جبريل إبراهيم مني أركو مناوي أردول والتوم هجو ليسوا ثوارا بل انتهازيون بامتياز أخطأوا في تقديرهم لمآلات الأحداث وظنوا أن التحالف مع بقايا النظام السابق بقيادة مجرم الحرب البرهان سيمنحهم وصولا سريعا إلى الثروة والسلطة فقرروا أن لا حاجة للسير في طريق الديمقراطية المحروس بالشفافية والمساءلة والشرعية لأنه لا يخدم طموحاتهم الشخصية فاختاروا الطريق الأقصر طريق التآمر والخيانة المحروس بالبندقية المأجورة ما ارتكبوه لم يكن مجرد خطأ تكتيكي بل سقوطا أخلاقيا مدويا ناتجا عن رؤية سياسية ضيقة وتجاهل تام للصالح العام لقد رأوا في الفترة الانتقالية فرصة للتقارب مع الكيزان القتلة الأشرار بدلا من التقارب مع قوى الثورة التي فجرت الحراك الشعبي وضحت من أجل بناء دولة مدنية عادلة اختاروا التحالف مع من قتلوا ونهبوا ودمروا بدلا من الاصطفاف مع من حلموا وناضلوا واستشهدوا لم تكن الثورة بالنسبة لهم بوابة للتحول الوطني بل ممرا خلفيا للعودة إلى حضن الإنقاذ عبر صفقات مشبوهة وتحالفات ملوثة بالدم والفساد جبريل إبراهيم الذي كان يرفع شعارات العدل والمساواة بعد أن ضمن موقعه في منظومة الفساد تحول إلى عدو لتلك الشعارات وتحول إلى لص ضمن المنظومة الطفيلية وفتح خزائن الدولة لنهب المال العام بلا حسيب أو رقيب تماما كما كان يفعل الكيزان في عهد الإنقاذ لا إصلاح لا شفافية بل إعادة إنتاج لنظام الإنقاذ بكل أدواته وشبكاته وجرائمه. مني أركو مناوي باع شعارات تحرير السودان وتحالف مع ذات القوى الطفيلية التي دمرت السودان الذي يدعي تحريره. أما أردول فقد حول قطاع التعدين إلى بوابة للتمكين والفساد يوزع الامتيازات على الحلفاء ويتلاعب بأموال المسؤولية المجتمعية ويغطي على نهب الموارد بينما يتحدث بلغة الثورة وهو يمارس نقيضها التوم هجو من جانبه إنتقل من شعارات الحوار إلى تبرير الإنقلاب ومن الحديث عن الديمقراطية إلى الدفاع عن سلطة الأمر الواقع أصبح جزءا من ماكينة التبرير السياسي يشرعن الانقلاب ويهاجم الثورة ويقف في صف من دمروا السودان، هؤلاء الذين أوردت أسماءهم على سبيل المثال لا الحصر تخلوا عن مشروع الدولة المدنية وانغمسوا في آلية الاستبداد لا يؤمنون بالشرعية الشعبية بل بالصفقات السرية ولا يخدمون الوطن بل يخدمون مصالحهم الضيقة. خطأهم الأكبر كان إفتراضهم أن الشعب السوداني سينسى وأن المجتمع الدولي سيغض الطرف وأن الثورة يمكن شراؤها بالألقاب والامتيازات لكنهم أساءوا فهم عمق التطلعات الديمقراطية في السودان لم يدركوا أن هذه اللحظة تتطلب وضوحا أخلاقيا لا مناورة سياسية. الشعب السوداني كشف حقيقتهم والمجتمع الدولي بدأ بتصنيف الأطراف وفقا لدورها في تأجيج الصراع العقوبات الأمريكية على جبريل إبراهيم ومليشيا البراء ليست سوى البداية والقادم سيطال كل من خان الثورة واصطف مع مشروع الحرب والدمار، من اختار المال على المبادئي والسلطة على الشرعية سيجد نفسه خارج التاريخ أما السودان فهو ماض نحو الدولة المدنية دولة العدالة والمساءلة دولة لا مكان فيها للكيزان ولا لمن تواطأ معهم، هؤلاء ليسوا قادة بل أدوات في مشروع الخراب لذلك تآمروا على الثورة وعلى الثوار والثائرات وأشعلوا نار الخراب في السودان ثم احترقوا بها لا مستقبل لهم في أي دولة مدنية لأنهم سكبوا ما في أيديهم من ماء المبادئ من أجل سراب السلطة من يراهن على الخيانة والتآمر لا يبني وطنا بل يهدمه الدول لا تنهض بالصفقات بل بالصدق والنزاهة ونكران الذات أما من اختار طريق الانتهازية فقد اختار أن يطرد من التاريخ ويحذف من ذاكرة الوطن لقد آن أوان الوضوح لا مكان للمجاملات السياسية ولا للحياد في معركة المصير السودان اليوم لا يواجه أزمة حكومة بل يواجه منظومة مافيوية تسعى لإعادة إنتاج نظام الإنقاذ المجرم عبر أدوات جديدة ووجوه قديمة من يتواطأ مع هذه المنظومة أو يبرر وجودها هو جزء من مشروع الخراب. *الدولة المدنية قادمة شاء من شاء وأبى من أبى.* ما يفعله الكيزان في السودان هي فرفرة مذبوح ليس إلا.
مقال الغد نحلل فيه بيان الحركة الإسلامية حول الرباعية ونكشف كيف تحول خطابهم إلى وثيقة إدانة ذاتية تكشف عداءهم للدولة المدنية وتحالفهم مع مشروع الخراب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة