حول مزاعم (عبد الرسول النور) عن "البُغض و الكراهية" و التسليح في جنوب كردفان / جبال النوبة .. و تدا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 05:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2020, 11:27 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول مزاعم (عبد الرسول النور) عن "البُغض و الكراهية" و التسليح في جنوب كردفان / جبال النوبة .. و تدا

    11:27 PM August, 14 2020

    سودانيز اون لاين
    Khalid Kodi-Boston, USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    حول مزاعم (عبد الرسول النور) عن "البُغض و الكراهية" و التسليح في جنوب كردفان / جبال النوبة .. و تداعيات الوضع الراهن في الإقليم .. (1-2).

    عادل شالوكا

    توطئة :

    إطَّلعنا على ما كتبه عبد الرسول النور إسماعيل في مقالٍ له حاول فيه الرد على سؤال : (من سلَّح القبائل في جنوب كردفان / جبال النوبة). و لأن ما جاء في مقاله فيه الكثير من المُغالطات و المعلومات غير الصحيحة،
    رأينا ضرورة أن نوضِّح الحقائق - المعروفة سلفاً لجميع السُّودانيين - لأن الحقائق المُجرَّدة لا يمكن إخفاؤها مهما حاول من أراد ذلك. و هذا حوار مفتوح بيننا ..
    الغرض منه بناء المُستقبل على الحقائق و ليس تغييبها أو طمسها بأي أسلوب من أساليب التدليس.

    النوبة كانوا مُسلَّحين منذ عهد الإستعمار بأسلحة بدائية (أبو جقرة و المرمطون)– و هذا صحيح - حيث صُرِّح لهم بحمل السلاح ..
    و لكنهم لم يستخدموا هذا السلاح رغم تعدِّيات (البقَّارة) المُستمِرَّة عليهم .. كانوا فقط يستخدمون في خلافاتهم مع (البقَّارة) الحراب و العصي عندما يعتدي (البقَّارة) على مزارع النوبة ..
    هذا يرجع لعقلانية النوبة و إحترامهم للقانون، و قدرتهم على التمييز بين الخلاف الرئيسي و الثانوي .. بين الفردي و الجمعي.

    إدِّعاءات عبد الرسول النور :

    ذكر عبد الرسول النور في مقاله بعنوان : (الجدل العقيم يلد البغضاء والكراهية .. و يلقح كشافا فيتئم) إن :
    (القبائل الأخرى و هي غير العربية فقد سلَّحتها الحركة الشعبية طوعاً أو كُرهاً، الشيئ الذي أخلَّ بتوازن القوة الذي كان سائداً منذ قرون بين القبائل .. التي كان إعتمادها على السلاح الأبيض و العصى).

    و لم يحدِّثنا عبد الرسول النور عن الأسباب التي جعلت بعض مكوِّنات الإقليم تحمل السلاح، و هل هي موضوعية أم لا. و من الذي دفعهم لذلك ؟.
    فعندما قرَّرت بعض مكوِّنات شعب الإقليم حمل السلاح كان قراراً طوعياً و بضوابط مُحكمة لأن للحركة الشعبية ميادين و معسكرات تدريب معروفة و يذهب إليها من إختار التجنيد لمدة تصل لشهور، و يتدرَّبون لفترة تزيد عن السنة، ثم بعد ذلك يتم تسليحهم. فحمل السلاح لم يكن عشوائياً (كما حدث في كادقلي و غيرها عندما سلَّح عبد الرسول النور و حزب الأمة شعب الإقليم بالتركيز على القبائل العربية).

    و عسكري الجيش الشعبي الذي حمل السلاح منذ ذلك الوقت و حتى الآن أهدافه معلومة بعد أن يتلقَّى توجيهاً سياسياً كافياً حسب النظم المُتَّبعة في قوات الجيش الشعبي الذي يملُك عقيدة قتالية واضحة.
    و على عبد الرسول النور أن يسأل الأسرى الذين كانوا في قبضة الجيش الشعبي و تم إطلاق سراحهم سوا كان ذلك في الحرب الأولى (1983- 2005) أو الحرب الثانية (2011 – 2020) – أمثال (البيروني، شهاب)
    .. و غيرهم، و سنسأله بالطبع عن أسرانا لدى الحكومة منذ 1983 إلى يومنا هذا.

    لنرى الآن كيف سلَّح عبد الرسول النور و حزبه المواطنين في الإقليم حسب ما ذكر هو شخصياً في مقاله حيث قال :

    (عندما قرَّرت الحركة الشعبية مُهاجمة كادقلي في مارس 1989 كان القرار الدِّفاع عن المدينة حتى النصر أو الموت .. أعلنتُ فجر اليوم التالي النفير العام ..
    و دعوت عبر مُكبِّرات الصوت كل من له خبرة أو معرفة بإستخدام السلاح الناري أن يُقدِّم نفسه مُتطوعاً للدِّفاع عن المدينة .. كان النداء عاماً و علنياً للناس كافة،
    و تمَّت إذاعته عبر إذاعة إقليم كردفان من كادقلي التي حوَّلناها إلى عاصمة مؤقَّتة للإقليم .. كان رد الفعل كبيراً و مُدهشاً إذ زحف المواطنون رجالاً و نساء نحو القيادة في كادقلي ..
    و التي أوكلنا لها أمر تنظيم المُتطوِّعين ليكونوا سنداً للقوات المُسلحة تحت إمرتها إدارياً و قتالياً و تدريباً و تسليحاً .. ).

    و كان الدكتور/ عمر نور الدائم قد صرَّح في لقاء جماهيري بمدينة كادقلي في نفس الفترة (إن الحكومة سلَّحت القبائل في جنوب دارفور و جنوب كردفان، و مُستعدَّة لتسليح أي شخص ..
    لأن الجيش و الشرطة لا يستطيعان حماية المواطنين من خطر التمرُّد)..

    بدأ عبد الرسول النور مقاله بقوله : (إستعجلنى كثيرون من القُرَّاء لأن أجيب على السؤال المُلِح .. من سلَّح القبائل ؟ و لم يستطيعوا صبراً على ما لم يحيطوا به خبراً !!
    و القبائل المعنية هي بالطبع القبائل البدوية المُحادِدة لمناطق النزاع أو تعيش داخلها .. منها قبائل المسيرية و الرزيقات و الحوازمة و أولاد حميد و كنانة و الكواهلة و آخرون ..
    فالقبائل الأخرى و هي غير العربية فقد سلَّحتها الحركة الشعبية ... إلخ).

    و الواقع أن (عبد الرسول النور) هو الذي لم يستطع صبراً، و ترك السؤال عن تسليح القبائل العربية جانباً ليستبق و يتَّهم الحركة الشَّعبية بتسليح القبائل الأخرى و هي غير العربية، و يقصد (النوبة) بالتَّحديد.
    الهدف هو إقناع السائل بأنه هو (عبد الرسول) سلَّح القبائل العربية كرد فعل لتسليح الحركة الشعبية للقبائل الأخرى غير العربية في 1989 عندما كان حاكماً لإقليم كردفان – و هذا غير صحيح.

    كيف و متى تم تسليح القبائل العربية :

    عبد الرسول النور كعادتهِ يعتمد على آليات التغييب و التضليل المركزية من (دور التعليم، أجهزة الإعلام، و الخطاب الرسمي) التي عملت و تعمل (ليل – نهار) على إخفاء الحقائق عن المواطن السوداني و خاصة ما يجري منها في مناطق الهامش ..
    ليقوم هو (عبد الرسول) بتزييف الحقائق و تزييف المعلومات و تمرير أحاجيه.
    و الأدلة على قولنا هذا كثيرة :

    1/ ذكر عبد الرسول النور : ( القبائل الأخرى و هي غير العربية - و يقصد (النوبة) كما ذكرنا - فقد سلَّحتها الحركة الشعبية طوعاً أو كرهاً الشئ الذي أخلَّ بتوازن القوة الذي كان سائداً منذ قرون بين القبائل التي كان إعتمادها على السلاح الأبيض و العصى).
    هذا إدِّعاء غير صحيح. فالنوبة بحثوا عن السلاح كرد فعل لتسليح الحكومة المركزية لعرب البقَّارة .. و إليكم الدليل.

    أولاً : عندما خرق (النميري) إتفاقية أديس أبابا و قسَّم الجنوب لثلاثة أقاليم، و ضم مناطق إنتاج البترول بـ(بانتيو) إلى الشمال تحت مُسمَّى ولاية الوحدة، و حوَّل مصفاة البترول المُرتقب إلى كوستي،
    إنتفض الجنوب و تأسَّست الحركة الشعبية لتحرير السودان فى 1983 بقيادة الدكتور/ جون قرنق ديمبيور، و قبل أن يصل الجيش الشعبي أو عملياته العسكرية إلى أجزاء كثيرة من الجنوب و خاصة فى غرب النيل بـ( بانتيو، بحرالغزال .. إلخ) ،
    و ليس حتى في جبال النوبة أو (الفونج) النيل الأزرق أو دارفور .. قام (النميري) بتسليح القبائل العربية فى جنوب كردفان بواسطة و إشراف العميد وقتها (فضل الله برمة ناصر) و ناظر المسيرية الزُرق (الحريكة عز الدين) ..
    و لم "تستطع تلك القبائل العربية صبراً" بعد أن إمتلكت السلاح الناري .. حيث تم دفعها بواسطة "أذناب" النميري وقتها لغزو و قتل و نهب القبائل الآمنة فى الجنوب.
    عليه تحرَّكت مليشيات المسيرية و قامت بغزو دينكا (فاريانق) بولاية الوحدة و قتلوا و حرقوا المنطقة عن بكرة أبيها و نهبوا (60,000) ستين ألف رأس من الأبقار في يناير 1984، و جاؤا بتلك الأبقار إلى حفاير المياه بمنطقة (شات الصفية).

    إحتجَّ نوبة (شات) و طلبوا منهم أخذ أبقارهم و الإبتعاد عن منطقتهم لثلاثة أسباب :

    السبب الأول : أن الأبقار نُهبِت من جيرانهم (الدينكا)، و بمتابعة الأثر سيتهمهم الدينكا بالمشاركة فى جريمة النهب و العدوان، و بالتالي يكونوا ضحية للثأر.

    و السبب الثاني : أنهم يحتاجون لمياه الحفيرين لمساعدتهم فى عمليات حصاد محاصيلهم الزراعية.

    السبب الأخير : أنهم يعتمدون على مياه الحفيرين لشراب ماشيتهم فى الصيف لحين هطول الأمطار فى فصل الخريف.

    و لكن، و بسبب البطر و الإحساس بالقوة، و لتفوُّق (الكلاشنكوف) على أسلحة النوبة المُتمثِّلة في (أبوجقرة و المرمطون) قام المسيرية بفتح النار على نوبة (شات) و قتلوا عدداً كبيراً منهم بسبب "بدائية" أسلحة النوبة.

    و بعدها إضطَّر المسيرية لأخذ الأبقار المنهوبة و التوجُّه بها إلى عاصمة المحافظة في كادقلي أمام أعين الحكومة. و قاموا تحت حماية الحكومة ببيع تلك الأبقار في سوق كادقلي مما أدَّى لهبوط سعر (ثور) البقر لأقل من سعر (تيس) الغنم.
    و يرجع ذلك لعقيدة عند البقَّارة تتمثَّل فى تحريم إدخال البقر المنهوب فى زريبة (الحرامي) أو ضمها لأبقاره خوفاً من النحس. لذلك يتوجَّب عليه بيعها و إستخدام العائد لشراء أبقار أخرى لضمها لأبقاره،
    و إلَّا فإن النحس سيصيب أبقاره القديمة و يقوده لفقدانها جميعاً ممَّا يعني إن مصيره سيكون الفقر و العوز. و نتيجة لإنخفاض أسعار الأبقار فى سوق كادقلي في تلك الفترة تحوَّل التجار (الجلَّابة) من أصحاب (اللواري) من شراء و نقل المحاصيل الزراعية،
    إلى نقل الأبقار باللواري إلى أسواق الشمال بغية تحقيق أرباح أعلى.

    نعود إلى قبيلة (شات) المكلومة حيث قامت بعد العدوان بإرسال وفد إلى كادقلي لرفع شكوى للمُحافظ ضد إعتداءات البقَّارة عليهم. و بدلاً عن مُحاسبة المُعتدين قام المُحافظ (عبد الرحمن إدريس) وقتها،
    و مُدير الشُرطة (دارجول) بإعتقال وفد قبيلة (شات) المُتظلِّمة و إيداعهم في السجن، الأمر الذي جعل قبيلة (شات) تضطر لإرسال وفد آخر مُباشرة إلى الأبيض لتوصيل البلاغ إلى نائب الدائرة وقتها بمجلس الشعب الإقليمي بالأبيض (يوسف كوة مكي).
    و عندما قام (يوسف كوة) بإبلاغ الحاكم (الفاتح بشارة) بتظلُّم و شكوى قبيلة (شات)، كان رد الفاتح بُشارة لـ(يوسف كوة) : ( بلاغ شنو ؟ هو في مُتمرِّد أكبر منك ؟ و لا عشان ما إعتقلناك؟ ..!!) .
    و في تلك الأثناء كان (عبد الرسول النور) عضواً فى نفس مجلس الشعب، و لا بد أنه كان مُلِماً بتلك الحقائق و التفاصيل و خاصة عدوان المسيرية على دينكا (فاريانق) و نوبة (شات).

    ماذا كان رد فعل (دينكا فاريانق) لـ(عدوان) المسيرية عليهم ؟ :

    ذلك العدوان دفع شباب دينكا (فاريانق) لقطع المسافات و الإنضمام لمعسكرات التَّدريب التي إقامتها الحركة الشعبية لتحرير السودان وقتها، و تخرَّجوا كجزء من فرقة (كوريوم) و هي الفرقة الأولى التي سلَّحتها الحركة الشعبية.
    و رغم أن أبناء فاريانق كانوا قد تم توزيعهم في تشكيلات الفرقة المُختلفة و التي إنفتحت للقيام بعمليات عسكرية فى مناطق عدَّة بأعالي النيل و شرق الإستوائية إلَّا أن أبناء (فاريانق) هربوا من تلك الوحدات و تجمَّعوا في (فاريانق) ..
    و قد قام (النقيب/ سايمون منيانق كير) وقتها بتنظيمهم و قادهم للهجوم على البقَّارة في كل من (قردود أم ردمي) و (الأزرق) لإسترداد أبقارهم من المسيرية.
    و عقب أحداث (القرود) و (الأزرق) إستغلت حكومة (سوار الدهب) أجهزة الإعلام و ضخَّمت و صوَّرت الأمر على أنه عدوان على الدولة من دون شرح لما وراء الأحداث أو خلفيتها و حقيقتها، و بأنها مجرَّد ثارات بين قبائل سودانية.
    و بناءاً على ذلك. و بعد تهيئة الرأى العام قام (سوار الدهب) و وزير دفاعه (عثمان عبد الله) و (فضل الله برمة) الذي صار عضواً بالمجلس العسكري لقيادة ما يُسمَّى بالثورة،
    قاموا بتفريغ كافة جنود الجيش السُّوداني من أبناء البقَّارة من الوحدات العسكرية في جميع أنحاء السُّودان للذهاب إلى جنوب كردفان لنصرة أهلهم البقارة.
    و قد أدَّى إطلاق يد أولئك الجنود النُظاميين لأخذ القانون بأيديهم إلى إرتكاب إنتهاكات فظيعة في حق مجموعات كبيرة من المدنيين (الدينكا و النوير) الذين كانوا يقطنون في مدن جنوب كردفان بـ(أُسرهم) لسنوات طويلة و خاصة مُدن (أبوجبيهة، تلودي، كلوقي، .. و غيرها).
    حيث قتلوا النساء و الأطفال و العجزة بطريقة بربرية لن تنمحي من ذاكرة مواطني جنوب السودان وجنوب كردفان. و لن تنمحي من ذاكرتهم كذلك الدور الإجرامي الكبير الذي قام به السفَّاح
    (سلمان سليمان الصافي) - الضابط الإداري بـ(أبوجبيهة) آنذاك - في إبادة المواطنين الجنوبيين الذين كانوا يعيشون بالمدينة و تحوُّلوا لجزء من النسيج الإجتماعي. بجانب ذلك تم قتل الكثير من النوبة فى مناطق (كاودا و هيبان) و غيرها خارج إطار القانون.

    من أجل التغطية على جريمتهم، و كعادة المركز و آلته الإعلامية فقد قلبوا الحقائق و صوَّروا أحداث (القردود) و (الأزرق) بأنها تمَّت بتدبير من (يوسف كوه مكي)، و أن النوبة هم الذين قاموا بتنفيذ أحداث القرود و الأزرق في مايو 1985 ضد المجموعات العربية،
    في الوقت الذي كان فيه (يوسف كوه) قد أعلن إنضمامه إلى الحركة الشعبية في نوفمبر 1984، و لم يتلقَّى التَّدريب العسكري وقتها، و لم يكن يعرف حتى فك و تركيب (الكلاشنكوف) كما صرَّح من قبل، ناهيك عن إمتلاك جيش من النوبة قادر
    على شن مثل تلك الهجمات على (القردود) و (الأزرق). و لقد قرأنا في العديد من الكتابات إن حكَّامات البقارة كُنَّ يتغنيّنَ : (يوسف كوة .. خرب الخوَّة .. و دخل القردود بالقوة) !!. فما هي علاقة (القائد/ يوسف كوه مكي) بهجوم (القردود) ؟. و من الذي حرَّض على مثل هذه التعبئة ؟.

    عبد الرسول النور كان شاهداً على تلك الأحداث المُتمثلة فى العدوان على دينكا (فاريانق) و نهب أبقارهم، و رد فعل دينكا (فاريانق) لإسترداد أبقارهم من بقَّارة ( القرود) و (الأزرق)، و كان يعلم علم اليقين أن (النوبة) كانوا ضحايا لطغيان البقَّارة و من ورائِهم الحكومة،
    و إضطروا للبحث عن السلاح بعد أن أساء البقَّارة إستخدام السلاح الناري، و إزدادت الإنتهاكات ضدهم كـ(إثنية) من قبل البقَّارة في (المزارع، الأسواق، المساكن .. إلخ)، بالإضافة إلى نهب أبقارهم و أموالهم تحت سمع و بصر و حماية الأجهزة الأمنية و الإدارية للدولة السودانية (الحكومة).

    نواصل ..






                  

08-14-2020, 11:33 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مزاعم (عبد الرسول النور) عن andquot;البُغض � (Re: Khalid Kodi)

    حول مزاعم (عبد الرسول النور) عن "البُغض و الكراهية" و التسليح في جنوب كردفان / جبال النوبة .. و تداعيات الوضع الراهن في الإقليم (2-2).

    عادل شالوكا

    توطئة :

    في المقال السابق إستعرضنا إدِّعاءات (عبد الرسول النور) في محاولته للإجابة على السؤال الذي إعتبره (مُلِحَّاً) – و هو كذلك – و لكن ما جاء في إفاداتِه كان مُجافياً للحقائق.
    و لذلك رأينا ضرورة توضيح الحقائق (مُجرَّدة) في سعينا لطوي هذا السفر المُظلم في تاريخنا الحديث، و هو الأمر الذي نحتاج إليه بشِدَّة في حوارنا المُستمر لإنهاء الحروب في السُّودان.
    و نحن لا نهدف إلى نبش المطمور و تجديد الجراح، بقدر ما نسعى لتشخيص و تشريح الأزمة من جذورها بغية الإعتراف بالحقائق التَّاريخية و التصالُح مع الذات و مع الآخرين،
    و الوصول إلى مرحلة القطيعة التَّاريخية بالماضي، مما يُمهِّد الطريق للتساكُن مع الآخر و التعايُش مع الأغيار، لأن (النوبة) و (البقَّارة) لهما مصالح مُشتركة .. و كذلك مصير مشترك.

    فالحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع هي إن : أول من سلَّح القبائل هو (محمد أحمد المحجوب) رئيس الوزراء عن (حزب الأمة) في ستينات القرن الماضي لمواجهة (الأنانيا)،
    و لقد زار مناطق (التماذُج) و سلَّح القبائل العربية مُستخدماً مبدأ (فرِّق تسد) بين المُكوِّنات الإجتماعية لجنوب السُّودان و جنوب كردفان / جبال النوبة. و هذا موثَّق في كتاب :
    (الحرب الأهلية في السودان) للكاتبين (بروفسير/ مارتن دالي – و الدكتور الباحث/ أحمد عوض أحمد سكنجا). و من بعده واصل (جعفر نميري) بالتنسيق مع ضُبَّاط حزب الأمة بقيادة (فضل الله برمة)
    و الناظر (عز الدين حريكة) و آخرين تسليح القبائل العربية كذلك - و في ذلك الوقت لم تصل الحركة الشعبية إلى جبال النوبة إطلاقاً. و قد واصل أيضاً (سوار الدهب)
    في الفترة الإنتقالية (1985 – 1986) هذا المشروع بالتنسيق مع قيادة حزب الأمة. و بعدها تولَّى (الصادق المهدي) المُهمَّة في فترة ما يسمَّى بالديمقراطية الثالثة (1986 – 1989) و هو رئيساً للوزراء مُستخدماً
    (عبد الرسول النور) و أجهزته الأمنية .. حسب إفاداته في مقاله. لتأتي الجبهة الإسلامية القومية (1989 – 2019) و تواصل مشروع الإبادة و التَّطهير العرقي في الإقليم بعد إصدارها لقانون
    (قوات الدفاع الشعبي- 1989) و التي كانت (قوات المراحيل) سابقاً.

    و ماذا حدث في جبال النوبة :

    و منذ إكتمال هذا المشروع (الشرير) إرتكبت هذه المليشيات بعد تسليحها العديد من المجاذر و الإنتهاكات في حق شعب جنوب كردفان / جبال النوبة، و تسبَّبت في أضرار كبيرة للطرفين :
    (النوبة) كضحايا من جهة، و (البقَّارة) من جهةٍ أخرى كمجموعة تم إستخدامها كـ(وقود) و (مخلب قط) ضد النوبة. و هنا نذكر بعض (المجاذر) على سبيل المثال :

    مجزرة (اللوبا) بمقاطعة أم دورين (29 نوفمبر 1987) :

    في صبيحة الأحد الموافق : 29 نوفمبر 1987 و في تمام الساعة الخامسة صباحاً هاجمت مليشيات (البقَّارة) مُدجَّجة بالسلاح و مدعومة بقوات حكومية قرية (اللوبا) الواقعة فى مُقاطعة
    (أم دورين) و هي قرية تقطُنها عشيرة (أرنبق) التابعة لقبيلة أومارنق (مورو) و قتلت (79) من الأطفال و المُسنين، و نهبت المُمتلكات و أبادت الحيوانات، و حرقت القرية بأكملها، و هجَّرت من تبقُّوا على قيد الحياة بعد فرارهم من الموت الحتمي.

    مجزرة (الكوتنق منديو) - 10 أبريل 1989 :

    بتاريخ 10 أبريل 1989 قامت قوة من مليشيات الدفاع الشعبي من عرب الحوازمة في منطقة (الحمرة) مدعومة بسيارات تتبع للقوات المُسلَّحة بمُهاجمة قرية (الكوتنق منديو) بمقاطعة البرام و هي قرية يسكنها النوبة (شات)،
    و كانت القوة قد تحرَّكت بتدبير من الحكومة يوم 9 أبريل و تمركزت في (الأحيمر) إستعداداً للهجوم، و في صبيحة يوم 10 أبريل 1989 في تمام الرابعة صباحاً نفَّذت الهجوم بعد أن أحكمت الحصار على القرية، و تم قتل (80) شخص من سكان القرية و حرق (350) منزل.

    هذه فقط نماذج من سفر كبير للإنتهاكات، و لا يسعنا الحديث عنه حالياً في هذا المقال.

    و قد قامت منظمة African Rights بإجراء تحقيق دقيق عن الأوضاع في الإقليم عبر مُقابلات مع الضحايا و المُعاقين و تصوير القرى المحروقة، بما فيها المنازل و الكنائس و المساجد. كما قامت بإصدار كتاب شمل نتائج ذلك التحقيق بعنوان :

    Facing Genocide : The Nuba of Sudan)).

    نوبة السُّودان و مواجهة الإبادة - أصدره (أليكس دي وال – و يوهانس أكول أجاوين) في العام 1995.

    و قد أشارت المُنظمة إلى أن تقريرها - و هو الأول من نوعه بالنسبة للمنطقة - إستند على شهادة أكثر من مائة و ثلاثين شخصاً من ضحايا إنتهاكات حقوق الإنسان، و وثائق سرية من أوراق القوات المُسلَّحة السُّودانية.
    و لهذا التقرير أهمية بالغة بتوثيق معلومات دقيقة مُعظمها مُستقاة من شهادات الضحايا و ذويهم و نُشطاء (حقوق الإنسان) على الأرض في المنطقة.

    أيضاً إهتمت مُنظمة العفو الدولية بنشر تقارير وافية و مُفصَّلة عن تلك الإنتهاكات.
    و تظل دلائل و بيانات كثيرة عن الأحداث التي قامت بها القوات المُسلَّحة و مليشيات الدفاع الشعبي - و التي تعد مُخالفات و إنتهاكات صريحة للقانون الإنساني الدولي - تقتضي مُحاسبة و مُحاكمة المسؤولين عن إرتكابها.

    كما تضمَّنت التقارير السنوية التي تقدَّم بها المُقرِّر الخاص للأمم المُتَّحدة (الدكتور/ قاسبار بيرو) منذ توليه أعباء منصبه في العام 1993 م حتى إستقالته في 1998، أدلة دامغة تؤكِّد إرتكاب تلك الجرائم.
    و قد وصف في تقريره إن النزاع الدموي كان بين (العرب) و (النوبة) في إشارة إلى المليشيات التي سلَّحها (عبد الرسول النور) و حزب الأمة. و قد تعرَّض – التقرير الذي قدَّمه - إلى فترة الديمقراطية الثالثة
    و إنشاء المليشيات العربية التي عُرفت بإسم (المراحيل) التي أُعيد تنظيمها في سنة 1989 حينما عُرفت بإسم "قوات الدفاع الشعبي"، التي أضفَى عليها نظام (الجبهة الإسلامية القومية)
    طابعاً قانونياً بموجب مرسوم صادر في نوفمبر 1989 مما جعل مواطني المنطقة عرضة لكافة أنواع الفظائع التي ترتكبها قوات الدفاع الشعبي و الجيش و الأجهزة الحكومية الأخرى – (حسب التقرير).

    هذه تقارير وافية و موثَّقة و موجودة لدى المؤسَّسات الدولية. و هي كافية لإدانة (حزب الأمة) و (الصادق المهدي) و (عبد الرسول النور) و قادة المليشيات آنذاك. و الآن والي الولاية
    (حامد البشير إبراهيم) – و هو "حزب أمة" أيضاً - في طريقه للإنضمام إلى هذه القائمة بمسؤوليتهِ المُباشرة عن تحريك القوات المُسلَّحة و قوات الدَّعم السريع بآليات ثقيلة من (كادقلي - فيو - و هبيلا)
    لفرض عبور (مُرحال) الحوازمة (و هي قبيلته) عن طرق مسار (خور الورل) الذي يرفضه سُكان المنطقة.

    و ما هي مسؤولية عبد الرسول النور :

    أولاً : بعد إنتخابات 1986 (الجزئية)، تم تعيين (عبد الرسول النور إسماعيل) في عام 1988 حاكماً على كردفان، ليواصل مسلسل التسليح و التجييش للبقَّارة كما ذكر في مقاله.
    و قد قام (عبد الرسول النور) بواسطة أجهزته الأمنية بتصفية المئات من المُثقَّفين و قيادات الإدارة الأهلية من النوبة، حيث زاد هذا التعيين من الإنتهاكات و التوتُّرات مما دفع المزيد من شباب
    النوبة لحمل السلاح، حتى جاءت فرقة (كوش) من الجيش الشعبي - التي حكى عنها عبد الرسول النور في مقاله – و كان ذلك خلال توليه حكم الإقليم (مارس 1989).
    و قد لعبت هذه الفرقة (كوش) دوراً مُهمَّاً في حماية المواطنين و تثبيت الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السُّودان في جبال النوبة إلى يومنا هذا.

    و للحقيقة و التَّاريخ - لم تكُن معارك (الكُتن) و (الحمرة) في مارس 1989 و التي ذكرها (عبد الرسول النور) في مقاله هي بداية لتنظيم المُتطوِّعين من (البقَّارة) لإسناد ظهر الجيش كما ذكر،
    و إنما بدأ تسليح و تنظيم (البقَّارة) منذ الستينات كما ذكرنا، ثم بعد ذلك في العام 1983 بواسطة (جعفر نميري)، و (فضل الله برمة ناصر) كجزء من إستراتيجية المركز (الإسلاموعروبي)
    لإبادة و إحتلال أراضي النوبة في جنوب كردفان، و (الفونج) النيل الأزرق، و شعب دارفور. و قد كان دور (عبد الرسول النور) داعماً و مُكملاً للإستراتيجية،
    و تمثَّل ذلك في صب الزيت على النار خدمةً للإستراتيجية المُعدَّة سلفاً بالمزيد من التسليح للـقبائل (العربية)، و المُناداة بإجازة قانون (الدفاع الشعبي) لمُساعدة القُوات المُسلَّحة في حرب الإبادة.

    ثانياً : ذكر (عبد الرسول) في ندوة القاهرة عام 1998 - و التي أشار إليها في مقاله المذكور : (أن المسيرية وصلوا إلى جبال النوبة في القرن الثالث عشر الميلادي،
    و ذلك قبل وصول النوبة إليها بقرنين) ..!!!. و بدون تقديم أي أدلة على ذلك ... !!!. يبدو أن الكلام في السُّودان (ببلاش) .. و يمكنك أن تقول ما تشاء طالما آلية التغييب المركزية لا زالت فاعلة و تعمل بجانب مُصادرة و تقييد الحريات،
    و على رأسها حرية التَّعبير. هذه أكبر أكذوبة في تاريخ السُّودان – و على (عبد الرسول النور) إثبات ذلك. و على الجميع مُراجعة كتابنا : (المناطق المُهمَّشة في السودان :
    كفاح من أجل الأرض و الهوية - 2015) و مُراجعة المصادر و الوثائق الواردة فيه. و لو لـ(عبد الرسول النور) أي أدِلَّة أو مراجع تدحض ما جاء في هذا الكتاب ..
    أن يأتي بها. و مثل هذه التَّصريحات (الجُزافية) و الحديث المجَّاني، هو الذي يؤجِّج نيران الحروب و الإقتتال لما فيه من نوايا سالبة و سيئة ترتبط بالتَّاريخ و الأرض.

    ثالثاً : تحدَّث عبد الرسول النور عن من وصفه بـ(الصديق/ يوسف كوه)..!!. و ذلك ليس صحيحاً .. لأن الصداقة (قيمة، إحترام، و معزَّة). و لكن ما قام به عبد الرسول بإزاء تلك الصداقة (المزعومة) هو العكس تماماً.
    لأن أول إنجاز لهذه (الصداقة) قام به (عبد الرسول النور) بعد تعيينه حاكماً على كردفان في 1988 - هو مُصادرة قطعة أرض درجة أولى بحي البترول بـ(الأبيض) كان قد تمَّ منحها لـ(يوسف كوه مكي)
    كغيره من نواب مجلس الشعب الإقليمي الذين من ضمنهم (عبد الرسول النور إسماعيل) .. تم ذلك في غياب (يوسف كوه) ..!! و بقرار فوقي من دون مُحاكمة .. !!.
    فقط بقرار فوقي كدليل للإستبداد بالسُّلطة، و حقد دفين لم يفهم (يوسف كوه) كنهه حتَّى وفاته ... !!!. هذه هي حقيقة العلاقة بين عبد الرسول النور و القائد/ يوسف كوه مكي.

    تداعيات الوضع الراهن في الإقليم :

    الأدهى و الأمرَّ في مقال عبد الرسول النور - هو قوله إن : (القبائل المعنية هي بالطبع القبائل "البدوية المُحادِّدة لمناطق النزاع" أو تعيش داخله) .

    هنا يُثار تساؤل : (نزاع بين مَن و مَن ؟). دار (الحرب) و دار (الإسلام) ؟ أم دار (العرب) و دار (الأفارقة) ؟.

    قيل : إن كل إناءٍ بما فيه ينضح ( العنصرية التوسُّعية).

    تلك هي العقلية الإستعمارية التي كانت وراء تقسيم السُّودان. و ذلك عندما قال (البشير) للمجتمع الدُّولي أن (جون قرنق) يسعى للتَّمدُّد على حساب (الشمال)
    بمحاولتهِ ضم إقليمي جبال النوبة / جنوب كُردفان و (الفونج) النيل الأزرق، و هي خارج حدود 1956 إلى الجنوب. و نتيجة لموقف (البشير) ذاك، قام الوسطاء بتسمية الإقليمين مرة بـ(مناطق النِّزاع)
    و مرة (مناطق إنتقالية بين الشمال و الجنوب) و مرة بـ(المنطقتين) تفادياً لمحمولات تلك التَّسميات. و إن حديث (عبد الرسول) هذا فيه تأكيد لذلك التوجُّه الذي نطق به (البشير)،
    بأن المنطقتين في منظور هذه الفئة ليست جزءاً من السُّودان، بل مناطق (مُتنازع عليها بين السُّودان و جنوب السُّودان). و لقد كان (البشير)، و حالياً (حزب الأمة) و (الصادق المهدي)،
    و (عبد الرسول النور)، و والي جنوب كردفان الحالي (حامد البشير) يريدون ضمَّها و بسط هيمنهم و نفوذهم عليها، أو إحتلالها بالقوَّة كما حدث في منطقة (خور الورل).
    و هذا ما يُفسِّر مشاريع التَّطهير العِرقي و الإبادة و القتل على أساس هوية (النوبة) عبر تسليح القبائل العربية و إستخدام القُّوات النُّظامية في الإحتلال و (الإزاحة) و (الإبدال).

    هذه العقلية و المُمارسات تًبرِّر ما يقوله الكثيرين من أبناء الإقليمين بأن جبال النوبة و الفونج (النيل الأزرق) لم تتم إدارتهما ضمن شمال السُّودان حتى عام 1953،
    و ذلك بسبب إدارتهما تحت قانون المناطق المقفولة. علماً بأن الجنوب كان قد تم إلحاقهِ بالشَّمال عقب مؤتمر جوبا في العام 1947. هذا دون الإشارة للدور الذي لعبته تلك القبائل في التعاون
    مع الإستعمار التركي المصري و المهدية بإستغلال الموارد المادية و البشرية لهذه المناطق (جبال النوبة، النيل الأزرق، دارفور، أعالي النيل، و بحر الغزال) عبر تجارة الرقيق و الإسترقاق ..
    ليتواصل نفس المسلسل عندما قامت السلطة المركزية بتسليم المُهمَّة لـ(عبد الرسول النور) و عرَّابيه .. و الذي لم يترك أمام أبناء القبائل الأخرى - كما يُسمِّيها عبد الرسول النور -
    إلَّا المُقاومة و البحث عن السِّلاح لحماية أنفسهم و التحرُّر من تلك العقلية الإستعلائية الإستعمارية التي إنتهكت حقوقهم في المواطنة و العيش بكرامة .

    ما ذكره حزب الأمة في بيانه الصادر بتاريخ 6 أغسطس 2020 بأن (مسار) مُرحال (خور الول) كان يُستخدم قبل (300) سنة !!!
    مُجرَّد إفتراء و تزييف للتاريخ لأن تاريخ وصول البقَّارة إلى المنطقة المعروفة فى تلك الفترة بـ(دار نوبة) كان فى بداية العام 1800.
    و المجموعة التي يُزَج بها حالياً للقتال في منطقة (خور الورل) لا يتجاوز- تاريخ إحتكاكها بهذه المنطقة - الـ(100) سنة و تشكَّلت بالتخالُط و التعايُش و تسامُح النوبة و هم رُعاة (مُستعربين)،
    و هي أكثر مجموعات (البقَّارة) إحتكاكاً بمناطق النوبة و يُعرفون بـ(الحوازمة). و كلمة (الحوازمة) تعني (التحزُّم) أو الإرتباط مع بعض، و قد قاموا بتأسيس حلف (الحوازمة)
    عن طريق القسَم على القرآن، حيث أقسمت هذه المجموعات بالدفاع عن المجموعة كلها والوقوف معها فى حالة الحروب و النزاعات و بمرور الوقت أصبح الحوازمة أكثر من مُجرَّد حِلف إثني يُعبِّر عن مجموعة مُترابطة إثنياً،
    حيث أصبح الحلف مرناً يستطيع أن يضُم مجموعات أخرى من خلفية غير عربية، فمثلاً إنضم إلى حلف (الحوازمة) ستة مجموعات على النحو التالي :

    (1/ الزُنَّارة 2/ التكارير 3/ جلَّابة 4/ الهوَّارة 5/ الجوامعة 6/ البديرية .. بالإضافة إلى بعض بقايا الرقيق).

    كل هذه المجموعات صارت جزءاً من (الحَلفَا) - أي الذين "حلفوا" أو أقسموا - و قد أقسمت "قسم الحوازمة" و إنضمت إلى الحِلف في منتصف القرن الثامن عشر خلال الحكم الثنائي (التركي - المصري).

    و يتكوَّن الحوازمة من ثلاثة مجموعات مُتَّحِدة : (1/ الحَلفَا 2/ أولاد عبد العال 3/ الرواوقة)، و كل مجموعة تنقسم إلى عدة فروع. فالرواوقة ينقسمون إلى :
    (دار جامع / دليمية / أولاد نوبة). مؤخَّراً بعض المجموعات غير العربية (الشوابنة / فلَّاتة البرداب / التكارير).

    و حالياً الإدارة الأهلية للرواوقة تضم ستة عموديات (1- الدليمية 2- أولاد نوبة 3- دار جامع 4- الشوابنة "عقب" 5 – شوابنة "السمَّة" 6- فلَّاتة "البرداب").

    كانت مواطنهم قبل ذلك في القوز أو المناطق الجنوبية بشمال كردفان ( علوبة، جعيبات، شيكان ..الخ .. الخ)، و نتيجة للزحف الصحراوي و تدهوُّر البيئة إضطروا للسير جنوباً بقطعانهم سنوياً في فترة الصيف ( يناير - أبريل)،
    بحثاً عن المياه لشرب ماشيتهم و المراعي لتغذيتها .. فبدأوا بالتوغُّل عبر عشرات السنين جنوباً. و بسبب (الآيديولوجيا الإسلاموعروبية)
    التي تبنَّتها الدولة المركزية بعد خروج المُستعمر و إنحيازها و دعمها للمجموعات المُستعرَبة للتملُّك و إحتلال أراضي المجموعات الأصيلة بمبدأ (كل أرض وطأتها حافر بقرتها هي ملكها) .. بدأت النزاعات.

    و لقد ذكرنا من قبل دور (الصادق المهدي) شخصيَّاً في تغذية هذه التوجُّهات عند المُستعرِبة من (البقَّارة) .. بالشحن السلبي و التَّحريض
    العنصري للقيام بإحتلال أراضي السُّكان الأصيلين منذ العام 1967 حيث قال لهم : إن (ضهر التور لا يُمكن أن يكون لكم وطناً). و عليكم بإحتلال أراضي النوبة،
    و ستكون الدولة - مُمثلة في أجهزتها من قضاء و شرطة و ضُبَّاط إداريين بالمراكز معكم سنداً و عوناً فى حالة إحتجاج أصحاب الأرض من النوبة .. لتبدأ الفتنة منذ العام 1968.

    تلك هي مُشكِلة دار نعيلة أو نعولة (المُحرَّشة) و التي تحوَّلت إلى وقود لمعارك و مطامع (حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي، و والي الولاية حامد البشير)
    و مُخطَّطاتهم العدوانية، و طموحاتهم الشريرة، فتم دفعها لمعركة و صراع (خور الورل) لفرض أمر واقع على الأرض. و الحوادث المُتكررة و الإنتهاكات التي يرتكبها الـ(حوازمة)
    داخل كادقلي و حولها لدفع النوبة للخروج منها - تُفهم في إطار هذا السياق التَّاريخي .

    الطريق إلى السلام :

    حزب الأمة غير مؤهَّل على الإطلاق لحل و مُعالجة الصراع في جنوب كردفان أو في أي منطقة في السُّودان، فهو لا يملك حلول لمشكلات البلاد و لكنه يملك عقلية إقصائية عُنصرية لتقسيم السُّودانيين.
    و المُحاولات التي يقوم بها لعقد الورش لمُناقشة هذه القضايا هي محاولات لزر الرماد في العيون و تضليل الشَّعب السُّوداني و إستقطاب البُسطاء، مثل الورشة التي نظَّمها الحزب بتاريخ 4 يوليو 2020 و خاطبها (الصادق المهدي).
    و الورشة التي نُظِّمت في كادقلي بتاريخ 12 أغسطس 2020 و هي محاولة من الوالي (حامد البشير) لتمييع القضايا و الإلتفاف على جذور الصراع
    و الأسباب التي أدَّت إلى الحروب في السُّودان. و الأدهى في الأمر إن غالبية أعضاء لجنة الورشة أو مؤتمر الصلح هم من عناصر المؤتمر الوطني البائد بما في ذلك رئيسها (صالح إبراهيم يعقوب)
    الذي رفضته لجان المقاومة في الولاية كما رفضت المُشاركة في المؤتمر، و هذا المؤتمر لن يخمد فتيل الأزمة .. و سيكون مصيره الفشل الحتمي.

    القضايا التي أسَّست للصراع في الإقليم – كغيرها من قضايا السُّودان الأخرى - مطروحة الآن للنقاش على طاولة المفاوضات و لن تُعالَج بهذه الطريقة التي تشبه في طبيعتها (الجوديات)
    لأنها تتعلَّق بمظالم تاريخية و تهميش بنيوي و هيكلي، و قضايا مثل (علاقة الدين بالدولة، الأرض، الهوية، ... و غيرها). و على الحكومة إن كانت جادَّة و راغبة في إنهاء الحروب و إستعادة الأمن و السلم و الإستقرار في السُّودان،
    أن تسعى إلى تسوية سياسية شاملة تُعالج جذور هذه الأزمات و تضع البلاد في الإتجاه الصحيح.


    المراجع :

    1/ MacMichael, Harold A: The Tribes of Northern and Central Kordofan. London: Frank Cass, 1912/1967.

    2/ K. D. D. Henderson, “A Note on the Migration of the Messiria Tribe into South-West Kordofan, (1939)”Sudan Notes and Records 22, no. 1: 5.

    3/ Ian Cunnison, Baqqa-ra Arabs: Power and Lineage in a Sudanese Nomad Tribe (Oxford: Clarendon Press, 1966);

    4/Facing Genocide: The Nuba of Sudan - by: Alex Duval and Yohannes A. Ajawin- 1995.

    5/ Guma Kunda Komey – Land Governance Conflict and the Nuba of Sudan- Eastern Africa Series 2010.

    6/Mohamed Salih, M. Abdel Rahim. “Resistance and Response: Ethnocide and Genocide in the Nuba Mountains, Sudan.” Geo-Journal 36, no. 1 (1995): 71–78.

    7/Ibrahim, Agricultural Development Policy, Ethnicity and Socio-political Change- (1988/1998).

    8/ د . محمد سليمان محمد - السودان : حروب الموارد والهوية – دار كمبردج للنشر – الطبعة الأولى - 2000.

    9/ الحرب الأهلية في السودان - بروفسير/ مارتن دالي – و الدكتور/ أحمد عوض أحمد سكنجا).

    10/ المناطق المُهمَّشة في السُّودان : كفاح من أجل الأرض و الهوية – عادل شالوكا 2015.
                  

08-18-2020, 04:33 AM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مزاعم (عبد الرسول النور) عن andquot;البُغض � (Re: Khalid Kodi)

    up
                  

08-18-2020, 12:29 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27777

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مزاعم (عبد الرسول النور) عن andquot;البُغض (Re: Khalid Kodi)

    الضابط في الحركة عادل إبراهيم شالوكا ..كتب الأتي:
    Quote: مع تزايد الضغوط الدولية لدفع الحكومة والثُوار للجلوس على طاولة المفاوضات, أعددنا هذه الدراسة التى تقع فى سلسلة مقالات (1- 9) نتطرق خلالها لعدة قضايا تشترك فيها هذه المناطق, لتظل حاضرة فى فضاء السياسة السودانية هذه الأوقات, لتكون السراج الذى يضىء طريقنا نحو نيل الحقوق التاريخية, والتوصل للتسوية الشاملة, ومعالجة الأزمات التاريخية بصورة جذرية, وهذه القضايا غير خاضعة للمساومات السياسية أو ضغوط المجتمع الدولى أو غيرها من الضغوط أو المغامرات, فالحرب ستظل مستمرة فى هذه المناطق حتى لو تم توقيع إتفاقيات صورية نتيجة للضغوط, لأن ذلك سيكون بمثابة الهدنة مثلما حدث للجنوبيين فى أديس أبابا 1972م, ومثل ما حدث فى نيفاشا 2005م بالنسبة للنوبة والفونج, وإعتقد إن شعوب هاتين المنطقتين بالإضافة إلى دارفور, قادرة على الكفاح المسلح لأكثر من (100) عام أخرى حال عدم مخاطبة ومعالجة هذه القضايا بصورة جذرية, ودونكم وثيقة الدوحة وما أدراك ما (السيسى) والسلطة الإنتقالية المضروبة, بالإضافة إلى الإتفاق الإطارى (أديس أبابا – 2001م) الذى (طُبخ) على عجل ولم يخاطب أى قضية أساسية سوى الترتيبات الأمنية التى جاءت فطيرة هى الأخرى, الأمر الذى


    عادل شالوكا .. عنصري من بيت الكلاوي!


    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de