فجأة ودون سابق إنذار اندلعت الحرب العبثية السودانية!! انقلبت رأساً على عقب حياة المواطن السوداني المدعو فرندقس، الذي كان يفطر فول ويتغدى عدس، ولا شأن له بأي انتماءات حزبية أو عنصرية، فقد تم قصف منزل أسرة فرندقس وتم تدميره بالكامل!! قال له البعض إن منزلكم قد تم قصفه بمسيرات تركية وقال له آخرون إن منزلكم قد تم قصفه بمسيرات صينية!! ولم يفهم فرندقس أي شيء!! اختفى الفول والعدس!! صار فرندقس يقف طول اليوم في صف التكية مع المئات من الجوعى لعله يحصل على وجبة مجانية من البليلة أو الأمباز!! لكن ذات يوم تم قصف التكية بوابل من المسيرات المجنونة وتطايرت شظايا الحلل الضخمة وحبات البليلة وقطع الأمباز في الهواء، قُتل وجُرح العشرات من المواطنين السودانيين الجوعى ونجا فرندقس من الموت المسيراتي بأعجوبة بالغة!! ولم يفهم فرندقس أي شيء!! خوفاً من القصف اليومي بالمسيرات، غادر فرندقس مدينته واحتمى بأحد معسكرات النازحين الذين فروا من الموت العشوائي المسيراتي مشياً وجرياً على الأقدام لكن ذات ليلة تم قصف معسكر النازحين بجميع أنواع المسيرات!! وقُتل وجُرح العشرات من النازحين السودانيين ونجا فرندقس من الموت المسيراتي بقدرة قادر!! ولم يفهم فرندقس أي شيء!! أصيب فرندقس بمتلازمة جنون المسيرات!! صارت المسيرات تقتحم دماغه في أي وقت دون أن ينجح في التشويش عليها بأي وسيلة ومن ثم أصبح فرندقس يعاني في صحوه ونومه من كوابيس القصف المسيراتي المفاجئ الذي يدمر البيوت في كسر من الثانية ويمزق البشر إلى أشلاء تتطاير في الهواء في لمح البصر!! وعندها اختلط حابل الواقع البائس بنابل الخيال المرعوب ولم يفهم فرندقس أي شيء!! أخيراً، قام أحد أقرباء فرندقس بمساعدته مالياً ومن ثم غادر فرندقس السودان على متن طائرة إلى تلك الدولة الخليجية التي يعتبرها الجميع الملاذ الأكثر أمناً في العالم وسكن في بيت مع شلة من العزاب السودانيين وعندها ظن فرندقس أنه قد نجا أخيراً من الفظائع المسيراتية الكبرى!! لكن رغم إحساسه بالأمان، شعر فرندقس بأن الهدوء الذي كان يستمتع به في منزل أسرته بالسودان قد تم قصفه بمسيرات جوطة العزاب في بلد الغربة والاغتراب!! ولم يفهم فرندقس أي شيء!! ذات يوم طلب أحد العزاب السودانيين من فرندقس أن يذهب معه للتسوق من كارفور هايبرماركت في ذلك البلد الخليجي الذي يعتبر الأكثر أماناً في العالم، في تلك اللحظة تفجر الجنون المسيراتي المفاجئ من رأس فرندقس وتطايرت من عينيه نظرات الرعب والهلع وصاح في وجه العزابي السوداني قائلاً: هل أنت مجنون؟!! ماذا سيحدث لنا لو تم ضرب سوق كارفور بالمسيرات!! لن أخرج من هذا المنزل إلا بعد انتهاء الحرب السودانية العبثية المسيراتية!! وعندها اندهش العزابي السوداني من الجنون المسيراتي المطبق ولم يفهم أي شيء!! ثم راح العزابي السوداني يحكي نكتة المسيرات لكل من هبّ ودبّ من العزاب السودانيين والذين راحوا ينفجرون بالضحك بمجرد سماعها لكن لسان حالهم راح يقول: شر البلية ما يضحك!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة