١ أدت الحرب اللعينة إلى نزوح أكثر من ١٢ مليون مواطن داخل وخارج البلاد ومقتل وفقدان الآلاف من المواطنين' وتدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية والمصانع والأسواق والبنوك ومواقع الإنتاج الصناعي والزراعي والحيواني حتى اصبح شعب السودان متلقيا المعونات بعد أن كان منتجا' كما أدت لجرائم الحرب كما في الابادة الجماعية والتطهير العرقي والاسترقاق والاغتصاب والعنف الجنسي من طرفي الحرب' ونهب ممتلكات وعربات ومنازل المواطنين. إضافة للقمع الوحشي كما في الاعتقالات والتعذيب والمحاكمات الجائرة الكيدية بتهمة التعاون مع الدعم السريع أو الجيش للسياسيين والناشطين في مجال الخدمات وحقوق الإنسان والصحافة ومصادرة الحريات العامة السياسية والنقابية' فضلا عن خطر إطالة أمد الحرب وتحويلها لحرب عنصرية وعرقية مما يهدد بتقسيم البلاد' وإمتداد نيران الحرب للمنطقة بعد تكوين حكومتي بورتسودان ونيالا غير الشرعيتين. ٢ كما أدت الحرب لتدهور الاوضاع المعيشية والاقتصادية والتعليمية والأمنية والصحية. تدهورت الأوضاع الصحية' فحسب وزارة الصحة السودانية في تقرير بمناسبة مرور عامين على اندلاع الصراع إن "الحرب أسفرت عن أزمة إنسانية وصحية وبات النظام الصحي بكافة لبناته أحد ضحايا الحرب، وهناك تداعيات كارثية على صحة السكان". وأضاف التقرير الذي حصلت وكالة أنباء (شينخوا) على نسخة منه أن "النظام الصحي يواجه عدة تداعيات، أسفرت عن أزمة إنسانية وصحية ومادية غير مسبوقة على مستوى الأفراد والنظام الصحي". وأورد التقرير إحصائيات عن تأثيرات الحرب على القطاع الصحي، إذ خرجت 70% من المستشفيات والمراكز الصحية في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان، بالإضافة إلى الجزيرة وسنار وبعض أجزاء النيل الأزرق والنيل الأبيض عن الخدمة، فيما تعطل أكثر من 250 مستشفى في القطاعين العام والخاص. كما أدى القتال إلى خروج أكثر من 60% من الصيدليات والمخازن عن الخدمة، إما بالنهب أو التلف. وبسبب انقطاع خدمات صحة البيئة، تفشت الأمراض والأوبئة وازدادت حالات الإصابة بأمراض مثل الملاريا، الكوليرا وحمى الضنك، وفقا للتقرير. كما أدت تداعيات الوضع الإنساني في البلاد إلى تدهور الوضع التغذوي، ما تسبّب في انتشار حالات سوء التغذية الحاد ولاسيما بين الأطفال دون سن الخامسة. ووفقا للتقرير، فقد بلغ إجمالي خسائر قطاع الصحة في السودان نحو 11.04 مليار دولار أمريكي، وتشمل المباني، الأجهزة والمعدات الطبية، الأثاث الطبي، سيارات الإسعاف والمتحركات والأدوية والمستهلكات. ٣ حول مرضى الكلى كشف مدير مركز أمراض وجراحة الكلى في السودان، نزار زلفو، عن وفاة نحو 3800 مريض بالفشل الكلوي خلال العام الأول من الحرب، نتيجة انعدام الأدوية وجلسات الغسيل في المستشفيات والمراكز الصحية. وأوضح زلفو، وفقًا لما نقلته صحيفة سودان تربيون، أن هذا العدد يمثل حوالي 50% من إجمالي مرضى الكلى الذين بلغ عددهم خلال تلك الفترة نحو 8 آلاف مريض، ما يعكس حجم الكارثة الصحية التي خلفتها الحرب على الفئات الأكثر هشاشة. هذا اضافة لوفاة الالاف من مرضى الوبائيات و الامراض المزمنة وزارعي الكلي الذين لم يتمكنوا من شراء الدواء من المعدمين. وهذه الوفيات تعتبر امتدادا للابادة الجماعية الناتجة عن الحرب ومقتل الآلاف الذي تجاوز ال ١٥٠ الف شخص منذ اندلاع الحرب اللعينة'مما يتطلب اوسع مطالبة جماهيرية بوقف الحرب واستعادة مسار الثورة' وزيادة ميزانية الصحة وإعادة تأهيل وتعمير المرافق الصحية' وتوفير الدواء والعلاج للمواطنين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة