Post: #1
Title: السودان بين مطرقة التدخل الخارجي وسندان الحرب: هل انتهى زمن الإملاءات؟ كتبه أدم أبكر عيسى
Author: ادم ابكر عيسي
Date: 09-14-2025, 09:47 PM
09:47 PM September, 14 2025 سودانيز اون لاين ادم ابكر عيسي-السودان مكتبتى رابط مختصر
صدى الوطن ..
في ظل سعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، السيد رمضان العامري، لطرح رؤية جديدة للحل السياسي وإنهاء حرب السودان، وما صاحب ذلك من جولات لقاءات مع القوى السياسية، وبيان الرباعية، وتأكيدات من الاتحاد الأفريقي و"إيقاد" حول جهودهم، تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في انتهاج سياسة "العصا" لترويض الموقف السوداني. هذا النهج يقابله موقف حكومي حاسم، بقيادة رئيس مجلس السيادة، الذي أكد مراراً على شروط التسوية السياسية والسلام المستدام: رؤية شاملة تحفظ كرامة الإنسان السوداني، وتصون سيادته، وتدحر التمرد، وتوقف تمويله من قبل "دولة الشر".
خلفيات التدخل الخارجي وأهدافه: لا يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، ومن معها من دول العالم، تسعى حقاً إلى انتصار القوات المسلحة السودانية. بل إن الأهداف تكمن في إحداث تسوية سياسية تضمن عودة نفوذ "حلقائها" إلى السلطة. وذلك من منطلق أن دحر التمرد أو إضعاف قواته يعني تقويض الموقف التفاوضي الأمريكي، وخسارة المكاسب التي تسعى واشنطن، عبر وكلائها، إلى تحقيقها. يضاف إلى ذلك، فإن أي ضعف لقوات الحكومة يعني خروج السيطرة الأمريكية من مناطق حيوية مثل "البحيرات العظمى" والبحر الأحمر والقرن الأفريقي، خاصة في ظل تنامي نفوذ الصين وروسيا وإيران في المنطقة، وتوجه الدولة السودانية نحو إيجاد بدائل لتصدير الذهب.
سيناريوهات التقسيم ومخططات التفتيت: تُشير المعطيات إلى وجود سيناريوهات جاهزة وقوالب مُعدة مسبقاً لتسوية سياسية تهدف إلى إنهاء الحرب. إلا أن هذه التسويات غالباً ما تعيد الأزمة إلى نقطة الصفر التي سبقت 25 أكتوبر 2022، وربما تخلق بؤرة نزاع جديدة، تمهيداً لتنفيذ خارطة طريق تهدف إلى تقسيم السودان إلى عدة دويلات. والمؤسف أن إحدى الدول المجاورة تدرك هذه الرؤية، وتسعى لتحقيق أمنها الخاص عبر هذا التقسيم.
الحسم العسكري ودبلوماسية القوة: إن الحكومة السودانية مطالبة بحسم التمرد بكل قوة وحزم. فالعالم لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يأبه كثيراً بالإنسانية أو انتهاكات حقوق الإنسان، بل يتعامل بمصالح اقتصادية وأمنية، ويحافظ على عملائه وحلفائه في المنطقة. إن أي ضعف أو دخول في مفاوضات دون منطق القوة سيؤدي حتماً إلى تغييرات في الجغرافيا السياسية للسودان مرة أخرى. لذا، لا بد من وضع استراتيجية محكمة للتعامل مع المعطيات الإقليمية والدولية، وتحرك دبلوماسي حثيث لكسب المزيد من الأصدقاء الداعمين للاستقرار ووحدة التراب السوداني.
|
|