ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما لكم كيف لا تصبرون ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تلك الترهات التي تبعثها الأقلام الخارقة لغشاء التعقل سواء على مستوى الإعلام المحلي أو الإقليمي وبكل مكوناته وشقائقه من الاعلام الورقي أو الالكتروني ورفقته من وسائط الاتصال الاجتماعي وذلك بما أراه يبث فيما يخص حراك الوضع السياسي والاقتصادي بالوطن السودان ممن هم جهويون وسمسارون للبائدين ومن هم أنصاف فهم ومن هم يتمتمون بغير فهم تارة مع هؤلاء وتارة مع هؤلاء ومنهم للأسف فقط من يصرخون بالنقد لأجل النقد وحب الجدال وكفى. . وهذا أمر وطن لا يؤخذ بهوى وعزة نفس في غير موطنهما ولا بد أن ننظر للخطأ بعين الحكمة في كيفية نقده لا بالتهور والرفض والقدح بلا رويّة . .فالوطن الآن أمام تحديات كالرواسي وكثبان الرمال.
وحديثي هذا أعني به على وجه الخصوص هؤلاء الذين بالفعل هم من يرون التغيير الذي حدث نتيجة للثورة هو الحل الأمثل لدفع الوطن للإمام وهم حقيقة يبتغون مصلحة الوطن ومواطنه وهم مجردون من أي أيقونة تأخذهم لمصلحة ذواتهم من تحزب وتعصب وجهوية وتأسْلُم فطير . . أي مواطنون وطنيون صالحون خُلّص . . هذه هي الفئة هم ضالة مقالي هذا.
كثيراً ما نسمع من بعض الفئة المعنية هذه النقد اللاذع لحكومة حمدوك. . . يريدون من حكومة حمدوك أن يبحث عن عصا موسى أو خاتم سليمان أو مائدة عيسى عليهم السلام جميعاً. .
فنقول هذه الحكومة الانتقالية ورثت أنقاض قوم عاد. . واتعجب على من يدقون طبول النقد بهوجاء ولا يضعون حلولاً توازي هذا النقد وبالطبع أنا أقصد من يحمل الفهم السياسي والاقتصادي ليس هؤلاء الذين يتطايرون ويتزحلقون فرحين بمقالات نقدية لا تسمن من جوع ولا تروي من ظمأٍ وهم يهتفون من خلف صفحاتها بلا فهم.
فتلك الورثة الخاوية على عروشها كان يُدك صخرها ثلاثون عاماً عجاف (سندالته) الشعب المسكين المغبون وهو يعاني من طغيان هؤلاء الضلاليون اللا انقاذ . . سرقة . . نهب . . احتيال . . جبروت . . طغى. . قتل. . اغتيال. إغتصاب. . نفاق. . استعباد. . إلى غير ذلك من عتو وظلم وغبن مورس في شعب بفنون من العذاب. . نتيجته أن أصبح الوطن وأهله كالقفص الصدئ المتهالك والأسد السقيم الذي يوشك على الموت وهذه الحكومة الانتقالية حملت كل هذا البلاء ونريد منها أن تجعل هذا القفص من ذهب يبرق للنجوم والأسد أسداً فتياً يحكم كل غابات أفريقيا وصحاريها . . فكيف لها ذلك أن تحقق هذه الحكومة أمانينا في غضون بضعة أشهر عجبي من عقول هؤلاء.
نحن الآن ما زلنا في بداية مرحلية ما قبل البداية وهي شد غربال الوطن . . فلا تُبنى الأوطان بألواح الثلج وقد ذاب حديدها تحت مواخر القرود. .
فإن كان ما يحسبه البعض من هذه الأزمات الحالية الآنية من شح الدقيق والوقود والغلاء المتسارع هو بسبب عدم فهم وجهل طاقم الحكومة فهذا جهل مركب . . لأن هذه الحكومة لم تجد الخزانة فااااارغة وكفى بل وجدت أن خزانة أخرى بجوارها مليئة بسندات ديون على البلاد ما الله به عليم . . فوالله وفي ظني إن جئنا بأعلم ما في الأرض في السياسة والإقتصاد ليعالج شيخوة هذا الوطن بهذا الزمن لعجز عن صقل عصا موسى ناهيكم عن شرائها.
ولكن من الجانب الآخر . . على هذه الحكومة أن تكون واضحة وضوح قرص السماء في رابعة النهار مع هذا الشعب الأبي وعليها أن تدرك بأن الشعب هو الشريك الثاني للحكومة وما الحكومة إلى موظف لديه والشعب هو رئيس مجلس الإدارة إن صح التعبير . . فالحذر الحذر من تهميش الشعب. . فلا بد لهذه الحكومة أن تكشف النقاب عن خارطة خططها وتضع للشعب أدواتها كلها دون إخفاء معلومة إلا ما لزم من حكمة سريتها. . ولكن لا علينا أن نترك الشعب ينقاد وراء أوهام وخزعبلات تبثها أفواه نتنة وأنامل كسيحة لتستجلب الشعب عطفاً وهي تستغل جهله وعدم إلمامه بما يحدث خلف كواليس إدارة الحكم ونسمع كل جاهل قمئ جعظري يتكلم بما يحلو له. .
فلا بد أن يكون الشعب أمام حاجز زجاجي خلفه الحكومة لا ترسانات مسلحة تحجر عينه. . فلا بد للحكومة ان تري الخارطة الآنية التي تطبقها وما تريد تطبيقه وفي نفس الوقت لا بد من الكشف أيضاً عن الخطة الموازية المستقبلية وماهية المعالجات لإنماء وطن أزهر حتى يكون الشعب يدرك بأن ما يعاني منه الوطن الآن أمر يحتاج إلى صبر وحتى يصبر الشعب على الحكومة أن تكون صادقة فيما تقول ولا توعد شعب بأكمله بوعود من أجل فقط تهدأته بضع أيام. .
فالشعب السوداني في جملته شعب عزيز كريم أبي يقف وقفة الأسود لأشبالها لكي تعيش ولكن فلتكن الأشبال طائعة له فاسمعي يا جارة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة