Post: #1
Title: هجمات دامية وقرارات تصنيف للإخوان تطال اخوان السودان كتبه حافظ حمودة
Author: حافظ يوسف حمودة
Date: 12-15-2025, 11:14 AM
11:14 AM December, 15 2025 سودانيز اون لاين حافظ يوسف حمودة-Sudan مكتبتى رابط مختصر
تتصاعد في واشنطن وعواصم غربية أخرى دعوات متجددة لإعادة فتح ملف تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمةً إرهابية ، وذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات الإرهابية التي استهدفت مواطنين أميركيين وأستراليين خلال الأيام الماضية ، ما أعاد إلى الواجهة تساؤلات جوهرية حول البنية الفكرية للإسلام السياسي وامتداداته العنيفة .
شهدت المنطقة مؤخرًا عمليات إرهابية راح ضحيتها مواطنون غربيون ، في توقيت بالغ الحساسية يتزامن مع تحركات تشريعية أميركية لمواجهة ما تصفه واشنطن بـ"البنية التحتية الأيديولوجية للتطرف" . وقد أثارت هذه الهجمات موجة واسعة من الإدانات الدولية ، حيث سارعت وزارة الخارجية الأميركية والحكومة الأسترالية إلى إصدار بيانات تندد بالعمليات وتطالب بمحاسبة المسؤولين عنها .
على صعيد التغطية الإعلامية ، تبنّت الصحف الغربية والإسرائيلية نبرة حادة في تناول الأحداث ، مع تركيز ملحوظ على ربط الهجمات بالتيارات الإسلامية المتشددة . وأبرزت تقارير عديدة ما وصفته بـ"الخيط الفكري" الذي يجمع بين تنظيمات الإسلام السياسي والجماعات المسلحة ، في إشارة ضمنية إلى جماعة الإخوان المسلمين .
جاءت إجازة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي خلال الأيام الماضية لمشروع قانون يُصنّف جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا ، لتمنح هذا الملف زخمًا تشريعيًا غير مسبوق . ويشمل مشروع القانون صراحةً فرع الإخوان في السودان ، في خطوة تحمل دلالات سياسية عميقة خاصة في توقيت تقدُّم المشروع التشريعي عقب الهجمات الأخيرة مما يعكس توجهًا متناميًا في الكونغرس لربط المنظومة الفكرية للإخوان بالإرهاب الدولي .
يكتسب إدراج إخوان السودان في مشروع التصنيف أهمية خاصة ، نظرًا للإرث الثقيل الذي يحمله هذا الفرع . فقد شكّل السودان في حقبة التسعينيات منصة رئيسية للتيارات الجهادية العالمية، حين استضافت الخرطوم عام 1991 المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي الذي جمع تحت سقفه رموزًا من تنظيمات متطرفة متعددة الجنسيات . وتحت رعاية حركة الإسلام السياسي السودانية ، وجد أسامة بن لادن ملاذًا آمنًا في السودان بين عامي 1991 و1996 ، قبل انتقاله إلى أفغانستان . كما شهدت تلك المرحلة تنسيقًا وثيقًا بين الخرطوم وتنظيمات مسلحة إقليمية ودولية ، وهو ما أدى لاحقًا إلى إدراج السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب .
الثابت أن الخطاب الفكري لإخوان السودان لا ينفصل جوهريًا عن الأيديولوجيا التي تغذّي الجماعات الجهادية ، وإن اختلفت الأدوات والتكتيكات . فكلاهما ينطلق من مفاهيم مشتركة حول "الحاكمية" و"الجهاد" و"إقامة الدولة الإسلامية" ، وإن تباينت التفسيرات والتطبيقات. كما أن التمييز بين "معتدلين" و"متشددين" داخل منظومة الإخوان قد يكون تمييزًا سطحيًا لا يصمد أمام التحليل المعمّق للبنية الفكرية المشتركة .
تتقاطع اليوم ثلاثة عوامل قد تُعجّل بتصنيف الإخوان : هجمات إرهابية طازجة تستهدف غربيين ، ومناخ تشريعي أميركي متحفز ، وإرث تاريخي يربط فروع الجماعة بشبكات التطرف الدولي . وإذا ما اكتمل المسار التشريعي في الكونغرس ، فقد يُمثّل ذلك تحولًا استراتيجيًا في مقاربة واشنطن للإسلام السياسي ، بتداعيات تمتد الي السودان وتطيح بالسلطة الحالية المحسوبة للإخوان .
حافظ حمودة 15 ديسمبر 2025
|
|