موسم صيد الرقيق فصل من رواية كتبه أحمد الملك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-20-2025, 04:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2025, 12:28 PM

أحمد الملك
<aأحمد الملك
تاريخ التسجيل: 11-09-2014
مجموع المشاركات: 339

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موسم صيد الرقيق فصل من رواية كتبه أحمد الملك

    12:28 PM September, 19 2025

    سودانيز اون لاين
    أحمد الملك-هولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر






    رأى بادي شقيقه ابراهيم في ضوء مصباح الزيت الباهت، تحيط به ظلال الأجساد التي يعكسها ضوء المصباح على جدران الغرفة، التي كانت تسبح في رائحة الموت وعبق رطوبة نهر النيل الذي تطل الغرفة الخانقة بنوافذها العالية عليه.
    كان وجهه هادئا ولم تبد عليه مظاهر الموت الذي لم يكن بالنسبة له حتى تلك اللحظة أكثر من حدث غامض، ارتبط في ذاكرته بعالم حكايات السحر والأساطير، التي سمعها في طفولته عن الموتى الذين يتجولون في القرية في أمسيات الشتاء، يبحثون عن الأشياء التي فقدوها في حياتهم الأولى ولم يتوفر لهم عندها الوقت أو الرغبة للبحث عنها، ويحاكون بأصواتهم الخشنة صوت رياح أمشير الباردة التي تتحول القرية خلالها الى مرجل من الغبار، رسخت في ذهنه صور غريبة للموتى، تتغير فيها سحناتهم ويكتسبون مظهر أشخاص تغطي رؤوسهم ذرّات الغبار، ويصدرون صوتا شبيها بصوت طائر الهدهد حين يحط فوق جدران البيوت ويصدح متنبئا بقرب هبوب العاصفة.
    شعر فقط في تلك اللحظة أنّ شقيقه الذي احتفظ بهدوء وجهه كأنه يغط في نوم عميق، لم يمت كما يقول الناس وكما يعلن عويل النساء والرجال في ذلك المساء الخانق الحرارة، الغارق في عبق رياحين النهر الذي بدأت مياهه تنحسر بعد موسم الفيضان. ذهب مع الناس التي تقاطرت من كل مكان في أرجاء المملكة الى المقبرة، كان عمه نائب الملك على رأس المشيعين.
    مات ابراهيم ولي العهد، تهامس بعض الناس في المقبرة، أنّ موت الأمير الشاب في غياب والده لم يكن صدفة قدرية. مجرد همسات ونظرات حائرة سرعان ما تبددت في زوبعة الغبار التي هبّت فجأة وأغرقت فضاء القرية في دوامة ترابية حملت معها عمائم الرجال الى الفضاء.
    في المساء كان بادي نائما في بيت أمه الملحق بالقصر، في جناح الرقيق، كان يوم العزاء الاول قد انقضى، تقاطر الناس من كل الجهات، حتى امتلأت كل باحات اشجار اللبخ الضخمة حول القصر الواقع على نهر النيل. ورغم ذلك كان الناس يقولون أن الكثير من الناس لم يحضروا لأداء واجب العزاء مفضلين الحضور بعد وصول الملك من رحلة الحج. يبدو أن نائب الملك كان يعوّل على الا يعود الملك المريض من رحلة الحج المضنية، لذلك تخلص من ولي العهد حتى لا تتبق اية عقبة أمام توليه العرش حين يموت الملك.
    مات بالحمى، كان هذا ما يقوله الحرس الملكي وعمّال القصر للمعزين حسب تعليمات نائب الملك، قضى الأمير ثلاثة أيام محتضرا من الحمى، ذهب رسول على حصان قطع الصحاري وعبر بجانب قرى بعيدة منسية في عمق الصحراء، وجزر صغيرة تبدو مثل مراكب شراعية تائهة في عمق النيل، تزحف التماسيح في قيلولة شواطئها الغارقة في نبات ورد النيل، لاستقدام طبيب اشتهر بسبب نجاحه في علاج عدد من المرضى بعد أن يئس ذويهم من إمكان علاجهم، لكن الطبيب حين وصل كان الأمير قد أسلم الروح. مات بالحمى كان عمّال القصر يعلنون ذلك بدون مناسبة ربما لنفي الشائعة القوية أنّ الأمير الشاب مات مسموما.
    كان بادي نائما يرى شقيقه وقد استعاد حياته وهما يستعدان للخروج لصيد السمك في نهر النيل. أيقظته والدته: يجب أن تهرب الآن، ستكون انت التالي! هل نسيت أنّ والدك وعد بالاعتراف بك حين عودته وانك ستكون نائبا لإبراهيم؟ سيقتلك عمّك قبل وصول والدك! يجب ان تهرب ولا تعود الا حين تسمع بعودة والدك.
    استيقظ بادي فزعا: والى اين أهرب؟
    خذ أحد خيول والدك، ألم يُعلّمك ابراهيم ركوب الخيل؟ انطلق جنوبا، يمكنك ان تجد عملا في مزارع القطن وقصب السكر، او في احد الاسواق البعيدة. ابن خالتك نوري يعمل في الخرطوم يمكنه مساعدتك!
    ماذا يفعل نوري في الخرطوم؟
    لا اعرف يقولون انه يعمل جنديا في جيش الاتراك.
    ولماذا ذهب الى الخرطوم؟
    لم يذهب، جاء الاتراك يطلبون الضرائب، كنت أنت مسافرا مع إبراهيم في رحلة صيد، مباشرة بعد سفر الملك الى الحج، طلب نائب الملك من الاتراك العودة بعد عودة الملك من الحج لكنهم رفضوا وطلبوا منه أن يدفع لهم والا سيستولون على كل شيء، ويأخذون جميع من في القصر رقيقا، لم يستطع نائبه العثور على المال والذهب الذي يقال أنّ الملك وضعه أمانة عند شخص غير معروف، أعطاهم نائب الملك بعض المحاصيل، ذرة وتمر وأكمل لهم الباقي من رقيق الملك!
    ولماذا كذبتم عليّ حين سألت عن نوري بعد عودتي من رحلة الصيد، قلت لي انه سافر ليبحث عن الذهب في جبال فازوغلي!
    كيف سيسافر وسيده الملك غير موجود؟ لقد خفنا أن تغضب حين تعلم أنّ نائب الملك سلّمه الى الاتراك!
    سمعت إبراهيم يقول انّ الملك ترك أموال الضريبة جاهزة لتسليمها للأتراك قبل سفره!
    قالت الام: يقال أنّ جنود الملك جمعوا الضريبة من المزارعين وتم وضعها في المخازن، وتسلّم نائب الملك مفتاح المخزن قبل سفر الملك لكنه تصرف في جزء من المخزون، يقال أنه صرف المال في شراء الخمور وشراء امرأة حبشية بالغة الجمال تجيد الغناء والرقص، أشتراها من جنود الاتراك بما يساوي وزنها ذهبا! ويقال انه يخفيها في بيته ويمنعها من الخروج حتى لا يراها الناس ويخبرون الملك بأخبار تبذيره وليالي الرقص والمجون في بيته!
    وهل صحيح أنّ جمعة وخير السيد والبلال ذهبوا شمالا لحصاد التمر في مزارع الملك؟ أم أنهم بيعوا أيضا للأتراك؟
    أعطاهم نائب الملك للأتراك!
    شعر بادي بحزن مضاعف، مات إبراهيم، شقيقه وصديقه، وباع نائب الملك نوري ابن خالته وصديقه، وباع أصدقائه جمعة وخير السيد والبلّال، لم يعد له هنا في الساب من صديق او قريب سوى أمه. مع نوري وجمعة وخير السيد والبلّال عاش طفولته قبل أن يأخذه الملك ليعيش مع الأمير إبراهيم، كانوا يقضون معظم وقتهم في نهر النيل، علّمهم سليمان العجوز أحد نوتية مراكب الملك التي تنقل التمر وبقية المحاصيل الزراعية من مزارع الملك في الجزر النائية، علّمهم السباحة، استطاع بادي وهو لما يزل صبيا صغيرا عبور النهر الى الضفة الأخرى، فيما بعد قام بادي بتعليم شقيقه إبراهيم السباحة. لم يكن إبراهيم من هواة السباحة، كان يحب الصيد ويحب الصحراء، تعلّم بادي منه كيفية الصيد بواسطة السهام، وكيفية عمل مخبأ بجانب عيون الماء في الصحراء، يقوم من داخله بصيد الغزلان باستخدام القوس، وتعلّم منه أفضل الأوقات التي يرد فيها الصيد دائما عيون الماء.
    أخبره إبراهيم في رحلتهما الأخيرة: وعدني الملك ببندقية بعد عودته من الحج! سيكون ذلك شيئا رائعا، ربما لن نحتاج لنصنع مخبأ ونختبئ طوال ساعات انتظارا للصيد، يكفي أن نراقبه من على البعد ونطلق النار على أفضل غزال وسط المجموعة!
    قالت أمه: لا تضيع الوقت، لن يتركك، إما سيقتلك أو يقوم ببيعك أنت أيضا قبل عودة الملك. خذ أحد خيول الملك وأهرب الان! ولا تعد الا حين تسمع بعودة الملك.
    حين أعبر في القرى سيقولون هذا العبد سرق حصان سيده!
    لست عبدا لأحد أنت ابن الملك والناس جميعا يعلمون ذلك.
    لكن الملك لم يتزوجك؟ أنت تعيشين في جناح الرقيق!
    دعني في جناح الرقيق، المهم ان تذهب انت الى القصر! أعلن الملك انه سيعترف بك، ماذا تنتظر؟ هل تنتظر حتى يسقيك نائبه بقية السم الذي شربه إبراهيم.
    وماذا أقول للزلال؟ سوف أترك الساب وأسافر بعيدا! كنا سنتزوج بعد حصاد التمر؟
    وهل هذا وقت زواج؟ أخوك الذي يحميك مات، ووالدك مسافر لا أحد يعلم إن كان سيعود أم لا، ونائب الملك هو عدوك الان، هل تفكر في الزواج وجثة شقيقك لم تبرد بعد في قبره؟
    كان المؤذن ينادي لصلاة العشاء وبدأ مئات المعزين في التجمع في المسيد، استعدادا لأداء الصلاة ، حين انطلق بادي على حصانه بعيدا عن القرية. كان لا يزال شابا صغيرا لكنه كان يقود الحصان وكأنه يفعل ذلك منذ عشرات السنين.
    لم يلاحظ أحد في البداية غياب بادي، أمر نائب الملك بعد صلاة العشاء بإحضار عدد من الخراف من زرائب الملك وذبحها لإطعام الضيوف وجبة العشاء. لم يكن هناك أحد من عمال القصر جاهزا للقيام بالعمل في تلك الساعة فأمر نائب الملك بإحضار بادي لكن أحدا لم يعثر له على أثر.
    لم يهتم نائب الملك في البداية ولم يفكر في إحتمال أن يكون بادي هرب بحثا عن النجاة من مصير ولي العهد، قال: لابد انه استغل انشغال الناس بالمأتم و ذهب لشراب الخمر في أحد بيوت الشراب!
    إنقضت أيام المأتم ولم يظهر بادي، حسب أوامر نائب الملك قام الجنود بالبحث في كل مكان، بحثوا في الاسواق البعيدة على تخوم المملكة حيث تزدهر تجارة الرقيق وتجارة البغاء، وحيث رأى أحد الرحّالة الأجانب فتاة اثيوبية بالغة الجمال تباع بوزنها ذهبا، وحيث الذكريات تتحول ايضا الى رماد مثل كل شئ بسبب القيظ على حافة هذه الصحراء، التي لا يعرف لها أحد حدودا أو نهاية، الصحراء التي عبر فيها قبل سنوات مثل إعصار استوائي، جنود محمد بك الدفتردار صهر إسماعيل باشا الذي قتله الملك نمر، وحولوا كل شيء في طريقهم الى هشيم، الناس، الحيوانات، الأطفال، وكل من نجا من المذبحة حتى لو كان ملكا أرسلوه رقيقا الى الآستانة.
    بحثوا عنه في بيوت الشراب، في الجزر المنسية في عمق النهر العجوز، حيث تعبق الحياة برائحة النهر ورائحة شجر الصفصاف ونوّار السنط في ساعات قيلولة موسم الحصاد، حيث يجوب جنود الملك الارجاء لجمع الضرائب ومطاردة فلول المماليك الباحثين عن مجد في هذه الصحراء الشاسعة بعيدا عن عيون الباشا محمد علي الكبير.
    نسي نائب الملك أن بادي هو ابن الملك كما سمع من شقيقه الملك، وأعلن: سرق العبد أحد الخيول الملكية وهرب!
    لم يكن بادي في حاجة حتى لاعتراف من والده، كان صورة طبق الاصل منه، نفس النظرة الحزينة في العيون، نفس الأنف الضخم، نفس الوجه النحيل، نفس اللون القمحي، نفس طريقة المشي.
    هدّد والدته ببيعها لتجّار الرقيق إن لم تخبره أين ذهب ابنها، لكن المرأة لزمت الصمت مدعية عدم معرفتها وأنكرت حتى رؤيته من قبل وفاة ولي العهد! قالت كان بادي في الفترة الأخيرة يلازم ولي العهد في كل وقت، وحتى إن جاء ليبق معها قليلا كان ولي العهد يرسل من يبحث عنه، حتى في الليل لم يكن يعود للنوم بجانبها بل يخلد للنوم بجانب الأمير إبراهيم!
    شعر نائب الملك بالخوف للمرة الأولى كأنه فهم من كلام والدة بادي، أنّه طبيعي أن يصبح بادي وليا للعهد في مكان أخيه، ما دامت العلاقة كانت بتلك القوة مع والده وأخيه لدرجة أن يلازم ولي العهد طوال اليوم، ولا يخرج ولي العهد الى أية مكان دون ان يكون بادي في رفقته. بل أن أحدهم أسرّ لنائب الملك أنّ ولي العهد وبادي خطبا قبل فترة شقيقتين من إحدى الجزر القريبة، وأنّ ولي العهد هو الذي أصرّ أن يخطب بادي شقيقة خطيبته، بسبب حبه الشديد لبادي!
    شعر نائب الملك بالخوف! طوال سنوات كان نائبا لشقيقه الملك ولا يعرف شيئا عما يدور في المملكة. كان مشغولا بشراب الخمور حتى انه لم يستعد الوعي الا حين علم أنّ الملك ينوي السفر لأداء الحج وأنه سيحل مكان أخيه لحين عودته، أول ما خطر بباله حين استعاد وعيه، أن معظم كبار السن لا يعودون في العادة من رحلة الحج الطويلة الشاقة. وانه يجب تهيئة الجو ليرث العرش الذي لم يكن هناك من عقبة للوصول اليه سوى ولي العهد الذي سيصبح ملكا حسب التقاليد ان حدث مكروه للملك.
    انتبه نائب الملك للعقبة الجديدة التي تهدد حلمه، قرّر أولا الا يعتمد على رجال الملك. استدعى أصدقاء الانس، جاءوا من كل مكان تفرقوا اليه بعد انشغال نائب الملك عنهم، من القرى المُهملة في زوايا المملكة البعيدة ومن الجزر المنسية، حيث لا عزاء في حمى احتضار القيظ، بجانب الانتحار اليومي بالخمور المحلية العالية التركيز، سوى أصوات نغمات حزينة يعزفها أحد الصبية على آلة الطنبور، وصدى صوت المنادي العابر بحماره في القرى ُمعلنا اسماء الموتى الجدد، الذين حصدهم ملك الموت الذي يكثر من تواجده في فصل الصيف الطويل.
    اقترح احد الندماء الذين كوّنوا بسرعة مجلسا استشاريا ثلاثيا لنائب الملك: يجب أن تتخلص من بادي! يجب أن ترسل الجنود في أثره بسرعة، قبل أن يبتعد ولا تعثر عليه مرة أخرى!
    قال نائب الملك: لا يمكنني ارسال الجنود لقتله! لو عاد الملك سيعرف بذلك! يجب أن يكون هناك شخص آخر!
    أعلن بابكر، احد ندماء نائب الملك: هناك حل آخر، يوجد عدد من العسكر الغرباء، بقايا حملة الدفتردار وبقايا المماليك يهيمون على وجوههم وينهبون القرى، معظمهم يخشون العودة من حيث أتوا خوفا من انتقام الباشا، يملكون سلاحا، يمكننا استئجار أحدهم بالمال، يحبون الذهب! أرسلهم الباشا لجمع الذهب والمشاركة في حملات اصطياد الرقيق هرب بعضهم على أمل ان يعملوا لحسابهم الخاص، لكن معظمهم انتهوا في بيوت الشراب ومطاردة البغايا في اسواق الرقيق.
    تطوع بابكر حين لمس قبولا لاقتراحه من نائب الملك: يمكنني إحضار أحدهم
    في الصباح مثل الرجل أمام نائب الملك، كان يعمل حدّادا يصنع المناجل والمعاول التي تستخدم في الزراعة، ويصنع أواني الطبخ وأباريق الماء التي تستخدم للوضوء من الصفيح، جاء مع الجيش الغازي قبل سنوات وكان يعمل مساعدا لرجل يصنع الذخيرة للجيش، تعلّم من الرجل صناعة اشياء كثيرة. مات الرجل في معركة كورتي، حارب الحدّاد قليلا ثم هرب بعد المجزرة التي نفذها الجيش التركي بعد مقتل اسماعيل باشا على يد المك نمر، كان هلال قد شارك في تلك المجزرة التي راح ضحيتها عشرات الالاف من الرجال والنساء والاطفال، حتى الأشجار لحقت بضحايا المجزرة، حتى الحمير والحيوانات لم تنج من القتل والحرق.
    كان قد سمع عن الذهب في جبال بني شنقول، وصل الى هناك بعد رحلة شاقة. قضى عدة أشهر يغربل فتات الصخور التي يعثر عليها في قاع النهر، عثر على ذرات قليلة من المعدن تكفي فقط لرحلة عودته الى الشمال حيث ترك معدات الحدادة، كان ينوي البقاء لفترة أطول علّ الحظ يحالفه في العثور على كتلة ذهب تعوّض عذاب شهور طويلة، لكنه اضطر للهروب بعد انتشار حمى غامضة في المنطقة، مات على اثرها العديد من السكان المحليين. فكّر في العودة للعمل مع الجيش التركي الذي شنّ في اثناء بحثه عن الذهب عدة غارات على المنطقة بحثا عن الرقيق، كان السكان يحتمون في الجبال القريبة ومن يبق في القرية كان يتعرض للأسر ويباع في أسواق الرقيق أو يتم تجنيده.
    سيعطيك نائب الملك كيسا من الذهب، قال بابكر: سرق أحد العبيد أحد خيول الملك ولاذ بالفرار، حكمت عليه المحكمة هنا بالموت، نريد تنفيذ الحكم واستعادة الحصان، عليك قتله واسترداد الحصان! اسمه بادي انه شاب صغير، تستطيع معرفته من الحصان، لكن يجب أن تسأل عنه بحرص، سيهرب ان عرف ان هناك من يتتبعه، وقد يقوم ببيع الحصان ليخفي أية اثر يدل عليه، ربما يحاول البحث عن عمل في الأسواق أو المزارع ليعول نفسه.
    تسلّم القاتل المأجور حصانا، سأله نائب الملك، ما اسمك وماذا تعمل؟
    إسمي هلال، كنت جنديا في جيش إسماعيل باشا، الان أعمل حدادا ، قضيت فترة في جبال بني شنقول أبحث عن الذهب.
    هل لديك بندقية؟
    نعم، ربما لن أحتاج اليها حتى لا تلفت الأنظار، سأستخدم خنجري في تنفيذ الأمر!
    وجد نائب الملك اقتراح الرجل عمليا، ضربة خنجر، سيظن الناس انها مشاجرة عادية ولن ينتبه لها احد، بينما طلق ناري يُمكن أن يلفت الانظار.
    لتحميل الرواية كاملة
    foulabook.com/ar/book/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85-%D8%B5%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%8A%D9%82-pdf























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de