Post: #1
Title: هل أنت مثقف ؟ (٥) بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 11-19-2025, 11:46 AM
11:46 AM November, 19 2025 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
فاقد الشيء لا يعطيه :- نواصل في الحلقة الخامسة ، ما أنقطع من تفاصيل التفاصيل ؛ فيما يتعلق بالسيناريو الآخر المطلوب من الشعب الجنوب سوداني ؛ و بالتحديد اللاعبين الأساسيين في شطرنج الحلبة السياسية ، و أقصد بهم بالتحديد أهل السياسة من الأحزاب و الكيانات السياسية ، و أهل الثقافة ، أولئك هم المطالبين بمعرفة قدرات البلاد الكامنة ، و تحريكها لكي تخدم معادلة التغيير ، فيهاجمون بها ، و يحرزون النقاط الغالية الكفيلة بالفوز باللعبة و سحب الثقة و البساط من تحت الطبقة السياسية الموجودة في الحكومة التي فشلت في قيادة دفة القيادة في البلاد .. لا يوجد خيار أفضل من البدء في تقوية الأحزاب و الكيانات السياسية الموجودة في رقعة شطرنج السياسة في أي بلد ؛ لأن الحزب القائم على المفاهيم الحديثة للأنظمة الديمقراطية هو الذي يقود التغيير في معظم الدول في الوقت الراهن ، فمشكلتنا في إفريقيا أننا لا نقوم بتقوية و تطوير أحزابنا السياسية ، بل تقوم هذه الأحزاب بمهامها و هي تعاني جميع صنوف الضعف و الهوان ، و النتيجة المنطقية النهائية تكون الفشل في أداء مهامها الأساسية ، و بدلاً من معالجة نقاط الضعف السابقة في الحزب ، نقوم بتركه و إنشاء حزب جديد بكل سهولة ، و هكذا ؛ حزب واحد قوي في الدولة ، خير ألف مرة من مئة حزب ضعيف ؛ و دونكم التجربة الصينية ، فقد أنشأت جمهورية الصين الشعبية ، الحزب القومي الصيني في العام ١٩١٢م ليخلف النظام الامبراطوري السابق ، و أنشأت بعدها الحزب الشيوعي الصيني في الفترة ما بعد العام ١٩١٧م ، و دخل الحزبان في صراع لحكم الصين الشعبية ، حسم في العام ١٩٤٩م لصالح الحزب الشيوعي الصيني ، و منذ تلك الفترة ، إنسحب الحزب القومي الصيني إلى إقليم تايوان الصيني الذي كان تحت الانتداب البريطاني ، و إنفرد الحزب الشيوعي الصيني بحكم جمهورية الصين الشعبية ، و نجح في معادلة الحكم نجاحاً باهرا مع أنه حزب واحد و السبب أنه حزب قوي ، و منظم ، و كذلك نجح الحزبان القويان جداً جداً في حكم الولايات المتحدة الأمريكية ؛ و أعني الحزب الديموقراطي و الحزب الجمهوري .. فنريد أن نشرع في فلسفة إنشاء تحالفات حزبية قوية في دولة جنوب السودان ؛ تعالج هذه التحالفات الحزبية الضعف البنيوي الموجود في الأحزاب السياسية الحالية .. الفكر عموماً يصنف إلى أصناف ثلاثة من حيث الإتجاه : الفكر اليميني ، و الفكر اليساري ، و الفكر الذي يمزج بين الأفكار اليمينية و الأفكار اليسارية ، أي الفكر الوسط أو المعتدل .. فلو أنشأنا ثلاثة أحزاب تحالفية وطنية جنوب سودانية وفقاً لهذه الإتجاهات الفكرية ، نكون قد عالجنا قضية ضعف و هشاشة الأحزاب في بلادنا ، و مسألة إرتباط الأحزاب بالأشخاص أو المناطق ، و نشرع بعد ذلك في تغذية هذه الأحزاب الوطنية الجديدة بالكوادر المتمرسة على العمل الديمقراطي من الروابط المنتشرة في مؤسسات التعليم العالي و ما بعد التعليم العالي التي تجسد مجتمعات شعب جنوب السودان ، هذه الروابط ، و هذه الأحزاب الوطنية الجديدة ، هي رأس التغيير الذي يمكن أن يعالج بها اللاعبون الجدد في رقعة شطرنج السياسة في دولة جنوب السودان مسألة التغيير ، لأن من لم يتمرس على العمل الديمقراطي من الأفراد أو الكيانات السياسية ؛ لا يمكن أن يأتي بالتغيير الديمقراطي ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه .. و هذا لن يحدث إذا لم تشرع هذه الأحزاب في إنشاء كيان جامع ، يكون على رأسه شخصيات سياسية ، تعرف طبيعة العمل الحزبي ، و كيفية تصنيف هذه الأحزاب السياسية الموجودة على أساس منطلقاتها الفكرية ، و من ثم ، دمجها في الكيانات الحزبية الجديدة الثلاثة ، على أن يكون تمويل عمل هذا الكيان من التمويل الأهلي بعيداً عن التمويل الحكومي ، لأن المعركة التي ستخوضها معركة لن تصب نتائجها في صالح جهود حكومة جنوب السودان الحالية ، فلا يجب أن يعتمد كيان الأحزاب السياسية الجامع الجديد على أي تمويل حكومي من قريب أو بعيد ، فالحرية مهرها غالي يا شعب جنوب السودان ، فكما تدفعون الأبقار الغالية لزواج أبنائكم و بناتكم ، فإستعدوا منذ الآن ، لدفعها أيضاً لشراء حريتكم من الحكومة الحالية التي فشلت في رعايتكم و حمايتكم .. و سيتم تعويضكم بعد الفوز في المعركة .. كل حسب ما دفع ، بل هنالك زيادة إن شاء الله تعالى .
|
|