|
Re: في الفكر السياسي جوزيف أوكيل قرنق بقلم إد� (Re: عمر جبرونا)
|
كلام كبير من عقل كبيرQuote: الصراع حول تحليل المسألة الجنوبية كان أحد موضوعات الصراع الفكري بين جوزيف اليمنيين الجنوبيين، هو صراع واختلاف الرؤى في تفسير وتحليل مشكلة العلاقة المتوترة بين الجنوب والشمال. اليمنيون امثال بوث ديو والأخرين كانوا يعتقدون بإن الصراع بين الجنوب والشمال هو صراع عرقي وأن التناقض الاساسي الذي يسبب كل تلك الإشكاليات ناتج من الاختلاف العرقي والثقافي، فالشمال عربي والجنوب افريقي ويعرض جوزيف الحجة والفرضية الأساسية لهذا التيار (إذا لم يكن بالإمكان تحويل العربي إلى "زنجي" أو "الزنجي" إلى عربي فمن الخير لهما أن ينفصلا).. ويتسأل جوزيف عن مدى صحة فرضية اليمينيين إذ أن نفس ما يحدث هنا حاصل في عدة بلدان أفريقية مثل نيجيريا وأوغندا ولتفنيد حجة اليمينيين لجأ جوزيف لنماذج للصراعات في دول أفريقيا ما بعد الاستعمار نتيجة للسياسة الاستعمارية فرق تسد بإعطاء السلطة والامتيازات مجموعة منتمية لعرق وجغرافية معينة وحرمان الآخرين وتهميشهم مما يولد مشاعر الكراهية بين أبنائهم وتفضيل الاستعمار عند الطرف على الطرف الآخر ... تجربة الصراع الجغرافي في نيجيريا وفي رواندا حيث أخذ الصراع شكلاً قبليا، كل تلك الصراعات إفراز لأزمة متعلقة بالبناء الوطني للدولة ما بعد الاستعمار وكيفية تجاوز الإرث الاستعماري بتقسيم الشعوب وزرع روح الكراهية والتعصب علي أساس عرقي وديني وجغرافي.. يقدم جوزيف أمثلة لدول متعايشة بسلام رغم تعددها العرقي والثقافي ليؤكد أن ملامح التناقض وجوهر الأزمة في هياكل الدول السياسية والاقتصادية وليست في اختلاف العرق وأن تمظهر الصراع في شكل عرقي هو نتيجة للصراع عندما يقول (العامل العرقي والعنصري لم يكن بالعنصر الأساسي والحاسم، وحتي في جنوب افريقيا فإن جوهر الأزمة ليس عرقياً فالتمييز العرقي هو مجرد مظهر لعوامل خفية اعمق) وقد اوضح جوزيف كيف أن التمييز العرقي ضد الجنوبيين هو إفراز لعوامل سياسية واقتصادية مرتبطة بهيكل الدولة الكولونيالية وقد أشرنا اليه في أجزاء أخرى من المقال. (ويعتبر أبرز زعماء هذا التيار هم زبونى منديري، بوث ديو، والأب سترنينو لوهرى، وجوزيف ادوهو ). وقدم جوزيف نموذج جيد لإدارة الصراع الفكري مع المختلفين معه عبر مسجلات في الصحف اتسمت بالموضوعية حول مستقبل الجنوب وما هو الشكل الأفضل لكي ينال الجنوب حقوقه المهضومة. ويعتبر الاختلاف بين الفيبريشن والحكم الذاتي أبرز نقاط الخلاف بين جوزيف والتيار اليميني.. هل يحقق الفيدريشن الديمقراطية في جنوب السودان ويوجد السبيل لتنمية لغاته موروثاته ذلك التساؤل طرحه جوزيف في بداية حواره مع التيار اليميني فيما يختص بالبديل الأفضل للوضعية الجنوب. استناد جوزيف على حقائق الواقع ليؤكد عدم ملاءمة النظام الفيدرالي للواقع الجنوب نسبة لعدم توفر متطلبات النظام من اقتصاد مستقل وضعف مؤسسات الخدمة المدنية يجعل من تطبيق الشعار الفيدرالية حبر على الورق.. (ويمضي القائد الشيوعي الجنوبي موضحاً رأى تنظيمه في الفيدريشن، ليقول "إن الذي يوحد الجنوبيين الآن هو الشك القائم بينهم تجاه الشماليين وانه إذا أزيلت عوامل الشك، فقد تغلب الخلافات القبلية في الجنوب على روح الوحدة القومية". (100) وراح جوزيف قرنق يقول إنه في مثل هذه الظروف لا يمكن أن تقام دولة فيدرالية في الجنوب. ونبه جوزيف قرنق إلى أن قيام هذه الدولة سيؤدى إلى اضطهاد القبائل الصغيرة بواسطة القبائل الكبيرة. وهكذا فإن نظام الفيدريشن سيؤدى في أقوى الاحتمالات إلى تفكك الجنوب والشمال، وسينقل الفيدريشن الخلاف القائم اليوم بين الجنوب والشمال إلى خلاف بين الجنوبيين أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، فان المسألة تزداد تعقيداً لندرة الموظفين المدربين الأكفاء، وزيادة النفقات التي ستقع على القطر كله من جراء الازدواج في الوزارات وموظفي الخدمة والبرلمانات المتعددة. كما أنه في مثل هذه الظروف يستطيع الاستعمار وبسهولة إشعال نيران الخلاف حول مسائل السلطة بين الدولة والحكومات الفيدرالية مما يترتب عليه انهيار كامل في جهاز الحكم وتفكك الدولة كلها. واستخلص جوزيف قرنق إنه من كل هذه الظروف التاريخية القائمة الآن في الجنوب فإن النظام الفيدرالي غير عملي). وجه جوزيف انتقادات للتيار اليميني لعدم تقديمهم لبرنامج تفصيلي يعالج قضايا التخلف وانعدام التنمية في الجنوب واكتفائه بالشعارات فوقية والتركيز على المناصب والسلطة السياسية دون الإجابة على الأسئلة، ويبدو أن هذا التيار كان يعمل على وراثة علاقات الاستغلال من البرجوازية الشمالية كما يصفه جوزيف يتبنى شعارات وطنية ويصرخ الذئاب لكنه من جهة أخرى يحلم بخلافة الذئاب في احتكار السوق واستغلال الشعب ويصبح ذئاب جديد. تتلخص رؤية جوزيف في نقد الفيدرالي في أن الجنوب يحتاج لبرنامج تنموي يجعله يقف على ساقيه عبر الحكم الذاتي الذي يتيح للجنوب فرص للتنمية والتمييز الإيجابي للمساواة مع الشمال قبل الحديث عن فيدرالية أو انفصال وإن تجاهل تلك المعطيات قد يؤدي إلى جعل الجنوب لقمة سهلة للأطماع الخارجية ولا يحقق الجنوب استقلاله الحقيقي وقد يؤدي الي اشكاليات تعقد الوضع في الجنوب أكثر.
|
|
|
|
|
|
|