أتابع بقلق شديد ما يجري في أضابير الشأن العام العالمي والمحلي السوداني ولا سيما ميلاد الحكومة المزعومة المسماه ب«التأسيس» في نيالا البحير حاضرة ولاية جنوب دارفور وتطورات الحصار المضروب على الفاشر من قبل قوات الدعم السريع الذي إمتد لأكثر من عام ونصف والمواطنين الأبرياء عانوا معاناة لم تشهدها المنطقة من قبل حتى في سنين الجفاف العجاف ولا زالت شلالات الدم تسيل في تحدي متعمد من الدعم السريع بالتوغل لإجتياح المدينة والقضاء عليها وبمن فيها.
الملاحظ إجتياح سافر بالأسلحة الفتاكة لمعسكر زمزم معسكر معتمد من الأمم المتحدة لضحايا الجنجويد مسبقا" وتبديلها لثكنة عسكرية للدعم السريع والكولمبيين بعد الحرق والسحل والتفريغ ليموت الأطفال والعجزة بالعطش والجوع وهجير الشمس ووعثاء الطريق إلى طويلة وأخرى.
لم يتوقف الأمر في ذات الحد وما زالت الهجمات العشوائية من جانب والمتعمدة من إتجاه آخر تسقط فوق رؤوس الأبرياء فضلا" على إزهاق الأرواح البريئة،الإنتقام،التشفي السافر،التدمير الممنهج للمؤسسات المدنية من المسشفيات،المدارس، الأندية الرياضية واللعب والأعيان المدنية،مقرات المساجد،دور العبادة،الكليات الجامعية،مقاعد الدراسة،مكتبات المعرفة والفكر في مدينة الإستنارة والسماحة من كنوز الفن والثقافة والتاريخ والفلكلور الشعبي.
🔹مبادرات إنسانية
هناك مبادرات إنسانية لا تحصى ولا تعد قدمتها المنظمات الإنسانية،وكالات الأمم المتحدة المتخصصة كبرنامج الغذاء العالمي-«WFP»،مجموعة من العقلاء السودانيين بما فيهم أبناء دارفور المشهود لهم بالإستقلالية ورجاحة العقل ونشطاء العمل الإنساني دعوا لعمل هدنه إنسانية عاجلة لتسهيل فتح مسارات آمنه لدخول الغذاء والدواء وضروريات الحياة للمحاصرين ودعوات أخرى من مجلس الأمن الدولي أرفع هيئة بالأمم المتحدة مهتمة بقضيتي السلم و الأمن الدوليين مسنودة بالقرا«2736»،الإتحاد الأفريقي ومنظمات إقليمية ومحلية يصعب حصرها بغرض فك الحصار المفروض على الفاشر وحماية المدنيين لتسهيل دخول المنظمات الإنسانية لكن للأسف لم تجد تلك النداءات أذانا" صاغية وظل الدعم السريع يقصف الفاشر وإنسانها المكلوم بعنف ليل نهار وكأن الفردوس المفقود وجنة عدن تجريان من تحت بحيرة المثلث!
تجارب الشعوب أثبتت بما لا يدع مجالا" بوجود صراعات متواصلة بين بني البشر وقد تتطور تلك الصراعات لحد الموت والإقتتال ولكن مهما كانت الحرب وقساوتها لكن هناك أخلاق للحرب وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها منصوصة في شرائع السماء والأرض إذ لا يمكن بأي منطق تعريض حياة المدنيين الأبرياء للقتل المتعمد بإعمال الوحشية وممارسة إزدواجية المعايير بالتفنن في تعذيبهم والتلذذ بأهوال التعذيب وزيادة الملح على الجرح المؤلم أصلاً ويجب أن توضع حد لهذه الجرائم وأن لا تستمر هكذا.
🔹رسالة لعقلاء الدعم السريع
هذه رسالة ومناشدة إنسانية ذات مضامين توعوية لكل من ألقى السمع وهو شهيد من عقلاء الدعم السريع عليكم أن تعلموا أن عقلية الثأر لا تبني دولة والعنف لا يولد الإ عنفا" مضادا" لذلك يتوجب عليكم تخفيف معاناة الأبرياء وعدم جعلهم دروع بشرية أو مشروع لتصفية حسابات شخصية مع أيا" من أطراف الحرب.
▪️الفاشر ليست بجنة عدن أو الفردوس المفقود حتى تعرضوا حياة الأبرياء من النساء،اليتامى،الأرامل، الأطفال،كبار السن والمرضى من الذين لا ناقة ولا جمل لهم بالحرب حتى تستخدموا ضدهم هذه الترسانة من أحدث الأسلحة الفتاكة ويجب أن لا يكون العقاب جماعيا". ▪️يجب فك الحصار المضروب على الفاشر والتوقف الفوري عن قصف المدنيين. ▪️فتح مسارات آمنة للمنظمات الإنسانية لإغاثة الملهوفين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ▪️عدم تدوين المنشآت العامة والأبرياء. ▪️إتقوا الله في الأرواح التي تسفك بغير حق وعليكم بتحكيم العقل بتجنيب الفاشر وعموم السودان شر الحرب لأن الحرب لا خير فيها البتة والخاسر الأكبر هو المواطن البريء والرابح فيها هم وكلاء الحرب وتجارها لذا أعيدوا جرد حساباتكم اليوم قبل الغد. ▪️مبدأ قواعد الإشتباك في الحروب بيتم بمنازلة الخصم للخصم أو الند للند في ميادين القتال وعندها كل طرف يستبسل بما عنده من مهارات وتكتيكات قتالية وليس بالثأر وتفشي الأحقاد والإنتقام من الأبرياء وقتال المواطنين داخل المدن الآمنه المأهولة بالسكان. ▪️كفوا أيديكم عن إستهداف الأبرياء العزل. ▪️ أحترموا نداءات المجتمع الدولي وإستجيبوا للضمير الإنساني ولو لمرة في العمر بإبداء حسن النوايا من أجل فتح المسارات الآمنه لإعانة المحتاجين وضحايا الحرب. ▪️كل الحروب مصيرها تنتهي بالحوار في طاولة مفاوضات بين أطراف القتال وعندها سيذهب القادة لكراسيهم والجنود سوف لن يذكرهم التاريخ ولا أحد يواسيهم لذلك البندقية قد تكون العلاج الناجع في كل الحالات لذا إرجعوا البصر كرتين! ▪️ الدم السوداني غالي لنا جميعاً ويجب أن لا يسيل أكثر من هذا فأعقلوا يا أولي الأبصار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة