المرأة في قلب الأزمة السودانية تصنع التغيير بنفسها كتبه مها طبيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-28-2025, 02:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-25-2025, 10:33 PM

مها الهادي طبيق
<aمها الهادي طبيق
تاريخ التسجيل: 04-12-2018
مجموع المشاركات: 50

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المرأة في قلب الأزمة السودانية تصنع التغيير بنفسها كتبه مها طبيق

    10:33 PM October, 25 2025

    سودانيز اون لاين
    مها الهادي طبيق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر




    عندما تنهار الدول ، بسقوط النظام السياسي تتداعى معه منظومة القيم التي تحفظ العدالة والأمن والكرامة الإنسانية . وفي السودان ، الذي يعيش أحد أعقد انهياراته في التاريخ الحديث ، كانت المرأة في قلب المأساة — الضحية الصامتة للحرب والسياسة معًا . لكن وسط هذا الانكسار العميق ، تولد إمكانية جديدة هي إمكانية التحوّل من المأساة إلى الوعي ، ومن الضعف إلى الفعل ، ومن الضحية إلى الفاعلة التي تعيد للمجتمع روحه وتصنع التغيير .

    الحرب في السودان كانت شكلًا مضاعفًا من العنف ضد النساء . النساء قتلن بالرصاص وبالنزوح ، والفقد ، والاغتصاب ، والجوع ، والتهميش المركّب . فقدن بيوتهن وأزواجهن وأمنهن ، وحتى حقّهن في البكاء العلني . حملن على أكتافهن دولةً منهارة — من طوابير الخبز إلى معسكرات النزوح — بينما ظلّ خطاب السلطة والمجتمع ينظر إليهن بوصفهن “ تابعات ” . إن الاعتراف بأن المرأة كانت في مركز الحرب ، هو الخطوة الأولى نحو التحرّر الحقيقي .

    ورغم قسوة الواقع ، أثبتت النساء أنهن حافظات استمرارية الحياة في قلب الكارثة . في القرى المدمّرة نظّمن المبادرات المحلية . في الأسواق حافظن على دوران الاقتصاد الصغير . وفي المعسكرات نظّمن التعليم المؤقت والغذاء والمياه . هذا الجهد غير المرئي هو ما جعل السودان يصمد جزئيًا أمام الانهيار الكامل . غير أن الاعتراف بهذا الدور لا يكفي . يجب تحويله إلى قوة مؤسسية داخل مشروع وطني لإعادة البناء .

    ويبدأ التحوّل من المظلومية إلى الوعي حين تدرك المرأة أنها فاعلة قادرة على التحليل والفهم . حين تسأل عن جذور العنف بدل أن تخضع له ، تبدأ رحلتها نحو التحرّر . هنا تقدّم النسوية المجتمعية أدوات الفهم والتحليل — كيف يتقاطع العنف مع السلطة ، وكيف تُعيد العلاقات الاقتصادية إنتاج التهميش . الوعي هو بداية القوة ، والقوة تجب ألا تفهم بانها انتقامًا ، وإنما إعادة تعريف للذات ولموقع المرأة في الفضاء العام .

    وفي مرحلة إعادة البناء الاجتماعي ، تظهر النساء كمحرّك رئيسي لترميم النسيج الممزق . فهنّ من يعِدن بناء الثقة بين المكوّنات ، ويقدن مبادرات المصالحة ، ويدمجن النازحين في مجتمعاتهم الجديدة . لذلك يجب أن تكون مشاركتهن في مفاوضات السلام والعدالة الانتقالية وإعادة الإعمار مشاركة جوهرية . فاللواتي شهدن الخراب هن الأقدر على رسم طريق البناء .

    غير أن هذا التحوّل لا يكتمل دون تفكيك الخطاب الأبوي الذي ما زال يرى المرأة “ منكوبة ” تحتاج للحماية ” في صنع القرار . هذا المنظور يرسّخ التبعية ويقيد المبادرة . أما النسوية المجتمعية فتسعى إلى نقل الفكرة من “حماية النساء إلى تمكين النساء من الحماية إلي الإدارة والتخطيط . فالمرأة فاعل استراتيجي في النجاة الجماعية .

    لقد راكمت النساء السودانيات خلال الأزمات رأس مال اجتماعيًا هائلًا — من التضامن والصبر والتنظيم الشعبي — لكنه لم يتحول بعد إلى سياسة أو مؤسسات . ومن الضروري البناء على هذا الرصيد لتأسيس شبكات نسوية قاعدية في مناطق النزاع تعمل على توثيق الانتهاكات ، وتنظيم الموارد المحلية ، وإطلاق مبادرات تعليمية وصحية ، ودعم السلام الأهلي والمصالحة . هكذا فقط تنتقل المرأة من الناجية إلى المنقذة .

    وحين تمتلك النساء وعيًا نابعًا من التجربة ، يتحول الألم إلى رؤية . فالمأساة تصبح مشروعًا للعدالة والمشاركة والنهضة . والمرأة السودانية قادرة على أن تكون القوة المحرّكة لميلاد وطني جديد ، إذا أُتيح لصوتها موقع حقيقي في مسار التأسيس . فهي شريكًا في كتابة مستقبل السودان .

    لقد أثبتت التجربة السودانية أن من حفظ الحياة في لحظات الفوضى هنّ النساء . لذلك فإن إعادة بناء السودان يجب أن تبدأ من حيث وقفت النساء — من القرى التي قاومت ، ومن المعسكرات التي نظّمت نفسها دون دولة . فالمشروع النسوي المجتمعي مشروع لإعادة تعريف القوة والقيادة والوعي في وطنٍ يتعافى من رماده . المرأة السودانية تجاوزت الاعتراف ، وتكتب فصول التغيير بنفسها .

    مها الهادي طبيق
    25 أكتوبر 2025

    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de