من الاستقلال إلى الرباعية – كيف أوصلت النخب السودانية البلاد من 1965 إلى 2025 إلى "لحظة الوصاية الد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-29-2025, 06:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2025, 12:18 PM

خالد كودي
<aخالد كودي
تاريخ التسجيل: 01-01-2022
مجموع المشاركات: 168

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الاستقلال إلى الرباعية – كيف أوصلت النخب السودانية البلاد من 1965 إلى 2025 إلى "لحظة الوصاية الد

    12:18 PM October, 28 2025

    سودانيز اون لاين
    خالد كودي-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    من الاستقلال إلى الرباعية – كيف أوصلت النخب السودانية البلاد من 1965 إلى 2025 إلى "لحظة الوصاية الدولية"!

    - الجزء الثالث3-4

    27/10/2025 خالد كودي، بوسطن

    خامسًا: ثورة ديسمبر… والفرصة التي تحوّلت إلى مراوغة تاريخية (2019–2023
    في التاريخ الإنساني، كانت الثورات الكبرى دائمًا لحظات مراجعة شجاعة للذات وللماضي. ففي أوروبا، لم يكن التحول الديمقراطي ممكنًا من دون إسقاط الرموز الاستعمارية والفاشية. في بلجيكا مثلًا، بعد قرون من التواطؤ مع إرث الملك ليوبولد الثاني الذي ارتكب فظائع لا تقل بشاعة عن أي استعمار حديث في الكونغو خرج المواطنون في القرن الحادي والعشرين لهدم تماثيله في الفضاء العام، في حركة مراجعة أخلاقية للتاريخ، لا لمجرد محو الرموز، بل لإعادة تعريف معنى الوطنية نفسها. وكذلك فعلت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية حين تفككت نازيتها من الجذر، فأنشأت نظامًا تعليميًا وأخلاقيًا جديدًا يمنع عودة الفاشية. وفي اليابان، جرى بناء دولة ما بعد الهزيمة على قاعدة المحاسبة والاعتراف، لا على الإنكار والمراوغة، وفعلت رواندا الشيء نفسه.
    من هذا المنظور، كان يفترض أن تكون ثورة ديسمبر 2018 لحظة مراجعة مماثلة في التاريخ السوداني، لحظة لتفكيك الفاشية الإسلامية التي أسسها نظام الإنقاذ لا لمصالحتها. كان ينبغي أن تدرك النخب أن الفاشية ليست مجرد نظام سياسي ديكتاتوري، بل ذهنية كاملة قامت على تقديس الطاعة، واستغلال الدين، وإقصاء المختلف، وتوظيف الجيش والمناهج التعليمية من الحضانة الي التعليم العالي - والاقتصاد لخدمة مشروع الهيمنة. كان المطلوب أن تُفكَّك هذه الذهنية لا أن يُعاد تدويرها. لكن ما حدث كان العكس.

    ١/ من الثورة إلى الوثيقة الدستورية: خيانة اللحظة التأسيسية:
    بدلًا من أن تُبنى الثورة على مشروع تأسيسي جذري يستند إلى مبادئ العلمانية والمواطنة والمساءلة، وُلدت من رحمها الوثيقة الدستورية لعام 2019 — نصٌّ هشّ، أقرب إلى تسوية سياسية منه إلى عقد اجتماعي. كانت وثيقةً أقل من ثورية، لأنها أبقت على البنية القديمة للدولة، وعلى توازنات القوة بين المدني والعسكري، دون أن تمسّ جوهر الأزمة: هوية الدولة وطبيعتها.
لقد كانت تلك الوثيقة استمرارًا لنهج الترقيع، إذ سمحت بعودة الجيش شريكًا في السلطة، وأبقت على القوانين الإسلامية، وتجنبت ذكر العلمانية والمواطنة المتساوية، وكأن الثورة يمكن أن تُدار بذات اللغة التي قامت ضدها!

    ٢/ النخب بين العجز البنيوي وتكرار الخطأ:
    لم تكن النخب سواء من قوى الحرية والتغيير أو من العسكريين مؤهلة مهنيا. سياسيا أو فكريًا لالتقاط لحظة التحول التاريخي. تصرفت بذهنية إدارة الأزمة، لا بذهنية بناء وطن. عبد الله حمدوك كان وجهًا مدنيًا لسلطة بلا مشروع تحرري، فضلًا عن افتقاده الإرادة السياسية لقطع الصلة مع الماضي؛ عبد الفتاح البرهان مثّل المؤسسة العسكرية التي لا تعرف سوى منطق السيطرة؛ أما محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حينها فكان تجسيدًا لفوضى الدولة المتفككة — ناتجًا عن تراكمات التهميش الذي حوّل السلاح إلى وسيلة بقاء.

    ٣/ الثورة التي لم تُترجم إلى دستور:
    لم تتحول ثورة ديسمبر إلى ثورة تأسيس دستوري حقيقية، لأن النخب اكتفت بالمواثيق الغامضة والمصطلحات المألوفة — "الانتقال"، "الشراكة"، "المدنية"، دون أي مشروع فكري. غاب الوعي الفلسفي بالثورة، وغابت القطيعة مع الماضي التي تحدث عنها فلاسفة التنوير أمثال هيغل وفانون، حين قال الأخير مايعني:"الثورة لا تعني تغيير السلطة، بل تغيير الوعي الذي صنع الخضوع."
وبدل أن تنشئ الثورة دستورًا جديدًا يعترف بالمواطنة المتساوية، ظلّ الخطاب العام أسير الثنائية بين الدين والسياسة، والمركز والهامش، حتى غدت الثورة زينة لغوية لمؤسسات قديمة، والبعض لايزال يريد التكرار!

    : ٤/ إنكار الطريق الذي رسمته القوى الثورية
    في المقابل، قدّمت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال طريقًا واضحًا للخلاص: دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، قائمة على المبادئ فوق الدستورية وحقوق الإنسان كمرجعية عليا- وعدالة تاريخية واصلاحات عميقة في الجيش. لكن النخب المدنية في الخرطوم رفضت هذه الرؤية، لأنها كانت ستنزع عنها امتيازاتها الرمزية والتاريخية. ففضلت الاستمرار في إنكار التعدد، والالتفاف على فكرة العدالة التاريخية، كما لو أن السودان يمكن أن يُبنى على أنقاض الظلم دون مواجهته.

    : ٥/ التبعية الجديدة: من الاستقلال إلى الوصاية
    بدل أن تكون الثورة انعتاقًا من الوصاية، أعادت النخب إنتاجها. أصبح المجتمع الدولي - لا الإرادة الوطنية - هو المرجعية السياسية العليا. في كل مفاوضة، كانت "الضمانات" الخارجية تحل محل الثقة الداخلية. وتحوّل خطاب "الدعم الدولي" إلى بديل عن الإرادة الشعبية. وهكذا، اليوم سلّمت النخب الفاشلة مفاتيح الوطن إلى الرباعية الدولية لتحدد شروط السلام، ومواعيد التفاوض، ومصير المؤسسات، وكأن السودان - بعد سبعين عامًا من رفع العلم -ما زال عاجزًا عن تعريف نفسه كدولة مسؤولة عن مصيرها...وتعظيم سلام للرباعية!

    : ٦/ مأساة العقل السياسي السوداني
    إن المأساة الكبرى ليست فقط في سقوط الثورة، بل في ثبات العقل السياسي على نمط الفشل ذاته. هذا العقل لم يتطور منذ 1956، لأنه لم يخضع للمراجعة الفكرية والأخلاقية التي تخضع لها الأمم حين تنهض من رمادها. فكما لم تبنِ ألمانيا الحديثة وطنها إلا بعد محاكمات نورمبرغ وإلغاء النازية، وكما لم تنهض اليابان إلا بعد إعادة بناء وعيها المدني من الصفر، فإن السودان لن ينهض دون مواجهة تاريخه الفاشي والعنصري.
لكن النخب السودانية، التي عجزت عن مراجعة نفسها وعن إعلان قطيعة فكرية مع نظام الإنقاذ، واصلت التواطؤ الناعم مع رموز الماضي تحت شعارات جديدة، فقد كانت إصلاحية لا ثورية. وهكذا ضاعت لحظة ديسمبر، وتحوّل الحلم إلى مراوغة، والثورة إلى إدارة أزمة، والحرية إلى استعارة جوفاء في دولةٍ ما زالت تُدار بذهنية ما قبل التاريخ. في النهاية، فإن ما فشلت فيه النخب السودانية التي تصدت الي لحظة ديسمبر ليس إدارة دولة، بل فهم معنى التأسيس ذاته. فحين لا تُفكَّك الفاشية، مؤسساتها وعقليتها لا يمكن بناء الديمقراطية. وحين تُدار الثورة بأدوات النظام القديم، لا تنتج سوى النظام نفسه بوجهٍ جديد، وهذا بالظبط ماحصل!

    سادسًا: من الحرب الأهلية إلى الرباعية (2023–2025): التكرار المأساوي للتاريخ:
    حين اندلعت الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، لم تكن صراعًا على السلطة فحسب، بل انفجارًا للتاريخ السوداني كله - تاريخ الفشل المتراكم والعجز الأخلاقي والسياسي للنخب التي لم تتعلم شيئًا ولم تنسَ شيئًا. كانت الحرب النتيجة الحتمية لدولةٍ ما بعد استعمارية أعادت إنتاج علاقة السيد والتابع داخل حدودها، ولمنظومةٍ تشبّعت بالكراهية البنيوية بدل العدالة والمواطنة.

    ١/ التاريخ يعيد نفسه… ولكن بصورة أكثر فداحة:
    في السودان، لم يعد التاريخ يعيد نفسه كمأساة أو كمهزلة، بل ككارثة متواصلة. كل انقلاب جاء باسم "الإنقاذ"، وكل حكومة مدنية أعادت إنتاج النظام القديم بوجه جديد، وكل نخبة قرأت التاريخ بعين الخوف لا بعين النقد. وكما حذّر فرانتز فانون في معذبو الأرض:
    "البرجوازية الوطنية في المستعمرات السابقة لا تبني أمة، بل تكرّر المستعمر بأسلوب أكثر بؤسًا."
وهكذا، ظلّ السودان يدور في حلقة مغلقة من إعادة إنتاج الاستبداد، لأن نُخبه لم تمتلك الشجاعة لمراجعة الذات ولا الإرادة لبناء وطنٍ جديد.
    وهذا هو جوهر المأساة السودانية: فالنخب التي ورثت المستعمر لم تبنِ دولةً مواطِنة، بل استعمرت شعوبها داخليًا، وأدارت البلاد بعقلية الوكيل لا بعقلية المؤسس. / الحرب كحصيلة منطقية للفشل البنيوي

    ٢/ لم تكن حرب 2023 في السودان حدثًا طارئًا، بل النتيجة الحتمية لمسارٍ طويل من الإنكار البنيوي وفشل النخب في مواجهة ذاتها وتاريخها. منذ الاستقلال، اختارت النخب أن ترث أدوات المستعمِر لا أن تتحرر منها:
    - فالدولة نشأت امتدادًا لمركزٍ يهيمن على الأطراف، لا كدولة مواطنين أحرار؛
    - والجيش تأسس على الولاء الإثني والعقائدي لا على العقد الوطني الجامع؛
    - والمجتمع جُيِّش ليحفظ الكراهية باسم الدين والعرق بدل التعايش والمواطنة؛
    - فيما رفضت النخبة العلمانية والمواطنة المتساوية لأنها تهدد امتيازاتها الموروثة من نظام الامتياز الاستعماري
    كان الانهيار إذن حتميًا، لأن ما بُني على التمييز لا يصمد أمام اختبار الإنسانية. لقد تحققت في السودان لحظة الفراغ التي وصفها أنطونيو غرامشي حين كتب:
    "في زمن الأزمات الكبرى، يموت القديم، ولا يولد الجديد بعد، وفي هذا الفراغ تظهر الوحوش."
    وقد ظهرت "الوحوش" فعلًا - لا بوصفها قوى خارجة عن التاريخ، بل كنتاج مباشر لسياسات النخب ذاتها: تحالف العسكري والديني والطائفي، ذلك الثالوث الذي حكم السودان باسم الوطنية والهوية، بينما كان مشروعًا لنزع إنسانية الإنسان
    وفي هذا السياق، تكتسب كلمات المثقف العضوي الافروامريكي جيمس بالدوين في
    بعدا سودانيا عميقا حين قال:The Fire Next Time
    "إذا لم نواجه ماضينا كما هو، فسوف يدمّرنا. لأن ما لا نواجهه، نعيد إنتاجه في أشكال أكثر عنفًا"
    لقد فعل السودانيون بأنفسهم ما حذّر منه بالدوين: تجاهلوا عنف الدولة المركزية، أنكروا جذور العنصرية البنيوية، وتواطؤوا مع المقدّس المزيف – مارسوا الاستعمار الداخلي. فاشتعلت النار في البيت بأيدي أهله. كانت حرب 2023 النار التالية - لا تأتي من الخارج، بل من داخلنا نحن، من عمى النخبة ورفضها الاعتراف بأن التحرر لا يبدأ برفع العلم، بل بمواجهة الذات التي رفعت ذلك العلم على جماجم الآخرين.
    هكذا صارت الحرب مرآة الفشل السوداني: حين يموت الوعي، لا يبقى للوطن سوى لغة البنادق، آخر ما ينطق به بلدٌ فقد القدرة على الحلم والمستقبل.

    ٣/ الرباعية كمرآة لانحدار النخب الأخلاقي والسياسي:
    في عام 2025، لم يعد للسودان مركز قرارٍ وطني حقيقي. أصبحت الرباعية الدولية (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة) هي من تمسك بخيوط اللعبة:
    - هي من تحدد مسار وقف إطلاق النار،
    - وهي من ترسم خارطة تشكيل الجيش الوطني،
    - وهي من تذكّر السودانيين بما نسيته نخبهم: أن حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية هي أساس الدولة الحديثة!
    ما أعجز النخبة التي تحتاج إلى الخارج لتذكيرها ببديهيات الإنسانية، إنها المأساة الأخلاقية في أن تُصبح القيم الكونية التي ضحّت من أجلها الشعوب، الحرية، العدالة، الكرامة - تستجدي من الخارج بدل أن تكون نابعة من الوجدان الوطني!

    : ٤/ من فانون إلى بوليفار: حتمية النتيجة
    لقد قال سيمون بوليفار، محرر أمريكا اللاتينية، حين واجه نخب بلاده بعد الاستقلال:
    "لقد قاتلنا من أجل الحرية، لكننا لم نعرف كيف نؤسس لها"
    والسودانيون اليوم يعيشون المعنى ذاته. فمنذ 1956، كانت الحروب باسم "التحرير"، لكن ما حُرّر فعليًا هو سلطة النخب على شعوبها.
وقال تشي غيفارا عن الثورات الناقصة:
    "الثورة التي لا تغيّر الإنسان الداخلي محكوم عليها أن تعيد إنتاج جلاديها"
    وهكذا، أعادت النخب السودانية إنتاج جلاديها - من الاستعمار إلى النخب الي الطائفية إلى الإسلامية إلى العسكرة، لأن الإنسان السوداني لم يتحرر بعد في وعيه، ولم يُقرّ بعد بالمساواة الإنسانية كأساسٍ للدولة.

    ٥/ الاستنتاج الفلسفي: من يعيد السلوك يعيد النتيجة.
    من قوانين العقل والتاريخ معًا أن من يسلك نفس الطريق لا يمكن أن يصل إلى وجهة مختلفة.
كما قال أينشتاين مايعني:
    "الجنون هو أن تكرّر نفس الأفعال وتتوقع نتائج مختلفة"!
    وهذا هو الجنون السياسي الذي وقعت فيه النخب السودانية منذ سبعين عامًا ولاتزال!...
كلّ مرة تُبدّل الأسماء واللافتات، لكنها لا تمسّ الجذر:
    - لا مواجهة صريحة للدين في السياسة، والدولة،
    - لا إعادة تقويم للجيش، ولا بناء جيش جديد يتجاوز البنية الاشكالية للقديم،
    - لا اعتراف بالمواطنة المتساوية، ولا عدالة تاريخية،
    - ولا قطيعة مع إرث الاستعلاء الاثني والديني والثقافي...الخ...
    ومن ثمّ، كان لا بدّ أن يتكرّر الانهيار ذاته، حتى بلغنا اللحظة الأكثر إذلالًا في التاريخ الحديث: أن يضطر الخارج لتعليم الداخل معنى الإنسانية....
    نواصل في الجزء الرابع والاخير

    النضال مستمر والنصر اكيد.

    (أدوات البحث والتحرير التقليدية والإليكترونية الحديثة استخدمت في هذه السلسلة من المقالات)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de