أمريكا: ما بين السودان ونيجيريا كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-24-2025, 08:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-24-2025, 02:50 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2333

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أمريكا: ما بين السودان ونيجيريا كتبه عبد الله علي إبراهيم

    02:50 AM November, 23 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر









    ملخص

    نزاع دارفور يسم منطقة الساحل الصحراوي الرعوي الركيك المعرض لنازلات الجفاف الذي يطمع في خيرات أرض السافنا متى أدركه الكرب.

    لو لم نحمل المواجهة المنتظرة بين أميركا ونيجيريا محملها الديني كمسلمين ضد مسيحيين الذي اتفق للأميركيين لكان الرئيس دونالد ترمب قد أمسك بجذر أزمة السودان التي قال إنه سيوليها عناية مباشرة خصوصاً بعد تزكية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، له بذلك. فعظمة الصراع في نيجيريا كما في السودان هي المنافسة على الموارد بين المزارعين والرعاة في منطقة الساحل الأفريقي. وهو النزاع الذي أيقظ فتن العرق والدين. فإن أثارت المنافسة بين البادية والمزارعين الهوية الدينية في نيجيريا فجعلت الصراع فيها صليبية فإنها أثارت في السودان الهوية العرقية فصار منتنة بين عرب وأفارقة.

    ونعرض لمنشأ حرب دارفور الشقية الطويلة لتقريب فكرة أن الذي وراء الصراعات الدامية في الساحل هو نزاع إيكولوجي بيئي بين البادية والمزارعين. وهو نزاع يسم منطقة الساحل الصحراوي الرعوي الركيك المعرض لنازلات الجفاف، الذي يطمع في خيرات أرض السافنا متى أدركه الكرب. وأحاط به أهل دارفور من فرط قدمه ومساسه الكبير بحياتهم بوصفه نزاعاً بين "الجرون" (موضع دراس الحبوب بالمزرعة) و"القرون" (كناية عن البادية بحيوانها). وقالوا إنه مما يفضي إلى الصدام لا محالة. ونعرض لمنشأ حرب دارفور الشقية الطويلة لتقريب فكرة أن الذي وراء الصراعات الدامية في الساحل هو نزاع إيكولوجي بيئي بين البادية والمزارعين.

    تمثلت الصحراء، القرون في بادية العرب وزرقة (أفارقة) الزغاوة بشمال دارفور بينما تمثلت الواحة، الزراع إلى جنوبهم في دار شعب الفور والمساليت، وهم معدودون في الزرقة. وقد وصف الدكتور شريف حرير شعب الفور بأنه مصاب بـ"لعنة الموقع الاستراتيجي". فهم أهل الواحة وهي المنطقة الوسطى المستقرة إيكولوجيا في الولاية من فوق وحول جبل مرة وتتميز بخصوبة الأرض وتوفر الأمطار والمياه السطحية والجوفية. وهي بذلك الواحة التي تقصدها بادية الأبالة الشمالية القاحلة في مراحيل الصيف من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران) وتتركها في مراحيل الخريف من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). وتقصدها جماعة الزغاوة الأفريقية من شمال دارفور في السنين العجاف في مرحال موسمي اسمه "جول بري". وقال شريف لو إن الزغاوة لم تدبر حالها بغير حاجة إلى مواجهة المزارعين كما فعل الرعاة العرب لاحقاً لكانوا جنجويداً زرقة لا عرباً.

    كانت حكمت وفود البادية العربية والزغاوة إلى دار الفور، أعراف مرعية ومنافع متبادلة القيم عليها شيوخ العرب والزغاوة وعمد الفور. فبمقتضى تلك الأعراف يطلق الرعاة نعمهم في ما تبقى من القش بعد حصاد المزارعين الفور لزرعهم حذرين ألا تتطفل حيواناتهم على أشجار المزارعين الثمرية.

    كما يشهد نزوح الرعاة ذلك تجارة رابحة بينهم وبين المزارعين من الفور وغيرهم. ووصف كاتب رحلات البداة قديماً إلى واحات المزارعين فقال إن ما بين الجماعتين كان مثالياً في حسن الوفود والنزول أهلاً. فالبادية تجند ناظرها وأهله والخفراء والمناديب والأدلاء والشيوخ والعمد لمتابعة مرحال البادية بين المزارعين حتى لا تعبر الأنعام "الكلنكاب"، وهو الحد بين المرحال (القرون) والزرع (الجرون). وكان البدو والزراع يتبادلون السلع: فقد تدفع بهيمة مقابل سكر وشاي، أو لبن الروب (اللبن) مقابل فقوس ودقيق. وتسمد البهائم أرض الحقول بروثها. وللبداة حلفاء بين الزراع يأتون لهم بالهدايا ويأنسون بهم وبإكرامهم.

    أما اللعنة على الفور فنزلت حقاً بعد تفاقم الجفاف على أبالة شمال دارفور ومزارعيها بعد عام 1985 كأثر من الجفاف الذي ضرب الساحل في السبعينيات. فلم يعد شمال دارفور صالحاً للسكنى والعيش في أي من مواسمه بعد تلك السنة. لقد أضحى إقليماً طارداً يريد أهله استبداله بوطن جديد. واصطدم هؤلاء الباحثون في بحثهم عن وطن جديد بأعراف تملك الأرض بين المزارعين الذين لم يريدوا لهم السكن الدائم بينهم بدل مجرد المرور بهم في رحلة موسمية كما كان الأمر قديماً. وفاقم أمران من أزمة البادية العربية في شمال كردفان.

    أما الأمر الأول فإنه لما احتاج الرعاة العرب للحكومة لم يجدوها. فكانوا تقدموا باسم "التجمع العربي" بمذكرة إلى السيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء، عام 1987. وفيها طالبوا بتمثيل في السلطة بدارفور والمركز تمثيلاً يتناسب وحجمهم عدداً وثروة في الوطن. فدارفور هي الولاية التي ساد فيها الزرقة على العرب على مر التاريخ القديم والمعاصر. وقد منعت العرب بداوتهم الموغلة من انتهاز فرص التعليم والترقي في مدارج الدولة في حين حاز ذلك زرقة القرى. وقد نال الزرقة على عهد السيد الصادق وحزب الأمة جملة مواقع في السلطة بالإقليم مما نبه العرب إلى المطالبة بالتمثيل العادل من حزبهم الحاكم. ولم تستجب لهم الحكومة. وجاءتهم دولة الإنقاذ وهم في مأزقهم الوجودي فجندتهم في منظومتها الأمنية لمحاربة "تمرد" الحركات المسلحة، التي غلب فيها الزرقة، عليها.

    ولم تنصرف الحكومة وحدها عن محنة الرعاة العرب. فانتبذهم حتى المعارضين خلال فترة الإنقاذ. فرجعوا لمذكرتهم تلك وأفرغوها من مظلوميتها. وعدها سليمان حامد، القائد الشيوعي المخضرم، مكراً مخططاً لنزع العرب أرض الزرقة بعدما وجدوا سانحتهم في دولة الإنقاذ التي خدموها كمخلب قط. وكانت تلك أضغاثاً معارضة للإنقاذ لا نظراً نافذاً لمسألة ستكون لها عواقبها الوخيمة على السودان.

    والأمر الثاني هو أنه ترافق مع محنة البادية التي رأيناها تحول المزارع من اقتصاده المعاشي إلى اقتصاد السوق بعد نجاح محصوله من الفاكهة في أسواق الخرطوم والخليج. وعليه بنى سياجاً حول مزرعته التي كانت مفتوحة تطلق فيها البادية سعيتها في رحلتها جنوباً في صيف جفافها. وسميت هذه السياجات "بزرائب الهواء" أحسن وصفها الدكتور حرير في مقالة "حزام العرب وحزام البقارة: الصراع الإثني السياسي في دارفور والعوامل الثقافية في المنطقة" (عام 1994) من جهة توضيح منشأها في نمو الرأسمالية في ريف دارفور. وهي الزرائب التي عمقت في الثمانينيات من القرن الـ20 من الأزمة الإيكولوجية لبادية دارفور الشمالية والزغاوة بحرمانهم من مراع تقليدية كانت لهم بالتراضي في واحة الفور في ما سبق. وأغرى المزارع انفتاحه على السوق أن صار يربي هو نفسه الحيوان في زريبته بما لم يحتاج به للرعاة.

    وخرجت البادية صفر اليدين من كل ذلك "تدبر حالها" مخذولة من الطبيعة والدولة. فهي كما رأينا ضحية الحكومة الحديثة (ومعارضتها) قبل أن تكون ضحية الطبيعة. فلم تر مثل هذه الحكومة في محنة البادية ما رآه أهلها لأنها انطوت على حزازة حيال حياة البداة أنفسهم. فصارت البادية بإزاء محاقين وجوديين: الطبيعة التي نقضت أسلوب حياتهم المترحل نقضاً وبيلاً والدولة التي اشمأزت منهجياً من أسلوب حياتهم أيضاً. ولذا كان حس البادية بالتغريب والاضطهاد.

    ولا يرد المرء الصراع المضرج في نيجيريا إلى جذره في المنافسة حول الموارد للتهوين من لأواء الدين، أو العرق، فيه. فمع أن الدين مما استردفه صراع الموارد إلا أنه ما دخل طرفاً فيه حتى أضرم ناره فيه باستقلال. ومع ذلك ما وقعت الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا إلا وجدت فيها صدي قوياً لما وقع بين الجنجويد من جهة والمساليت والفور من جهة أخرى وكلاهما على ملة الإسلام مع اختلاف العرق. فاجتاحت جحافل مسلحة من الرعاة الفولاني ريف ولاية بنيو في 8 نوفمبر وارتكبت مذبحة يلويتا التي راح ضحيتها 200 قتيل. وكما رأينا في دارفور كان الفلاني من اليأس وانسداد أفق الفرج أمامهم والبأس قرروا به طرد المزارعين من أرض أجدادهم، فاحتلوا الدور والحقول ونصبوا خيامهم فيها. ولم يمنع الدين جنجويد السودان الرعاة من ارتكاب نفس الانتهاكات بحق إخوانهم في الله المساليت والفور.

    لا أعرف دولة مثل أميركا في حاجة إلى رد نزاع نيجيريا وحده، بل كل نزاعات الساحل إلى أصلها في صدام المزارعين والرعاة. وهو الصدام الذي كانت انقلابات مالي والنيجر وبوركينا فاسو بعض ثماره المريرة. فأميركا في يومنا مغلولة اليد في مالي بين حكومة انقلابية لا تأذن لها شرائعها بالتعامل معها، وحركة مثل "نصرة الإسلام والمسلمين" معدودة عندها إرهابية. وهي في مأزقها هذا تتواتر الأنباء عن إحكام جماعة "النصرة"، التي قوامها رعاة الطوارق وعرب شمال مالي، الحصار على الطرق المؤدية إلى باماكو العاصمة حتى جف ضرع البترول في محطات التوزيع وتراصت الصفوف. بل سبق لـ"النصرة" الهجوم على مواقع حصينة للجيش والمطار في المدينة نفسها في سبتمبر عام 2024 مما دل على جراءتها وطول يدها. في حين استنفدت دولة مالي كل حيلها في تأمين حكومتها بما في ذلك الانقلاب، والتحول من حليف دولي إلى الآخر طمعاً في أن يدرأ معها المتطرفين. فاعتزلت فرنسا والولايات المتحدة وتعاقدت مع الكتيبة الأفريقية الروسية وريثة "فاغنر" وما أغنتها شيئاً كما رأينا.

    ولن ينفك غل يد أميركا إلا بتعطيل حكم الإرهاب على مثل "النصرة" الذي حجب عنها أن وراء مثلها وغيرها مظالم رأينا أنها لقوم واجهوا عدماً وجودياً تفيأوا من حروره بثقافتهم، أي دينهم، لمقاومته ولشحذ العزائم لإزالته. فالمظالم لا العقائد المتطرفة هي التي من وراء حركات مثل "النصرة". ومتى تصالحت واشنطن مع حقيقة المظالم التي تعرض بها مثل "النصرة" جاءت بها شخصية اعتبارية على طاولة المفاوضات لا طريداً في الآفاق لبناء الأمة الدولة في مالي على السوية. وهكذا تسترد أميركا دعوتها للديمقراطية التي يقال إنها تركتها من ورائها.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de