|
المافيا الثقافية التي تقبح دول الخليج
|
02:17 AM October, 25 2021 سودانيز اون لاين adil amin-اليمن مكتبتى رابط مختصر
حـــائـــط ابـــيـــض https://top4top.io/ بقلم نوري جراح ماذا عن الثقافة ؟
هل تعكس الصفحات الثقافية في الصحافة العربية حركة الثقافة فعلا ؟ هل تغطى هذه الحركة ؟ هل تقدم الجديد بما يليق من احتفاء, وتعيد مسالة النصوص التي تقادم عليها الزمن؟ هل تطرح الأسئلة الحقيقة , أسئلة الإبداع وأسئلة الحرية , أسئلة الإنسان في تطلعه الجمالي ورغبته في التعبير عن نفسه؟ هل ؟ ... وهل ؟ ... وهل ... كثيرات , وهى أسئلة بعضها يتعلق بشخصية المحرر الثقافي , وبعضها بشخصية الصحيفة أو المطبوعة وما هي مشروعها الصحفي, وبفئات القراء الذين تتوجه إليهم. ولتبدا بالقراء وصولا إلى المحرر الثقافي , هناك بين القراء من لا تشغله الأسئلة شديدة الخصوصية في الثقافة, لكنة يتطلع عبر القراءة إلى نيل شيء من المعارف والاطلاع علي التجارب ألا دبية , وتذوق شيء من الآداب والفن , وتعبير الكتابات الثقافية في المطبوعة مرشد لمثل هذا القاري . وهناك قاري مختص , ومنحاز لفكرة جمالية ولتيارات ادبية محددة , وهذا هو الأقرب إلى ( الصحيفة الثقافية ) العربية الراهنة . فهي صفحات منحازة غالبا , ونادرا ما تشكل الكتابات فيها قسما مشتركا اعظم بين الذاهب والتيارات والمدارس ألا دبية . القاري الأول ينتمي إلى (السواد الأعظم ), والقاري الثاني إلى ( النخبة ) وصحافتنا الثقافية , نخبوية بصفة عامة وفاشلة بالتالي في ان تكون صحافة ثقافية عريضة . وهذا يقودنا إلى الكلام عن علاقة الصحف والمجلات بالثقافة . فهي إلى وقت قريب كانت تتعامل مع الورقات المخصصة للثقافة تعاملها مع الصفحات الخفية المخصصة للفنون والرياضة وموضوعات التسلية والأبراج , ولم تعرف الصفحات الثقافية في الصحافيتين المهاجرة والمقيمة ازدهارا حقيقيا ألا مع مطلع التسعينيات وما رافقها من سقوط مريع لدول الأيديولوجيا الشمولية وقيام حرب الخليج الثانية , واندلاع عشرات الحروب الصغيرة حول أفكار فوكوياما, وهانتنغتون , وبرنار لويس وغيرهم ممن بشروا التاريخ بنهايته والثقافات بحروب طاحنة. وهكذا بدأت كلمة ( الثقافة ) تعبير عن نفسها عن صورة جديدة, خصوصا عندما اضطر السياسي العربي إلى استعمالها من بعد طول تجاهل وإهمال لمفرداتها الغربية , ثقافة؟ نعم . لكن المحرر الثقافي هما ابلغ تعقيد يمكن الوقوف علية في معادلة ( الصحافة الثقافية )في الوطن العربي . فهو أحيانا مثقف معقد لأنة بدا شاعرا فاشلا , أو قاصا رديئا ثم انتقل إلى الصحافة , وبالتالي فان علاقته بالنص الأدبي غير المنشور أو بالكتاب المطبوع , هي علاقة مريضة , وقد تكون ثأرية أحيانا . ولو قمنا بعملية إحصاء دقيقة لاكتشافنا أن غالبية المحررين الثقافيين العرب هم من الأدباء عموما , والشعراء بصفة خاصة . ولما كان هولاء أصحاب مواقع جمالية في الكتابة , واصحاب انحيازات أدبية , بالضرورة , تمليها عليها مواقعهم في دنيا الشعر والادب , فان مواقفهم وتحزبا تهم أو لنقل , ان النسيج الذي ينتمون إلية كشعراء وكتاب , سوف يعكس نفسة بالضرورة نفسه علي الصفحات التي يشرفون عليها . وبالتالي فان وضع المحرر الثقافي في قلعتة الأدبية, وكذلك بناءه الأخلاقي والنفسي , ومستوى ثقافته وخلفيته الفكرية كل هذا , سوف يجد ترجمات له علي صعيد عمله الصحفي . ولما كانت النزاهة الأخلاقية والفكرية من الاشياء النادرة في عالمنا المتهاوي خلقيا وفكريا فان (المحرر الثقافي) الذي يقتتل نفسه ليكون نزيها بازاء ما يختلف معه, سوف يبدو لنا , سوف يبدو لنا باستمرار شخصا مثاليا ومقاتلا من طراز القابضين علي الجمر , خصوصا إن الوسط الثقافي العربي في التسعينيات أشبه بسرك فالت فقد مديره وبات مباحا للجميع يلعبون فيه , المهرة والفاشلون , والموهوبون , والذين لم تمر الموهبة بأبوابهم . وحال الوسط الثقافي العربي يعكس نفسه علي حال الثقافية , والعكس بالعكس , هذا يفسد ذاك وذاك يعود فيفسد ما لم يفسد بعد . ويمكن القول , إجمالا , إن النزعات الجمهورية , والطائفية , والميلشياوية , والحزبية بأضيق معانيها , وكل ما تعرفه السياسة من رذائل بات يعكس نفسة علي الثقافة وصحافتها . لكن هل هذه الصورة كلها ؟ أليس هناك شيء مختلف ؟ ... بلي , ولكن نادر ندرة الأمل في امة اشبعت نفسها ياسا . ولسوف يكون لنا في الأعداد المقبلة من ( المشهد السياسي ) تحقيق شامل حول الملاحق والصفحات الثقافية العربية مع شيء من المقارنة مع الصحافتين الثقافيتين في بريطانيا و فرنسا لعل ماسوف يتبدى في هذا التحقيق يقدم صورة اكثر وضوحا.
المشاهد السياسى عدد (67)-22/6/1997
|
|
|
|
|
|