|
Re: انا مهوس بما ساره هاني نديم عن ماردونا و ن� (Re: عمر نملة)
|
إذاً؛ تغيرت خارطتي ومخططاتي في المدينة، أكملت كل سراديب الموتى والكنائس في يومٍ واحدٍ، المفاجئ أن مارادونا في كل مكان! على جدرانها وعلى شموعها، كتب له النابوليتيون عبارات حبّ وترجّي، حقاً شعرت كم كنت سطحياً، إذ أن فقرة ماردونا ونابولي غائبة عني - أنا الصحافي - وهذا عيب فادح، فمارادونا ليس مجرد لاعب وحسب، إنه وجبةٌ كاملةٌ وخبرٌ متصل، مضارعٌ ومستمر! فلك أن تتخيل أية قائمة سيكون مارادونا فيها، الأثرى، الأكثر تأثيراً، الأكثر جدلاً، أرباب المشاجرات، الفضائح، الأكثر تبرعاً.. إنه كائن من لحم ودم. كائن حقيقي يحيا بيننا بكل عظمة. إلى جانب جهلي بفقر نابولي وإن كنت أعرفه، ولكن الفقر بالذات يلمس ولا يوصف، عليك أن تتجول في الحي الإسباني لتفهم ما أقول.. ولكن كيف اشترت نابولي مارادونا وهي بهذا الفقر؟
كانت إيطاليا فعلياً مقسمة إلى اقتصاديْن منذ توحيدها عام 1871. الشمال الصناعي الغني، والجنوب الزراعي الفقير، هوة اقتصادية هائلة، الشمال الازدهار والنمو، الجنوب الفساد والجريمة المنظمة، الشمال مملكة Fiat المرعبة والجنوب الفلاحون السذج، الـ "terroni" وهو مصطلح مهين للغاية. عشرات المبادرات الشمالية لدعم الجنوب فشلت كلها بسبب الفساد الإداري والمافيات، الشمال الحصانة والجنوب البطالة، الشمال يدفع الضرائب والجنوب ينفقها، قامت الكثير من الحركات اليمينية تطالب باستقلال الشمال عن الجنوب، هذه التراكمات امتدت لكل تفاصيل الحياة وكرة القدم منها، وبالطبع؛ سيطر الشمال على تلك اللعبة، يوفنتوس واس ميلان والإنتر. لم يفز أي فريق جنوبي إلى أن جاء دييغو الذي قلب الطاولة والبلاد والمراهنات وكل البديهيات.
|
|
|
|
|
|