في خطابه الاول من نيالا ، أرسى رئيس وزراء السودان الجديد السيد محمد حسن التعايشي ملامح واضحة ومباشرة لمستقبل الدولة، واضعًا النقاط على الحروف في ما يخص *السيادة الوطنية، **الموارد الطبيعية، والموقف من الإرهاب، ومحاربة الفساد* . كان خطابًا لا يكتفي بالشعارات، بل يترجم بصدق نصوص *ميثاق ودستور التأسيس* إلى برنامج عمل سياسي وقانوني متكامل.
### رسم الحدود بوضوح قانوني
لأول مرة منذ عقود، يخرج صوت رسمي على هذا القدر من الشجاعة ليحدد *الحدود السودانية من حلايب وشلاتين شرقًا إلى أم دافوق والطينة غربًا، مع التأكيد على نتوء أرقين كجزء لا يتجزأ من الأرض السودانية. هذه ليست حدودًا «تخمينية»، بل **حدود موثقة بالقانون الدولي* وراسخة في وعي الشعب السوداني. إنها رسالة إلى الداخل والخارج معًا: أن السودان الجديد يملك بوصلة واضحة تجاه أراضيه.
### لا وصاية ولا مساومات
جاء الرد صريحًا لمصر وغيرها من القوى الإقليمية: السودان الجديد *لن يخضع لوصاية أجهزة المخابرات أو حفلات العشاء المصورة*. القرار سوداني، والإرادة سودانية، والشرعية تستمد من الشعب لا من الخارج. هذه النقطة تضع حدًا لمحاولات استغلال ضعف الدولة أو تقسيم إرادتها.
### الموارد ملك للشعوب السودانية
أكد رئيس الوزراء أن *الموارد الزراعية، الغابية، الحيوانية والسمكية، إلى جانب **الثروات الباطنية* مثل البترول والذهب والمعادن النادرة، هي ملك للشعوب السودانية وحدها. هذا الموقف يفتح الباب أمام اقتصاد جديد يقوم على *السيادة على الموارد* لا على نهبها، وعلى استثمارها لصالح المواطنين في كل بقاع السودان لا لمصالح ضيقة أو أجندات خارجية.
### دستور التأسيس: لا مكان للإرهاب
الخطاب لم يترك مجالاً للالتباس: وفق *ميثاق ودستور التأسيس، السودان الجديد لا يتسع للإرهاب أو الجماعات المتطرفة. الدولة ستقوم على قوانين حديثة تحمي الشعوب السودانية وتضمن أمنها وسلمها الأهلي. إنها نقلة نوعية من دولة الفوضى إلى **دولة القانون*.
### سودان فوق أنقاض ٥٦
الأهم من كل ذلك أن الخطاب أعلن القطيعة مع دولة ١٩٥٦ التي أثبتت فشلها، ليبشر بقيام *سودان التأسيس*: دولة العدل والمواطنة والحرية. دولة تُبنى بإرادة شعبها، لا على أنقاضه.
إنها *بداية شجاعة وواضحة* لرئيس وزراء السودان الجديد. بداية تعلن أن السودان لن يعود إلى الوراء، وأن الميثاق والدستور ليسا أوراقًا للزينة، بل أساسًا تبنى عليه دولة تليق بالشعوب السودانية.
### ختامًا
إن روح التأسيس تفرض علينا – نحن المسؤولين – أن نكون خُدّامًا للشعب السوداني لا حكّامًا عليه. فالمسؤولية هنا ليست سلطة فوقية، بل تكليف لخدمة الإنسان السوداني وكرامته وحقوقه، وضمان أن تكون الدولة في خدمة مواطنيها لا العكس.
وفي هذا الإطار، وضع رئيس الوزراء أربع ركائز أساسية:
• محاربة الفساد: ليس شعارًا وإنما التزام دستوري وميثاقي. لا مكان للفاسدين في السودان الجديد، ولا حماية لمراكز النفوذ القديمة. ستُبنى الدولة على المحاسبة الشفافة والعدالة الصارمة.
• مكافحة الإرهاب والتطرف: وفق دستور وميثاق التأسيس، السودان الجديد لا يتسع للإرهاب أو الجماعات التي تهدد السلم الأهلي. سيادة القانون هي الضامن لوحدة البلاد وحماية مواطنيها.
• أولوية الصحة والتعليم: أعلن رئيس الوزراء بوضوح أن الخدمات الأساسية تأتي في مقدمة أولويات الحكومة. فالتعليم والصحة ليسا منّة من الدولة، بل حق أصيل للمواطن وشرط لبناء سودان حديث مزدهر.
• رعاية الموارد المتاحة للشعوب السودانية: من الأراضي الزراعية والغابات والموارد المائية والسمكية، إلى البترول والمعادن النفيسة، ستُدار كل هذه الثروات لمصلحة الشعوب السودانية، بعيدًا عن النهب والفساد، وبما يضمن التنمية المستدامة وعدالة التوزيع.
بهذا، يرسم رئيس الوزراء ملامح مشروعٍ وطني قائم على السيادة، العدالة، الخدمة العامة، وحماية الموارد، ليعلو السودان الجديد فوق أنقاض الماضي، ويستعيد مكانته كدولة تصنع الأمل لمواطنيها.
كسرةً
### محمد حسن التعايشي: من مقاعد الطلاب إلى رئاسة الوزراء
ليس من قبيل المصادفة أن يقف اليوم محمد حسن التعايشي رئيسًا لوزراء السودان الجديد. فقد عرفه السودانيون منذ بواكير شبابه مناضلًا جسورًا في العمل الطلابي، حيث شكّل صوته جزءًا من الحراك الوطني ضد الديكتاتورية.
وفي ثورة ديسمبر المجيدة كان حاضرًا بصلابته في الساحات، نصيرًا للحرية والتغيير، وداعمًا لمطلب الشعب في دولة مدنية ديمقراطية. ثم تقلّد موقعه كعضو في مجلس السيادة الانتقالي، قبل أن ينقلب عليه البرهان وجماعته، في مشهد أعاد إنتاج ديكتاتورية الكيزان.
واليوم، في مرحلة التأسيس، يواصل التعايشي المسيرة بصفته قائدًا وطنيًا يضع بصمته في صياغة الميثاق والدستور، مؤكدًا أن رئاسته للحكومة ليست سلطة بل مسؤولية لخدمة الشعب وبناء دولة العدل والمواطنة.
د. أحمد التيجاني سيد أحمد عضو موسس في تحالف تأسيس ١ سبتمبر ٢٠٢٥ – روما، إيطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
احمد التيجاني سيد احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست