رغم أنه المعتدى عليه منذ اليوم الأول لانطلاق أول طلقة للعدو، إلّا أنه لم يدّخر جهداً في طريق إيقاف الحرب، وقد قالها من قبل أنه لو تم الاتفاق على وقف اطلاق النار وقواته على مشارف بورتسودان، لأمرها بالتوقف فوراً، ليس هذا فحسب بل كان المستجيب الأول لنداءات جميع المنابر الإقليمية والدولية، التي بذل فيها الوسطاء كل ما في وسعهم لوضع حد للمأساة الإنسانية في السودان، في المقابل تعنت جيش الإخوان ورفض كل المبادرات والهدن الإنسانية، بل قام بطرد فرق العمل الإنساني من البلاد، وآخر هذه المبادرات المرفوضة هي الهدنة التي طرحتها كل من أمريكا والسعودية مصر والإمارات – الرباعية، لقد اثبت محمد حمدان على مدى ثلاث سنوات، أنه الأقرب للسلام والأصدق جيشاً وحلفاء – تأسيس، أما التجبر والتكبر الذي يقوده جيش الاخوان ليس جديداً، فقد قالها كبيرهم الذي علمهم السحر عمر البشير الدكتاتور المحمي بذات الجيش، أن من يريدها فليأخذها بالقوة، وهو يعني السلطة، وبناء على هذه العقيدة الراسخة لدى جماعة الإخوان منذ سطوهم على الحكم، يجب على الوسطاء الحريصين على حقن دماء السودانيين، أن يعلموا استحالة الوصول مع الإخوان إلى هدنة، لأنهم حلفاء لدول داعمة بصورة صارخة للأنظمة الإسلاموية في المنطقة، فجيش الإخوان هو الخادم المطيع لهذه الدول وتلك الأنظمة، ولا تهمه قضية السلام في السودان، فهو فقط يولي اهتمامه الكبير لأجندة الحرس الثوري ومليشياته، أي بمعنى آخر هو جيش إقليمي وقطري (بضم القاف). السلام في السودان لا يتحقق بدون بندقية تحرسه، وها قد وهب الرب أهل لسودان بندقية قوية وصادقة وأمينة، أينما وجدت حلقت حمائم السلام في الارجاء، ودونك مدن الفولة ونيالا وزالنجي والجنينة والضعين، التي نعق بوم الخراب مني اركو مناوي بصوته المأزوم، وقال أنه سيدخلها وصاح قائلاً: (الفولة الضعين – الضعين نيالا – نيالا زالنجي – زالنجي الجنينة)، فمثل هذه الأبواق المرتزقة والساعية بين الناس بالدمار، لا تكبحها إلّا بندقية كبندقة محمد حمدان، ومدينة الفاشر عاصمة الإقليم التي عشعش فيها سرطان الاخوان ومرتزقتهم، لم يستشعر أهلها الأمان إلا بعد أن أجرت قوات الدعم السريع عمليات جراحية قاسية استأصلت بموجبها الورم، فانتعشت الحياة وانعكس ذلك في سخرية أحد شباب المدينة، عندما سأله مراسل احدى الفضائيات عن رأيه قبل وبعد التحرير، فقال متهكماً هل تريد ارجاعنا لأكل "الأمباز"؟، فبعض الناس المشوشين بإعلام الإخوان لا يذكرون نعمة الأمن والأمان التي حلت بالمدن المحررة، ولا سمح الله لو أن الحرب استمرت لسنين قادمة، ستكون دارفور المنطقة الوحيدة الآمنة، وذلك لكونها أول إقليم استطاع أن يخرج الأذى ويتعافى، فلا حياة مع وجود خلايا تنظيم الاخوان وتوابعه، ممن ارتزقوا من مال سحته من الذين خانوا أرضهم وشعبهم، وصافحوا أيادي مجرمي حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، فالسلام لا يحققه المجرمون. العالم لن يقف مكتوف الأيدي بينما أرض السودان تتحول إلى بؤرة تتكاثر فيها يرقات الإرهاب، وكما رأينا في هذا العهد الثاني للرئيس الأمريكي ترامب، كيف تم اجتثاث ألغام الجريمة النووية المحتملة، لذلك من المؤكد بعد رفض جيش الإخوان للهدنة، وبعد اختياره لطريق الحرب المسنودة من البلدان الراعية للإرهاب، سيكون للعالم والإقليم كلمته الحاسمة، وربما رأينا السيناريو السوري يستنسخ في السودان، خاصة وأن كل مقومات مشروع الاجتياح الشامل والسلس قائمة، فالسودان لم يعد تلك الحظيرة المسيطر عليها من شركات الفساد الاخواني لأكثر من ثلاثين سنة، فقد آن الأوان لوضع حد لصلف الإرهاب الدولي الذي تسلل لأرض السودان، من مراكز رعاية الجريمة الإرهابية في الشرق الأوسط، فالعقل الإرهابي عقل تدميري رأيناه كيف حول قطاع غزة وجنوب لبنان إلى رماد، ومن أجل السلام على سكان الجغرافيا التي سعت فيها كتائب البراء ذبحاً وسفكاً للدماء، أن يتعاونوا مع الطوفان – جيش التحرير – القادم من الغرب والشمال والجنوب، فلا مكان في سفينة نوح السودانية للذين رهنوا سيادة الدولة لأجندة الإرهاب، وبات يقيناً بعد موافقة قوات الدعم السريع على الهدنة الإنسانية، انه سيتم وقف صلف وجبروت الطرف الآثم والمعتدي، وأمسى ذلك فرض عين على كل سوداني قادر عل البذل، والعطاء الكاسح والماسح لبؤر الإرهاب وجيوب المرتزقة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة