إلى الدكتور عبدالله حمدوك حامل لواء الديسمبريين صوت الحقيقة الصامد في وجه ضجيج البراميل الفارغة
وجه الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق و زعيم الكتلة المدنية صمود خطابا إلى الشعب السوداني والمجتمع الدولي تناول فيه الأوضاع الإنسانية الكارثية في السودان بعد اقتراب الحرب من دخول عامها الثالث داعيا إلى ضرورة الوقف الفوري و الغير مشروط لإطلاق النار والبدء بمسار سياسي شامل يعيد للسودان وحدته واستقراره. وأشار حمدوك الى الظروف الصعبة التي بات يعيشها المواطن السوداني و الناتجة عن انهيار مؤسسات الدولة و انتشار الجوع و المرض و ندرة الغذاء و الدواء و تعرض حياة المواطنين لخطر الموت في كل ارجاء البلاد . كما تحدث عن وجود ادلة قوية لحدوث جرائم ضد الإنسانية ترقى الى وصفها كإبادة جماعية . و اكد على ان الحوار هو السبيل الوحيد لحل الازمة المندلعة في البلاد و هو الوحيد القادر على إيقاف الحرب .كما دعا الجيش السوداني لقبول الهدنة المقدمة من الرباعية اسوة بالدعم السريع . وجدد ترحيب صمود بجهود الرباعية الرامية الى إيقاف نزيف الدم في السودان . ولا يخفى على أحد الرغبة الصادقة التي يسعى بها الدكتور عبدالله حمدوك لإيجاد مخرج للسودانيين من بين براثن الجنرالين على الرغم من الحملة الشرسة والمأجورة التي تسعى للنيل من شخصية الرجل وتشويه صورته داخليا واعتباره خائنا وعميلا وسببا رئيسا لاستمرار الحرب وهو الذي لا يملك سلاحا ولا جنودا ولا سلطة على احد طرفي الحرب . فالرجل المهذب الخلوق عفيف اليد و اللسان . صاحب الصيت الواسع في المجتمع الدولي الذي يحمل درجة الدكتوراه في الاقتصاد من لندن مضافا إليها الخبرة العملية الطويلة في تطوير وتنفيذ مشاريع الأمم المتحدة في إفريقيا. ليس لديه من الزاد أو العتاد سوى رصيده من الحلم الذي يؤمن بمستقبل أفضل لبلاده وشعبه . هذا الرجل يقف وحيدا في معركته ضد جنرالين يسعى كل منهما بما اؤتي فقط من رتبة عسكرية وجنود ورصيد من الولوغ في دماء السودانيين إلى حكم الشعب بالقوة دون اعتبار لأي شيء اخر حتى و لو أدى ذلك إلى فناء الشعب قاطبة في محرقة حرب 15 إبريل. يجمع كل المراقبين على ان الدكتور عبدالله حمدوك يعتبر الشخصية السودانية الوحيدة المؤهلة حاليا للخروج بالبلاد من هذا النفق المظلم . فالرجل ظل ثابتا في موقفه منذ بداية هذه الحرب داعيا لإيقاف الحرب بعد ان انحاز اغلب السياسيين الى احد طرفي الحرب . وحرصا منا على القيام بواجبنا تجاه الوطن يتوجب علينا بنفس الصدق الذي خاطبنا به السيد حمدوك ان نبادله نفس الصدق و نلتف حوله رافعين اصواتنا داعيين لإيقاف هذه الحرب العبثية . ليعلم السيد حمدوك أنه الآن يحمل عبء مشروع إعادة بناء الدولة السودانية وحيدا في مواجهة الجنرالين وبقايا النظام البائد من الإسلاميين الذين يمثلون الثورة المضادة والدولة العميقة . وليعلم الدكتور عبدالله حمدوك ان ديسمبر ثورة حية و فكرة و الفكرة لا تموت ففي الوقت الذي يتشبث فيه غيرك بالكرسي و يرتعد خوفا و يعجز عن مواجهة مقال كتبه صحفي وينكفئ على نفسه هربا من مواجهة الجماهير. تخرج انت الى الشعب و تخاطبه كفاحا رغما عن حملات التخوين و الأقلام المأجورة التي تنفث سمها ليل نهار لتغبيش وعي الجماهير ضدك . تقف نبراسا للحق و صوتا للعقل وسط جوقة المهرطقين و تنتصب وعيا في وجه ضجيج البراميل الفارغة. داعيا للسلام و لإيقاف الحرب العبثية التي لم تبقي و لم تذر. مؤمنا بان الثورة و التغيير سينتصران لا محال رغم الصعوبات و العوائق. مشعلا للأمل في القلوب اليائسة والعقول الحائرة. و مبشرا بأن غدا أفضل فغدا سيعود الوطن حضنا للجميع... و سيغني الأطفال أغنيات السلام و ستتحول أرواح الشهداء إلى زهور تعبق بأريج المحبة و السلام. ستتحول الشوارع التي دارت فيها المعارك إلى حدائق من نور و ستتصافح القلوب التي كرهت بعضها و ستتشابك الايدي التي قاتلت بعضها البعض و سيتعانق الجنود من الطرفين. فليس ذلك على الله بعزيز.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
يوسف عيسى عبدالكريم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست