مضغة اللسان لوحدها سوف تُدْخِل أكْثرنا نار جهنم كتبه عبدالعزيز وداعة الله عبدالله

12:02 PM October, 06 2025

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

حَدّد الاسلام المسلم الحقيقي بقول رسولنا الكريم(المسلم مَن سَلِم المسلمين مِن لسانه و يده) فاللسان لوحده - دعك من الاعمال الاجرامية باليد- إذا ساء قادك الى جهنم مهما كانت صلاتك و صيامك و صدقاتك و غيرها و ذلك ما بيّنه الحديث الشريف عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قيل للنبي صلي الله عليه و سلم: يا رسول الله, إنَّ فلانة تقوم الليل و تصوم النهار و تفعل و تصدق, و تؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: (لا خير فيها, هي مِن أهل النار.) قالوا: فلانة تصلي المكتوبة و تصدَّق بأثوار, و لا تؤذي احدا؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: (هي مِن اهل الجنة).. و الاثوار هي القطع من اللبن المجفف, و في حديث عنْ مُعاذُ بنُ جبلٍ رضِيَ اللهُ عَنه: انّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم و قد أَخذَ بِلِسَانِهِ قالَ: كُفَّ علَيْكَ هَذَا. قُلْتُ: يَا رسُولَ اللَّهِ وإنَّا لمُؤَاخَذون بمَا نَتَكلَّمُ بِهِ؟ فقَال: ثَكِلتْكَ أُمُّكَ، وهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وَجُوهِهِم إلاَّ حصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟.) أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد .
و في الآية112 من سورة النساء(و من يكسب خطيئة او اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا و اثما مبينا), و في الآية58 من سورة الاحزاب(و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و اثما عظيما) و المراد بالأذى الافعال و الاقوال القبيحة . و اخرج ابن ابي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: (يُلْقَي الجرب على اهل النار فيحكّون حتي تبدو العظام, فيقولون: ربنا بم أصابنا هذا؟ فيقال: بأذاكم المسلمين), و عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انّ رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: (سِباب المسلم فسوق و قتْله كُفْر)رواه البخاري و النسائي و غيرهما, و قيل: انّ السِباب اشد مِن السب ذلك أنّ السباب ذِكْر الرجل بما فيه و بما ليس فيه, و الفسوق الخروج عن طاعة الله و رسوله و هو اشد مِن العصيان, و الكفر تأويل بِشُؤمه.
أَكُلنا جاهلٌ بخطورة قتل النفس و التحريض عليه؟ أنجهل ما رُوِي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال, قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: (لزوال الدنيا اهون على الله من قتل رجل مسلم) رواه النسائي و الترمذي و ابن ماجه و في رواية للبراء بن عازب. و قول رسولنا الكريم صلي الله عليه و سلم في حجة الوداع: (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) رواه مسلم , و الآية93 من سورة النساء[وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا]و الآية32 من سورة المائدة[مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا]
و مِن المؤسف أنّ هذه الحرب قد جعلتْ كثيراً ممن كنّا نظن فيهم خيراً و حُسْناً في إسلامهم ينْفثون كَمَّاً مِن فاحش القول و ساقطه و كأني بهم قد نسوا مبادئ الاسلام السمحاء( ليس المؤمن بطعان و لا لعان و لا فاحش و لا بذيء), بل انَّ قادة ممن ابتلانا بهم القدر تطاولت ألسنتهم بفاحش القول, و أمّا التحريض على القتل و استخدام المفردات الضاربة في السوقية و اللا انسانية فهذا ما تعج به وسائل التواصل الاجتماعي . أمَا سمعوا بالحديث الشريف الذي رُوِي عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: (من أعان على قتل مؤمنٍ بِشَطْر كلمة لقي الله عز وجل مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله.) رواه ابن ماجه والبيهقي وأبو يعلى.
أحربٌ تتطاول بهذا المستوي! القاتل و المقتول فيها مسلمان سودانيان, و يوم القيامة يقول الحديث الشريف : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت نبيكم صلي الله عليه وسلم يقول: (يجيء القاتل والمقتول يوم القيامة متعلق برأس صاحبه -وفي لفظ: يجيء متعلقًا بالقاتل تشخب أوداجه دمًا- يقول: رب سَل هذا لم قتلني؟) وفي رواية: (فيقول قتلته على مُلك فلان) رواه أحمد، وابن ماجه، والنسائي.
و اخلص بالتذكير ببعض المبادئ الاسلامية: ما جاء في الحديث الشريف: مَنْ رأي منكم منكرا فليقومه بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و هذا اضعف الايمان) و هل مِن منكر ابشع مِن قتل النفس؟ فإن كان ليس في المقدور فعل شيء فعلي الاقل كُفّ اللسان عن التحريض( فليقل خيرا او ليصمت), و نتساءل: اين اختفتْ كل تلك المساجد بمآذنها و منابرها؟ إنّه صمتٌ مشين عما يجري من سفك دماء و تدمير و غيرها من نتائج قتال مسلم لأخيه المسلم. و ما ينبغي الاساءة للإسلام باختزاله في رفع المآذن بالنداء للصلاة و في صوم رمضان.