قال تعالى ....إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ...صدق الله العظيم
هذه الاية تنسف فكر مفهوم وقناعة عامة المتصوفة عن كرامة الاقطاب الاربعة ..الذين يحفظون ثبات السماء ...والاعجب ان هؤلا الاربع وكانهم مخلدين بفعلهم....وقد ولدوا وعاشوا بتواريخ قديمة
والتصوف بمفاهيم الذهد والتسامى عن شهوات النفس واطماعها فلسفة عظيمة ...
ولكنه من نواحى اخرى يمثل كوارث اعظم فى تغلب امر التسيير على التخيير...
وبالاعتقاد بمعجزات الاولياء على حديث غير منطقى وان ادعوا صحته بان الله يهب الصالحين قدرات انبياء بنى اسرائيل كاحياء الموتى كما يردد بعض الاتباع
وفى قراءة وتفسير خاطى وملغوم للحديث القدسى الذى ورد عن الرسول (ص): الذى قال فيه " قال الله تعالى: من عادى لي وليا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها
فمنطق الحديث مقرونا بالفهم الصحيح للقران والدين الاسلامى...بمعنى ان الله يعنى الولى بان حفظت حواسه من الخطيئة ونصرته للحق....ولايعنى سخرت له الدجل والشعوذه
وهنا يتبدى الفارق ان الكارثة معنية بالوعى والفكر الذى تحلل به النصوص فالفكر الكارثى ينتج كوارث لانه يرتبط بالمكاسب والاغراض السالبة ويفسر النصوص لما يخدمها وليس معانيها المرتجاة
وكثير ماورد من امثلة وضمن دجل كثير بكتاب طبقات ود ضيف الله وهو مايعتبر احد اهم كوارث بنيان الشخصية السودانية وتركيبتها النفسية وافق وعيها تجاه تحديات الحياة
وقد اصبحت الطرق فى اغلبها تجارة ومكاسب للاسترزاق لدى شيوخها تاريخيا وغرست درجات من التهاون كارثية وعدم الاجتهاد والاستسلام السلبى للفرد.
وحولت المجتمعات الى قطيع لسيده ورسخت ثقافة الوصاية للشيخ والغى ارادة الفرد الخاصه ووعيه تماما.
فاصبح التابع انسانا مغيبا بالكامل لاوجود له بافتقاد القرار فى كل مايتعلق بالحياة وحتى بمفاهيم الوجود والفناء والمصير..
ولعبت دورا سلبيا فى مقاومة الافكار المتقدمه خارج المالوف والتى بطبيعتها القادرة على احداث التطور والتقدم الى الامام.
مما جعل من مجتمعات التصوف امثلة للتخلف والجهل والعطالة المقنعة والتبعية ومقاومتها العلوم الحديثة وقابليتها الاستعباد والاسترقاق وافتقادها المقاومة الذاتية للاستعمار وانظمة الحكم الفاسدة والديكتاتوريات..عبر شراء ولاء زعامات المتصوفة بمكاسب دنيوية
واصبحت مراتعا للدجل والشعوذه ومايتبع ذلك من كوارث ثقافية واجتماعية
وهذا لايعنى اغفال بعض ادوارها التاريخية فى عصور سحيقة انها كانت الطريق الاوحد فى التعليم ومحو الامية وحفظ.القران وقبل ذلك نشر الاسلام بمناهج تلائم ثقافات الشعوب المختلفة ...
ولكن هذا لايعطيها صكوك براءة وغفران من كوارثها الاعظم ان لم تتطور باساليب اسهاماتها بالمجتمعات المحلية بما يساهم بتطور التعليم والمعرفة عبر اساليب وادوات حديثة ومناهج متطورة وسليمة تتناسب مع العصر .
وتحولها الى قوى منتجة مستفيدة من تجمعاتها وتعى تحدياته الحياة واساليب تجاوزها المعتمدة على العلم وتطوره وتساهم بسلامة البنيان النفسى عبر عقيدة سليمة غير معنية بالخرافات والمعجزات الموهومة لافراد وان صلحت اعمالهم...لتكون طريقا للبناء وللاعمار والتقدم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة