يوميات سائق تاكسي (3) رحلة الشفاء كتبه مالك معاذ أبو أديب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-13-2025, 12:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2025, 08:05 PM

مالك معاذ أبو أديب
<aمالك معاذ أبو أديب
تاريخ التسجيل: 07-10-2014
مجموع المشاركات: 17

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يوميات سائق تاكسي (3) رحلة الشفاء كتبه مالك معاذ أبو أديب

    08:05 PM October, 08 2025

    سودانيز اون لاين
    مالك معاذ أبو أديب-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لم يكن يطيقُ المستشفيات، لكنَّ قدره ورزقه ساقاه للتعامل مع صنفٍ آخر من الركّاب؛
    مرضى يحملون أدويتهم في أكفّهم، وفي دواخلهم يعتصرون الحزنَ والألم.

    في المبتدأ، كان يتقزّز منهم في صمتٍ متعبٍ.
    روائحُ الدواء، قطراتُ الدم على أربطة الشاش، نظراتُهم الشاردة، أنينُهم، وصمتُهم المشوبُ بالتوجّس والخوف أحيانًا...
    كلّ ذلك كان يُرهقه، ويُطيل عليه الطريق، ويُثقله.

    لكن الأيامَ كانت كفيلةً بترويض قلبه، وتغييره على نحوٍ مدهشٍ ومذهل.

    مريضٌ سبعينيٌّ قال له ذات يومٍ، بصوتٍ مبحوحٍ وابتسامةٍ باهتة:
    "على مهلك يا بُنيّ... جسدي تعب من العَجَلة."
    فأبطأ دون أن يدري أنه، في تلك اللحظة، كان يُهدّئ من قلبه هو.

    وأقبلت عليه ذات يومٍ امرأةٌ، لا تسعها الفرحة، بعد أن بشّرها الطبيبُ بشفائها التامّ من داء السرطان، عقب صبرٍ طويل.
    هنّأها، وفي سرّه وبّخ نفسه على إخفاقه في امتحان الصبر.

    وصبيّةٌ خرجت لتوّها من المستشفى بعد رحلةِ علاجٍ مضنية؛
    كانت الابتسامةُ لا تفارق محيّاها، وعيناها تحملان رغبةً جامحةً في الحياة، لا حدَّ لها.
    تجاذب معها أطراف الحديث، فأحيت في نفسه آمالًا موؤودةً، وطموحاتٍ مقبورة.

    توالت الرحلات، وأصبحت روتينًا محبّبًا، وعلاقاتٍ أصيلةً، وصداقاتٍ دافئة.
    صار يشتري الماءَ للمرافقين، ويحنو على المرضى، ويسندُ أجسادَهم الواهنة برفقٍ لم يألفه من قبل.

    وذات صباحٍ، حين تلقّى رسالةً في هاتفه من إحدى المريضات السابقات، تنضح حروفُها بالثناء والوفاء،
    شعر أن العالم، رغم قسوته، ما زال يتذكّر الوجوهَ الطيّبة.

    تأمّل شاشةَ هاتفه طويلًا، وبينما كان الضوءُ يتلاشى في عينيه، أحسَّ بسكونٍ ودفءٍ يسري في دواخله كماءٍ ينساب في أرضٍ عطشى.
    ثمّ أدار المحرّك، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ عريضة،
    كأنها تقول:

    من يدري...
    ربّما كنتُ أنا المريض،
    وكلُّ تلك الرحلات... طريقُ شفائي.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de