سبحان الحيّ الدائم: حين تكلّم كباشي النور الصافي قبل عشر سنوات… ولم يسمعه أحد كتبه د. أحمد التيجان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-07-2025, 05:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2025, 02:18 PM

احمد التيجاني سيد احمد
<aاحمد التيجاني سيد احمد
تاريخ التسجيل: 08-16-2022
مجموع المشاركات: 546

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سبحان الحيّ الدائم: حين تكلّم كباشي النور الصافي قبل عشر سنوات… ولم يسمعه أحد كتبه د. أحمد التيجان

    02:18 PM December, 06 2025

    سودانيز اون لاين
    احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
    مكتبتى
    رابط مختصر






    د. أحمد التيجاني سيد أحمد – ٦ ديسمبر ٢٠٢٥



    ١. مدخلٌ من الحيّ الدائم

    هناك مقالات لا تُكتب بالحبر، بل تُكتب بالدمع. وهناك تحذيرات لا تُسمع في أوانها، حتى إذا تحققت، قالت البلاد كلها: سبحان الحيّ الدائم… كيف لم نرَ ما كان واضحًا؟

    من هذه النصوص مقال المرحوم كباشي النور الصافي — ابن أبو جبيهة — الذي نُشر في ١٢ يوليو ٢٠١٤، قبل أن يرحل بعامٍ واحد. مقال رأى فيه ما لم يره أهل الخرطوم، وما لم تره الحكومة، وما رفض الإسلاميون رؤيته عمدًا: أن الحركات المسلحة ستصل الخرطوم… وأن الخرطوم ستُفتح بلا جيشٍ يحميها.



    ٢. ملاحظة شخصية قبل السيرة

    لا أعرف المرحوم كباشي النور الصافي، ولم أسمع باسمه من قبل حتى قراءتي لمقاله اليوم. وبحكم طبعي كباحثٍ أكاديمي، سعيت للبحث عنه في ما تيسّر من المصادر وما توفر في الأسافير، وما أوردُه هنا إنما هو حصيلة ما استطعت جمعه من هذه الشذرات المتناثرة عنه.



    ٣. سيرة موجزة للراحل كباشي النور الصافي

    وُلِد كباشي النور الصافي في أبو جبيهة بولاية جنوب كردفان، ونشأ في بيئةٍ ريفية صادقة صاغت إحساسه المبكر بالعدالة والكرامة. هاجر لاحقًا إلى المملكة المتحدة حيث قضى سنواته الأخيرة، لكنه ظلّ مشدودًا إلى السودان، يكتب عنه كما لو كان يعيش في قلبه، لا في منفاه.

    لم يكن منتميًا إلى حزب، ولا حاملًا لسلاح، ولا ساعيًا إلى منصب. كان ضميرًا سودانيًا حرًّا، وصوتًا من أصوات الهامش التي رأت مبكرًا خطر التمكين الإسلاموي، وانهيار الدولة، وصعود الميليشيات كمشروع بديل للجيش الوطني.

    كانت مقالته الشهيرة «احمِ نفسك اليوم… وإلا الندم» ذروة بصيرته، إذ حذّر قبل عشر سنوات من تمدّد قوات الدعم السريع حول الخرطوم، ومن إمكانية انقلابها على السلطة نفسها. لكن ما وقع لاحقًا كان أكثر عبثية: فقد بادرت الميليشيات الإسلامية وعناصر من الجيش المؤدلج إلى صبّ النار والدم على معسكر قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية صباح ١٥ أبريل ٢٠٢٣؛ فكانت الشرارة التي أشعلت حربًا مدمّرة قضت على الأخضر واليابس، ولا تزال مستمرة حتى هذا الشهر الأخير من ٢٠٢٥.

    توفّي كباشي عام ٢٠١٥ في بريطانيا، لكن مقالاته بقيت حيّة، تُستعاد اليوم كصوت نبيٍّ لم يُسمَع في زمانه.



    ٤. لماذا كان كلام كباشي خطيرًا في زمانه؟

    كان كلامه خطيرًا لأنه قال، بوضوحٍ نادر في ٢٠١٤، إن قرار نشر قوات الدعم السريع حول العاصمة يعني شيئًا واحدًا:

    أن الجيش السوداني لم يعد قادرًا على حماية الخرطوم… وأن من يُكلَّف بحماية العاصمة، إذا امتلك السلاح والموارد والغطاء السياسي، يمكنه في أي لحظة أن يدافع عن نفسه، بل أن يحكمها.

    وكتب جملةً تصلح قانونًا سياسيًا:

    «التسوي إيدك يغلب أجاويدك».



    ٥. من الذي كان يرى؟ ومن الذي تعامى؟

    كباشي لم يكن وحيدًا، لكنه كان من أوائل الذين ربطوا بين:

    تفكيك الجيش، وتمكين الحركة الإسلامية، وصناعة قوات موازية، وفقدان الدولة لاحتكار العنف.



    ٦. الانهيار: حين تفني الحركة الإسلامية نفسها:

    هذا ما تنبّأ به محمود محمد طه حين قال إن المشروع الإسلاموي يحمل بذور فنائه. وهو تأويل يتوافق تماما مع ما اكده الفريق الكوز ياسر العطا بعد احدي عشر عاما من مقال الكباشي النور الصافي حين لمح - بدون ان يدري - بان الكيزان خطر ماحق يجب فنائه والا فإنه او اي ضابط اسلامي مثله يمكن أن ينقلب علي اي حكومة ديمقراطية حتي و لو كان في المعاش



    ٧. هل ما يحدث اليوم أرحم مما كان سيحدث؟ (الفرصة في ضوء مشروع دولة التأسيس)

    ليس في الحرب رحمة، ولا في الخراب مجالٌ لمقارنةٍ أخلاقية بين سيناريو وآخر. لكن هذه الكارثة كشفت السقف الأخير للمشروع الإسلاموي وأسقطته كمشروع دولة.

    في هذا الفراغ الهائل، بدأت تتشكّل فكرة تأسيس الدولة من جديد، لا إصلاحها. وتقوم دولة التأسيس على ثلاث ركائز:

    ١. تفكيك شامل لبنية الدولة الإسلاموية عبر العدالة الانتقالية.

    ٢. إعادة بناء الجيش على أساس قومي مهني.

    ٣. إشراك الأقاليم في القرار على مستوى فدرالي لامركزي ديمقراطي ، ينقل السلطات إلى الأقاليم، مع الإبقاء على السيادة موحَّدة في الخرطوم بوصفها عاصمة الدولة ورمز وحدتها.



    ٨. خاتمة

    رحم الله كباشي النور الصافي، ورحم كل من قال الحق ولم يُسمع. وسبحان الحيّ الدائم — لا يفنى إلا الباطل.



    البريد الاكتروني

    [email protected]
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de