ما هو إطار الحل المطروح من الوسيط (الرباعية)؟، هل هو العودة لاتفاق الإطار؟ أم هنالك أطروحة جديدة مستوعبة لمستجدات الأوضاع بعد دخول الحرب عامها الثالث؟، معلوم ان حقبة الرئيس الأمريكي ترامب شهدت قذف حجر كبير في بركة حرب السودان المأساوية، ولا أحد يغفل أو يتجاهل دوره الكبير في تحريك ملفات الصراعات بالشرق الأوسط، وإيصالها إلى مراحل متقدمة من قرب الوصول إلى حلول واتفاقيات بين المتحاربين، في هذه الفترة القصيرة التي قضاها بالبيت الأبيض وضع حداً للطموح النووي الإيراني، وأسهم بطرق مباشرة وغير مباشرة في تدمير القوة الصلبة لأكبر حزبين إرهابيين في الشرق الأوسط – حماس وحزب الله، وما أدل على نفوذ الرجل من أوامره الموجهة لقادة حماس (اذا لم تنزعوا سلاحكم سننزعه منكم)، ومن الانقلابات الكبيرة ألتي أحدثها الرجل أن جعل متطرفي "حماس" مشردين حول العالم، فأمست إدارة القطاع قاب قوسين أو أدنى من أن تؤول للبريطاني "توني بلير"، أنظر إلى خطل العقل الإرهابي الحامل لبذرة تدميره الذاتية، فإيران خسرت مشروعها النووي بحماقة مناطحة إسرائيل واغتيل رموز حزب الله ودُمّرت ترسانته العسكرية، الحزب الذي ما كان يجرؤ الرئيس اللبناني على الحديث عن نزع سلاحه، اليوم يتحدث الرئيس ورئيس الحكومة والبرلمان والأحزاب المناوئة عن ضرورة أن يتحول إلى حزب مدني منزوع السلاح. نطالب "الرباعية" بأن تعتبر جماعة بورتسودان منظومة إرهابية، مثل اخواتها في لبنان وفلسطين وإيران ومصر، وأن لا تكون جزء من الحل مهما انحاز لها الركن الأصيل من أركان الوساطة (مصر)، فوقف اطلاق النار لا ينفّذه من هو مزوّد بالسلاح من إيران، ولا يمكن ان يتم الوثوق بصنو "حماس" الموجود في بورتسودان بالجنوح إلى السلم، لأن الفكر الإرهابي هو المسيطر على توجهاته، فالسلام في فلسطين بدأت بشرياته تلوح في الأفق بعد زوال السطوة الحمساوية، والشعب اللبناني أخذ يتنسم عبير الحرية بعد ان زال كابوس حزب الله، والشعب الإيراني غشيته رياح الأمل، بعد أن رأى تدمير المفاعلات النووية المهددة للأمن والسلم الدوليين، والشعب السوداني لن يضمن سلامة نسائه وشيبه وشبابه وسلامة أراضيه، إلّا بعد إزاحة الجماعة الإرهابية من المسرحين السياسي والاقتصادي، على الوسيط الرباعي أن يعلم بأن وقف اطلاق النار لن يتم، وكتائب الإرهاب تقود حربها الكيماوية القذرة على المدنيين، فكما تخلّص الرئيس المصري من إخوان مصر، بدعم مباشر من بعض دول الوساطة الممثلة للرباعية، فإنّ السودانيين يطالبون هؤلاء الوسطاء بأن يخلّصونهم من كتائب الإرهاب، التي تقتلهم صباح مساء بالأسلحة الكيماوية، بعد ذلك يضمنون للوسيط وقف تلقائي لإطلاق النار، الذي سوف يتحقق دون الحاجة لمؤتمر، لأن النار منطلقة من فوهة بندقية طرف واحد. العقبة الكؤود في تأخر وقف الحرب هي مصر (الرسمية)، التي ترى في حكم العسكر للسودان أياَ كان توجههم الفكري ضمانة سياسية، لتعهدات تمت بينها وبين الحكومات المتعاقبة على حكم الخرطوم، وإذا كان هنالك من أمر واحد مقلق لمصر (الرسمية)، فهو فقدان الامتيازات الاقتصادية التي تتمتع بها في ظل نظام حكم مذعن لها، ويجب أن تعلم الإدارة المصرية بأن السودان ما عاد ذلك السودان القديم، وأن ثلاثة أرباعه قد خرجت عن سيطرة الجنرالات الإخوانيين، الذين يدينون لها بالولاء، فإذا لم تواكب مصر تطورات المشهد السوداني، ستواجه بدولة جديدة في المستقبل القريب تبني السدود على حدود النيل الأزرق الأثيوبية السودانية، وخزّانات للمياه على الحدود الفاصلة بين السودان وجنوب السودان على النيل الأبيض، على أبناء شمال الوادي أن يتضامنوا مع الأطروحة الجديدة للشعب السوداني الثائر، الخارج لتوه من غيبوبة التبعية والمشرئب لمعانقة سماء الحرية، وأن تعيد النظر في شكل العلاقة مع السودان الجديد، بمنظور جديد بعيد عن السير على الطريق القديمة، على الوسيط ان يعي هذه الحقيقة التي أصبحت واقع يمشي بين الناس، فلا يتوفر الوقت الكافي للجارة الشمالية حتى تضيّعه في دعم الحرب، التي قضت على موارد السودان، ولكي تقف الحرب عليها حجب الدعم العسكري والسياسي عن إخوان السودان والانتهازيين من الساسة المتاجرين بقضايا الوطن.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة