ضجيج الميديا بفعل هذه التصريحات يعكس فكرة واضحة جدا و هي رغبة بنات و ابناء شعبنا الجسور في وقف القتال و إنهاء هذه الحرب المأساوية. و الأهم هو كلام مسعد بولس حول ضرورة الضغط علي الدول التي تدعم طرفي القتال بالسلاح و المعينات العسكرية الأخري للتوقف عن ذلك. بذلك يبدو أن الرباعية بدأت فصول التعامل الحازم مع حرب 15 ابريل المشؤومة.
يعرف جميع السودانيون أن عبد الفتاح البرهان قائد إسمي للجيش المختطف لأن القائد الفعلي للجيش هو المجرمون علي شاكلة الحاج آدم و علي كرتي و أسامة عبد الله و جبريل إبراهيم و أحمد هارون و معلمهم علي عثمان محمد طه و غيرهم من قيادات الحركة الإسلامية المجرمة و الفاسدة التي قلنا في مواجهتها أي كوز ندوسه دوس. هذا القائد الإسمي للجيش و أركانه لا قرار في يدهم فيما يتعلق بوقف الحرب أو إستمرارها. ببساطة لأن الجيش لا ضباط له و لا جنود عير كتائب الإسلاميين المجرمين علي شاكلة البراء و البنيان المرصوص و وحدة عمليات جهاز الأمن المحلول و غيرهم من مليشيات الدواعش و مليشا المجرم كيكل، هذا إلي جانب القوات المشتركة و عدد من المستنفرين المخمومين. هذه التركيبة من الجنود هم مجاميع من العصابات المتفلتة التي لا ضبط و لا ربط لها و لا تعرف عن الأوامر العسكرية و لا تحترمها و يشهد بذلك نهبهم للممتكات العامة و الخاصة و قتلهم الإنتقامي للمواطنين العٌزّل هذا غير الشفشفة و الإغتصاب و إستعباد النساء.
في الجانب الآخر يقف المجرم العاجز قائد مليشيات الجنجويد التي أطلق عليها الكيزان قوات الدعم السريع التي قال عنها البرهان أنها مولودة من رحم الجيش المحتشد بنطف المليشيات. حميدتي، قال في أكثر من مناسبة أنه لا سيطرة له علي عصابات الجنجويد فهم لا يستلمون منه رواتب و بلا نمر عسكرية او وحدات ينتمون لها، هم في الحقيقة مجموعات من العصابات الإجرامية التي تختبيء خلف لافتة القبائل و الشعوب السودانية بما يعرف بالفزع القبلي و لا تفعل شيئا هذه العصابات غير تلطيخ سمعة تلك القبائل و الشعوب السودانية بأووساخ جرائم القتل الإنتقامي و الإغتصاب و النهب. و تلك القبائل و الشعوب السودانية من جرمهم أبرياء و مجني عليهم.
هذا المشهد المخيف هو حقيقة الحال، فماذا سيفعل ترمب او بن سلمان مع مثل هذا الواقع المفجع و المبكي؟. رجلان في قيادة القوات المتحاربة لا نعرف عنهم غير نشاطهم النهم في نهب الموارد و بيع تراب الوطن و شواطئه، و لا نعرف عنهم غير خوفهما الشديد من المحاسبة القضائية جراء ما ارتكباه من جرائم ضد شعبنا. رجلان لصان و خائفان! هل تعرفون أناس أخطر منهما؟ الحقيقة أن بن سلمان ترمب يحتاجوننا لمساعدتهم في تنفيذ ما يدعون إليه من بنود مبادرة الرباعية ، ببساطة لأنه حتي إذا سمع لهما البرهان و حميدتي فلن تقف الحرب و لن يعم السلام و لن تصل الإغاثة. لأن البرهان و حميدتي بلا سيطرة علي قواتهما او سيطرة حتي علي من يساندوهما من كوادرغرف الميديا من جماعات المخبرين الرقميين.
هذا الواقع الخطير يحتم علينا أذا أردنا لمبادرة الرباعية نجاحاً أن تتوحد القوي المدنية في أكبر جبهة قاعدية و عريضة و سلمية تدعو لوقف الحرب و تنهض للقيام بدورها المجتمعي المتقدم في إيقاف التحشيد العسكري لطرفي الحرب و تقف بثبات ضد الدعاية الإجرامية التي تدعو فقط لنشر الكراهية كخطاب أساسي لتبرير الحرب الإجرامية. توحيد القوي المدنية بقيادة مركز ثوري موحد في كل مدينة سودانية، مركز ثوري يقود نضالنا السلمي من أجل وقف الحرب.
بيانات التأييد لمبادرة الرباعية أو الإحتفاء بكلام السيدان بن سلمان و ترمب من القوي السياسية و الناشطين ما لم يتبعها عمل دؤوب في الداخل يستهدف إنشاء المراكز الثورية الموحدة و بناء الجبهة االمدنية القاعدية العريضة ستكون تلك البيانات حبر علي ورق ليس أكثر. عندما نقول جبهة قاعيدية نقصد أن يكون قوامها ممن ينشطون فعلا في درء آثار الحرب من جوع و مرض في غرف الطوارئ و التكايا بالإضافة للجان المقاومة و من يرصدون الإنتهاكات و يدافعون عن الضحايا هذا بالإضافة للقوي المدنية المنظمة في تجمعات المهنيين و النقابات الشرعية و الضباط المفصولين من الخدمة بالإضافة إلي لجان مراكز النزوح و اللجوء و بالإضافة للقوي السياسية عبر كادرها النشط في الداخل. جبهة واسعة تشمل المنظمات الموصوفة أعلاه و الأحزاب. ستكون هذه الجبهة هي صاحبة القول الفصل فيما يتعلق بالعملية السياسية التي تعقب وقف إطلاق النار و ما يستتبعه من إجراءات حفظ السلام علي حسب الأعراف الدولية و المواثيق المعتمدة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة