شهداء ثورة ديسمبر ومن سبقوهم ... اعفو لينا كتبه د. الصادق محمد سلمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-23-2025, 06:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-23-2025, 08:29 AM

د.الصادق محمد سلمان
<aد.الصادق محمد سلمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2016
مجموع المشاركات: 122

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شهداء ثورة ديسمبر ومن سبقوهم ... اعفو لينا كتبه د. الصادق محمد سلمان

    08:29 AM November, 23 2025

    سودانيز اون لاين
    د.الصادق محمد سلمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    شهداء ثورة ديسمبر ومن سبقوهم ..." اعفو لينا"

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ثورة ديسمبر العظيمة التي فجرها الشعب السوداني في العام ٢٠١٨، والتي شارك فيها كل أطياف الشعب نساءه ورجاله شيبه وشبابة وحتى الأطفال لم يتخلفوا وخرجوا كلهم الي الشوارع يرددون هتافات الثورة التي ارتفعت لعنان السماء تطالب برحيل نظام الإنقاذ الفاسد
    كانت الشعارات التي ظلت تتردد في المواكب الهادرة في شوارع المدن وأزقة الاحياء : حرية سلام وعدالة ومدنية خيار الشعب، و( تسقط بس) و ( سلمية سلمية ضد الحرامية) و( العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) و ( كل كوز ندوسو دوس) كانت هذه الشعارات تجسد أهداف الثورة ، وتعبر عن ما يشعر به الشعب تجاه نظام الإنقاذ، كان الشعب الذي ذاق الذل وعاني من الفقر في ظل حكم نظام الإنقاذ الفاسد يدرك ان الدولة التي يحلمون بها لن تتحقق في وقت لا زالت عناصر النظام البائد تسيطر علي مفاصل الدولة من خلال التمكين، كانوا يتحكمون في كل مؤسسات الدولة، في الجيش، في الشرطة في الوزارات وحتى في الكيانات غير الحكومية مثل النقابات والاتحادات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الأخرى التي ينضوي تحتها أصحاب المهن والعمل الطوعي ، وفي ظل ذلك الوضع لن تسطيع حكومة الثورة ان تحقق أهداف الثورة وأولها تفكيك تمكين النظام لتتمكن من القضاء على الفساد وإصلاح الاقتصاد وتحقيق العدالة وبسط الحريات وإحلال السلام والانتقال للحكم المدني الديموقراطي.
    في أيام الثورة الأولى ظلت المواكب التي كانت تردد تلك الشعارات في الشوارع ولم تتوقف، كما استمر الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش، وكانت المواجهات اليومية مع قوات الشرطة تخلف ورائها العشرات من الشهداء، وبلغت ذروتها في تلك المذبحة التي صاحبت عملية فض الاعتصام التي راح ضحيتها المئات الذين كانوا في ميدان الاعتصام.
    مسلسل المؤامرات على الثورة الذي بدأ بالتمويه وانتهى بانقلابين على الحكومة الانتقالية وختم باندلاع الحرب بين المتآمرين ادخل البلاد وشعبها وقواه المدنية من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني في حالة من التوهان، فكل تلك الاعداد من الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل ان تتحقق تطلعات الشعب في وطن يتساوى فيه الجميع و ترفرف في سمائه اعلام الحرية والعدالة والديموقراطية، أصبحت في طي النسيان ولا يتذكرها اليوم الا أسرهم واولئك الذين لازالوا متمسكين بمبادئ الثورة في وقت انتشرت فيه تجارة الشعارات. وعندما نقف اليوم ونسأل أنفسنا كيف استطاع الذين كانوا يشكلون قوي الثورة من الشرائح المختلفة للشعب والقوى السياسية من أحزاب وقوى مدنية بمختلف تكويناتها إن يديروا ظهورهم لهؤلاء الشهداء؟.
    واول الأسباب التي يمكن أن يعزي اليها هذا الارتداد انه في الأيام الأولى للثورة تقاطعت اجندات القوى السياسية ودب بينها الخلاف والتنازع والفرقة ، وغادر بعضها تحالف الحرية والتغيير، وكان الأمر محيرا، لأن المنطق يقول ان المطلوب في تلك الفترة المفصلية ان تكون هذه القوى متحدة لا متفرقة، وأن تكرس جهودها لاجتياز تلك المرحلة التي تتطلب من الكل النظر لأبعد من المصالح الآنية والالتفاف حول مطالب الشعب التي جسدتها شعارات الثورة والتي كانت القوى السياسية جميعها تتفق حولها بدلا من أن تضع نفسها في ذلك الموقف الذي يعكس عدم الوفاء وفوق كل ذلك، كان عليها ان تتسامى على تلك الاختلافات حتى لو كان لها رأى في بعض المواقف من الشركاء التي لا تتسق مع اطروحاتها، احتراما لدماء الشهداء وتقديما للمصلحة الوطنية ٠

    نعم الاختلافات قد تحدث بين الأطراف في التحالفات السياسية وغيرها لسبب او لآخر، ومعلوم أيضا ان المجتمعات لديها ميكانيزمات تستدعيها عادة للتوسط لتجاوز الخلافات وحل المشكلات التي تواجه مكونات المجتمع الإجتماعية او كياناته السياسية، ولكن غابت مثل تلك الاساليب وهذا أيضا من الأمور غير المعتادة، فلم تكن هناك مبادرات من اي أطراف أخرى سواء شخصيات وطنية مثلا لها تقديرها عند الأطراف المختلفة او جهات اعتبارية قلبها على الوطن مثل الكيانات المهنية، أو منظمات المجتمع المدني مما جعل الاختلافات تصل إلى مدى بعيد لم يتوقعه أكثر الناس تشاؤما، وامتدت تلك الاختلافات للأسف الي االشارع. كان المؤمل من مؤسساتنا السياسية ان تعلمنا قيم التسامح والتعاون وقبول الرأي الآخر، من خلال تعاملها مع بعضها، لكنها بدلا من ذلك علمتنا التعصب للرأي، وعدم الاعتراف بالآخرين، واصبح التنافر هو السائد بين هذه الكيانات ومنسوبيها.
    كانت آثار تلك الاختلافات كارثية ليس على تحالف الحرية والتغيير فقط بل على كل الوطن وعلى الثورة، فقد شجعت تلك الاختلافات عناصر النظام البائد في الجيش على القيام بالانقلاب على الحكومة الانتقالية في أكتوبر وابريل واشعال حرب وصفوها هم أنفسهم بالعبثية، وفي الحقيقة كانت تلك الحرب قصد منها التغطية على مؤامرة الانقلاب.
    اما بالنسبة للجماهير التي كانت تهتف للثورة بشعارات الحرية والسلام والعدالة وتطالب بعودة الجيش للثكنات وحل الجنجويد، فكثير منهم سقطوا في أول امتحان، وذلك عندما اندلعت الحرب بين المتآمرين، ونسوا الشهداء وكل تلك الشعارات التي كانوا يرددونها، فهل كان خروجهم في المواكب وترديديهم لتلك الشعارات لم يكن عن قناعة، وفقط لكي لا يقال عليهم أنهم فلول ؟ ليس ذلك وحسب، فكثير منهم اصطفوا مع احد الطرفين المتحاربين ، رغم ان الحرب كانت بين اللذين كانوا يهتفون ضدهم بالأمس ( عسكر ومليشيات الحركة الإسلاموية ومولودهم الدعم السريع) ولم يعوا ان الحرب اساسا كانت انتقاما من الشعب والثورة، وكل من له عقل يمكن أن يدرك ذلك دون عناء، إذ أصبح معسكر الانقلاب يوجه الاتهام لتحالف ( صمود) الذي يضم من تبقوا من القوى المدنية التي لا تزال تتمسك بمبادئ الثورة بانه وراء إشعال هذه الحرب إمعانا في العداء للثورة .
    الأضرار التي سببتها الحرب كارثية، فاضافة للأضرار المادية الجسيمة في الأرواح والممتلكات تسببت الحرب في انقسام الشعب و فئات المجتمع نتيجة للمعلومات المضللة وانتشار خطاب الكراهية التي تغذيه غرف اعلامية تابعة لطرفي الحرب. هذا هو الحال الذي وصلنا إليه، اليوم كقوي سياسية وشعب، حينئذ، لا يسعنا الا ان نقول للشهداء الذين استشهدوا من أجل كرامتنا وحريتنا " اعفو لينا".

























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de