الجيش الذي صار فرعًا من التنظيم: ثلاثون عامًا من الخيانة تحت شعار (المشروع الحضاري) كتبه أواب عزام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-08-2025, 12:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-08-2025, 00:28 AM

أواب عزام البوشي
<aأواب عزام البوشي
تاريخ التسجيل: 07-20-2025
مجموع المشاركات: 33

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجيش الذي صار فرعًا من التنظيم: ثلاثون عامًا من الخيانة تحت شعار (المشروع الحضاري) كتبه أواب عزام

    00:28 AM November, 07 2025

    سودانيز اون لاين
    أواب عزام البوشي-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    **

    📝 **

    منذ فجر الثلاثين من يونيو عام 1989، لحظة الانقلاب التي أطاحت بالحكومة الديمقراطية المنتخبة بقيادة الصادق المهدي، دخل السودان مرحلة مظلمة في تاريخه الحديث. لم يكن ذلك الانقلاب عملاً عسكريًا بحتًا كما زُعم، بل كان نتاج تخطيط دقيق للحركة الإسلامية بقيادة حسن الترابي وعمر البشير، اللذين أرادا أن يحولا الجيش الوطني إلى ذراع حزبي يُنفّذ أجندة "المشروع الحضاري" المزعوم.
    في تلك الليلة، وُلد نظام الإنقاذ على جثة الدولة الوطنية، وبدأ فصل جديد من سياسة “التمكين” التي لم تترك مؤسسة في البلاد إلا وطالتها، وكان الجيش هو الجائزة الكبرى.
    *التمكين... حين يُستبدل الولاء بالوطنية*
    منذ الساعات الأولى للانقلاب، شرع النظام في عملية إحلالٍ وإبدالٍ ممنهجة داخل المؤسسة العسكرية. أُقيل مئات الضباط الذين لم يكن ولاؤهم للإسلاميين، واستُبدلوا بعناصر حزبية حديثة الولاء قليلة الخبرة. جرى إدخال دفعات كاملة من طلاب الحركة الإسلامية إلى الكلية الحربية، ليصبح الانتماء الحزبي تذكرةً للترقي، فيما تحوّل الكفاءة إلى عبء يُشكك في صاحبه.
    وهكذا، فقد الجيش عموده الفقري المهني، وبدأت مرحلة جديدة عنوانها “الجيش الحزبي”.
    لم يكتفِ الكيزان بإعادة هيكلة الجيش من الداخل، بل أنشأوا تشكيلات موازية مثل “الدفاع الشعبي” و“هيئة العمليات” لتكون جيوشاً بديلة عند الحاجة. ومع الوقت، أصبح للسلطة أكثر من جيش، وأكثر من ولاء، وأقل من دولة.
    *مجزرة 28 رمضان... حين يُعدم الشرف العسكري*
    من أبشع فصول تلك المرحلة كانت جريمة “28 رمضان” في أبريل 1990، حين حاول 28 ضابطاً بقيادة اللواء خالد الزين إعادة السلطة للشعب وإنهاء الحكم الانقلابي.
    لكن الإنقاذ لم تترك لهم حتى فرصة الكلام.
    حوكموا في محاكمات صورية لم تتجاوز نصف الساعة، ثم أُعدموا جميعًا رمياً بالرصاص ودفنوا في مقبرة جماعية، دون علم أسرهم.
    كان بينهم رجالٌ من خيرة أبناء السودان: اللواء محمد عثمان كرار، والعقيد الطبيب محمد أحمد سر الختم، وآخرون.
    ولم يكتفِ النظام بالجريمة، بل أنكرها لعقود، حتى تسرب لاحقًا اعتراف البشير بصوتٍ متبجح يقول فيه: “أوصلناهم إلى رمضان... ودفناهم”.
    كانت تلك اللحظة، لحظة إعدام الضباط الوطنيين، هي لحظة إعلان موت الشرف العسكري في السودان، وبداية عهدٍ من الخوف والولاء الأعمى.
    *من “التمكين” إلى “الانقسام”*
    سياسة الكيزان داخل الجيش كانت قنبلة موقوتة.
    فعندما فصل النظام آلاف الضباط الأكفاء واحتفظ بالمحسوبين عليه، لم يكن يُدمر المؤسسة فحسب، بل يزرع في داخلها بذور الصراع القادم.
    الولاءات الحزبية والعشائرية حلت محل الانضباط العسكري، والعقيدة الوطنية أُزيحت لتحل محلها أيديولوجيا التنظيم.
    ومع مرور السنوات، أصبح الجيش ساحة لتصفية الحسابات بين “إسلاميين” و“مهنيين”، وبين الولاء للحزب والولاء للوطن.
    ثم وُلدت من رحم تلك الفوضى ميليشيات “الدفاع الشعبي”، وكلها نتاج مباشر لسياسات التمكين التي أراد بها الكيزان ضمان البقاء مهما كان الثمن.
    *النتيجة: جيش بلا دولة، ودولة بلا جيش*
    اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على انقلاب 1989، يحصد السودان ثمار تلك السياسات الكارثية.
    الجيش الذي كان من المفترض أن يكون حامي الوطن أصبح أداة في يد تيار سياسي؛ انقسم على نفسه، وتورط في حربٍ أهلية تُدار بعقلية انتقامية لا وطنية.
    ما نشهده اليوم من صراع بين الجيش والدعم السريع هو في جوهره نتيجة مباشرة لذلك “التمكين الحزبي” الذي فصل الوطن إلى معسكرات متقابلة، وسلب المؤسسة العسكرية روحها المهنية لصالح الولاء الأيديولوجي.
    و كي لا يُعاد الدرس تاريخ الكيزان في الجيش ليس مجرد صفحة سوداء، بل تحذير من مستقبلٍ قد يتكرر إن لم يُحاسَب الماضي.
    لقد دمّروا الجيش لا بالحروب الخارجية، بل بالحروب الداخلية التي أشعلوها ضد ضباطه الشرفاء وضد مبدأ الحياد الوطني.
    إن إعادة بناء السودان تبدأ من تفكيك التمكين داخل المؤسسة العسكرية، وإعادة الاعتبار لمفهوم “الجيش الوطني” لا “الجيش الحزبي”.
    فمن دون جيشٍ مستقلٍ ووطني، لن يكون هناك وطن، ولن تكون هناك كرامة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de