وهذه ليست مفاجأة، بل كانت أحد أهداف الحرب منذ يومها الأول، لكن السؤال: ماذا نحن فاعلون كشعب؟
هل سنكتفي أيضاً بالنتذمر والشجب والإدانة بينما قافلتهم تسير؟!
بالجد أمرنا غريب، طيب، منذ الساعات الأولى للحرب، حين كتبنا بكل الغضب رافضين انقسام السودانيين حولها، ده كان ليه؟!
معقول بعض المستنيرين والثوار في هذا البلد احتاجوا لكل هذه السنوات من القتل والدمار والخراب لكي يفهموا هذه الحقيقية؟!
وحين تبادل بعضنا رسائل العنصري عمسيب، وشاهدوا جرائم كتائب الكيزان في حق إثنيات بعينها، وتناقلنا أخبار منع بعض السودانيين عن خدمات كفلها لهم الدستور، كنا فاكرين الموضوع مزاح أم ماذا؟!
والأنكأ والأمر أن هناك من لم يفهموا بعد، ولذلك يتعاملون مع حديث الخائن البرهان عن تغيير العلم وخلاف كأنها " خطرفات" منه.
سيتفتت السودان ركناً ركناً طالما أن المستنير بيننا ينقصه الوعي الحقيقي، ويعزف عن الفعل الجاد، ويكتفي بتناقل الأخبار ومتابعة البرامج الحوارية التي لا تستهدف أكثر من زيادة اللايكات. وما دامت حتى نقابة الصحفيين يمكن أن تنشغل بتهديدات وهمية لإعلامي ظل يلعب دوراً قذراً في تغبيش وعي الناس واللعب على كل الحبال.
دعونا نعبّر، بكل الوسائل السلمية المتاحة لنا داخل السودان وخارجه، عن وحدتنا ومناهضتنا لأي مشروع تقسيم. ليكن صوتنا حاضراً في المنابر والكتابات والفعاليات والفضاءات العامة، بدلاً من إهدار الوقت في تناقل الأخبار والفرجة على المآسي. فهذا أضعف الإيمان بعد كل هذا التقاعس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة