بالطبع الإجابة لا لأن تحقيق هذه الأهداف يرتبط بمفاهيم علمية لادارة العمل الاجتماعي و التخطيط له لما يرغب المجتمع أن يكونه بل أن فشل الثورات في اي بقعة ومجتمع كانت لفشل مفهوم إدارة الثورة لعملية التغير الاجتماعي وهو ما استند عليه أعداء الثورات والتغير في كل مكان أن الثورات مجرد فوضى وان التغير شر يقضي على المجتمعات، يحاول هذا البحث أن يفتح صفحة الخيارات العلمية لادارة التغير الاجتماعي في وطن ظل يرسف في كل مظاهر واشكال التخلف الاجتماعي إذ لم يستطع أن ينفذ إلى جوهر الوجود لتحدث تلك المواءمة الجيوإنسانية بما يشكل وتتشكل ما يسمى هوية وهي مسألة تحتاج ان نفرد لها مبحثا خاصا لكن من أبرز مظاهر التخلف الاجتماعي هي منظومة الدولة والتي تبدو في ظاهرها تنظيما حديثا لكن جوهرها وممارستها لا تعدو أن تكون ترفا خال من الاستقلالية يعاني لاعبو الادوار فيها عبودية الأداء المفضي إلى اللا شي يترهل حولها تنظيم الشكل والمظهر او ما يطلق عليه بروتوكول الدولة بينما يفتقر تنظيم الدور والمسئولية إلى الرؤية وخطوات الوصول إلى الهدف وحتى لا تجرفنا الدولة بعيدا عن هدف هذا المبحث كما تفعل دوما مع فكر التغير سنجعل لها مقالا منفصلا ولكن ما يجب أن نعلمه هنا أن الدولة التي نقصد كما عرفتها السوسيولوجيا هي ذلك الكيان او البناء المنبثق عن النظام الاجتماعي بناء على ظروف وأحوال المجتمع وكيفية تفاعل أفراده بهدف خدمتهم وتدبير شئونهم ومراعاة مصالحهم وبذلك تكون الدولة بمنظور علماء الاجتماع وليدة المجتمع الذي منحها كيانها وكينونتها. سنكتفي بهكذا مقدمة لنتناول تتبعا مفاهيم حول إدارة التغير الاجتماعي اولا مفهوم الرعاية الاجتماعية بوصفها نظاما متخصصا لقيادة وتوجيه التغير الاجتماعي ثانيا مفهوم الضمان الاجتماعي بوصفه وسيلة تساعد على توفير الرعاية الاجتماعية ثالثا مفهوم الحماية الاجتماعية وهو الاحدث نسبيا حيث يهتم بالسياسات والبرامج التي تحد من الفقر والضعف هذه ثلاث مفاهيم سوسيولوجية ذات أهمية قصوى في تحديد دور الدولة في قيادة التغير الاجتماعي نحو كفاية المجتمع ورفاهه يتبع
10-04-2020, 05:39 PM
Gafar Bashir
Gafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة