عندما يُجرّ القائد كالطفل.. الحلو يُعلن ولاءه لعصا الجنجويد!! كتبه عبدالغني بريش فيوف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-15-2025, 08:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-31-2025, 11:18 PM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 594

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندما يُجرّ القائد كالطفل.. الحلو يُعلن ولاءه لعصا الجنجويد!! كتبه عبدالغني بريش فيوف

    11:18 PM August, 31 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالغني بريش فيوف -USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    شاهدتُ المقطع، مرارا وتكرارا، ولم أكن أصدق عيناي التي شهدت من الأهوال ما يكفيها في هذا الوطن المنكوب، لكن هذه المرة، لم يكن الأمر متعلقا ببراميل متفجرة، ولا بطلقات طائشة، ولا بأصوات صواريخ تمزق سكون الليل، بل بمشهد لا يقل فتكا، فتكا بالروح والمعنى والكرامة، مشهد يبدو للوهلة الأولى مجرد لقطة عابرة في زحام الحياة السياسية السودانية المريضة، لكنها، كانت لقطة تفضح المستور، وتُعرّي العورات، وتُسدل الستار على فصول مسرحية هزيلة اسمها النضال والثورة والعدالة.
    المشهد كما رأه كثيرين من المتابعين، أو على الأقل كما تناقلته الألسن واقتحمته شاشات الهواتف دون استئذان، هو، سوق نيالا، حيث ضجيج، زحام، أجساد تتدافع، وعيون تترقب.
    وفي قلب هذا الكرنفال الغرائبي، يظهر الرجل القوي الجديد، الذي يأتيه الأمر من اللاشيء، ويغزو به الكل، محمد حمدان دقلو، المعروف بحميرتي، زعيم ميليشيا الجنجويد، وقد أقسم للتو يمينا دستوريا مزعوما، كرئيس لمجلس رئاسي الأكثر زعما، فهذا وحده مشهد كاف لتسطير مئات المقالات عن مدى الانحدار الذي وصل إليه الحال في بلادنا، ولكن الكارثة لم تكتمل إلا بظهور الضيف الشرفي في هذا العرض السيركي، الضيف الذي كان يُفترض به أن يكون زعيما من طراز آخر، رمزا لنضال آخر، وتجسيدا لقضية أخرى تماما.
    لقد كان عبد العزيز آدم الحلو، رئيس أكبر حركة مسلحة في السودان، قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، يقف هناك، أو بالأحرى، كان يُسحب هناك.
    لم يكن مشيه طوعا، لم تكن خطواته واثقة، بل كان يُقاد، تُقاد يديه، تُشدّ ذراعه، كما يُقاد طفل صغير تاه في زحام السوق، يمسك به والده أو وصيّه خشية أن يضيع، ولكن هنا، كان السياق مختلفا، فالقائد الذي كان يُفترض به أن يقود مسيرة شعب بأكمله نحو الحرية والعدالة، كان هو نفسه يُقاد، يُجرّ كالطفل الصغير، أمام الآلاف من الكاميرات، أمام ملايين الأعين في كل بقاع الأرض، من قبل رجل يمثل كل ما كان يُفترض أن يناضل الحلو وحركته ضده.
    إن المشهد ليس مجرد لقطة عابرة يمكن تجاوزها بابتسامة صفراء أو بتهكمة عابرة، إنه يمثل لحظة فارقة، نقطة اللاعودة في مسيرة نضالية طويلة ومعقدة.
    لقد كان كالصدمة الكهربائية التي تكشف عن شلل تام في الأطراف، وتوقف كامل لوظائف حيوية كنا نعتقد أنها لا تزال تعمل، ولو بضعف، إذ كيف لقائد الحركة الشعبية والجيش الشعبي، الذي طالما رفع رايات المظلومية والتهميش، وحمل على عاتقه قضايا الهامش، أن يجد نفسه في هذا الموقف المُهين؟
    هل فقد البوصلة، هل أخطأ الطريق، أم أنه قد وجد في سوق النخاسة السياسي بضاعة أثمن من مبادئ الحركة ودماء مناضليها وأحلام قواعدها؟
    لقد كان هذا الفيديو القصير، بطول بضع ثوان فقط، أكثر بلاغة من خطابات دامت ساعات، وأوضح من بيانات ملأت الصفحات، وأقوى من حجج استمرت لسنوات.
    لقد أعلن بوضوح لا لبس فيه أن القضية قد بيعت، وأن العدالة قد ضُحّي بها على مذبح المصالح الضيقة، وأن النضال قد تحول إلى مجرد بضاعة فاسدة تُعرض في سوق دقلو، حيث لا مكان للمبادئ إلا كأوراق توت تُستخدم لستر عورات الصفقات المشبوهة.
    ليست نيالا مجرد سوق للسلع والبضائع، بل هي رمز لمسرح سياسي تتكشف فيه أسوأ فصول العبث والتآمر، لقد تحولت ساحاتها إلى ما يشبه سوق النخاسة السياسي بامتياز، حيث تُعرض فيه القضايا العادلة للمساومة، وحيث تُباع المبادئ والقيم والأحلام بأبخس الأثمان.
    الحلو، الذي كان يُفترض به أن يكون حامي حمى هذه القيم، أصبح، في هذا المشهد المأساوي، مجرد سلعة أخرى في هذا السوق، أو بالأحرى، أصبح جزءا من طاقم السمسرة نفسه.
    كيف يمكن لقائد حركة تحمل اسم الشعبية، وتنتسب لجيش يُفترض به أن يكون للشعب، أن يسمح لنفسه بأن يُجرّ بهذه الطريقة من قبل زعيم ميليشيا، حتى الآن، تُصنف على أنها العدو الأول، ورمز القمع والتنكيل في دارفور وكردفان والنيل الأبيض والخرطوم والجزيرة؟
    هل تبخرت كل تلك الشعارات عن المساواة والعدالة والدولة المدنية وحكم القانون، هل ذابت في جيب حميدتي الخلفي، أم أنها أُلقيت في أقرب سلة مهملات فور وصول الوفد الكريم إلى القصر الجمهوري المزعوم في نيالا؟
    إن هذا المشهد لا يمكن تفسيره إلا على أنه تعبير بليغ عن استسلام كامل، وتنازل عن أي بقايا كرامة سياسية، وتحول جذري في بوصلة الحركة الشعبية.
    لم يعد هناك شعب يُناضل من أجله، بل أصبح هناك شخص يتبع شخصا آخر، في مشهد سريالي يذكرنا بالعبودية الطوعية التي تحدث عنها جان جاك روسو، حيث يصبح المرء عبدا لسيد يختار هو طواعيته، لا قسرا، لكن هنا، لا يتعلق الأمر بشخص واحد، بل بمسار حركة بأكملها، بتاريخها، وبقواعدها التي لا تزال تتألم من ويلات الحرب، وتتطلع إلى فجر سلام حقيقي، لا إلى فجر دقلاوي.
    كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان، والجيش الشعبي، تُعتبران في أذهان الكثيرين، الحصن الأخير للمظلومين في السودان، الصوت الذي لا يخفت في وجه الظلم، والقوة التي لا تُقهر في سبيل الحق.
    لقد كان شعار السلاح من أجل الحق هو الذي دفع آلاف الشباب والشابات لحمل البندقية، وتقديم أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيق السودان الجديد، الذي كان حلما يراودهم، سودان المواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للسلطة والثروة.
    ولكن ما الذي نشهده اليوم، هو جيشا شعبيا يُجَرّ قائده، وحركة شعبية تُباع مبادئها في وضح النهار دون خجل.
    هل هذا هو السودان الجديد الذي حلم به جون قرنق دي مابور ورفاقه، هل هو هذا النصر الذي سالت لأجله دماء آلاف المناضلين؟
    هل هو هذا التغيير الجذري الذي وعدت به قيادة الحلو قواعدها، أم أنه مجرد نسخة محسنة من ذات النظام القديم، ولكن بوجوه جديدة، وبشعارات ملونة تخفي ذات الأيديولوجية القمعية؟
    إن ما حدث لا يمثل خيانة عادية، بل خيانة لجيل بأكمله، خيانة لتضحياته، لآماله، لأحلامه، لقد تحول السلاح الذي كان يُفترض به أن يكون أداة للتحرير، إلى عصا يتوكأ عليها زعيم ميليشيا لجر قائد حركة إلى مائدة الغنيمة السياسية.
    أين ذهبت تلك الوعود بالدفاع عن حقوق المهمشين، عن سكان النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور، هل أصبحت مجرد حبر على ورق، أو ضجيج في الإعلام، بينما الحقيقة تتجلى في قبضة يد تُرغم قائدا على السير في الاتجاه الذي يحدده له زعيم الميليشيا؟
    السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، والذي لا يجد إجابة مقنعة، هو: كيف لقائد بحجم عبد العزيز الحلو، الذي يُفترض به أن يكون رمزا لصمود وكرامة شعب، أن يسمح لنفسه بالوقوع في هذا الموقف المُهين؟
    هل فقد إحساسه بقيمته الذاتية كقائد، هل تلاشت منه الرؤية الاستراتيجية التي تُفترض في أي زعيم، أم أن اليأس قد تسرب إلى روحه، فأصبح مستعدا للقبول بأي شيء، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن كل ما ناضل من أجله؟
    إن القائد ليس مجرد شخص يتخذ القرارات، بل هو رمز، هو تجسيد لقضية، هو بوصلة توجه مسار حركة بأكملها، وعندما يهتز الرمز، وتفقد البوصلة اتجاهها، فإن الحركة كلها تُصاب بالتشوش، وتُفقد الثقة بين القائد وقواعده.
    إن ما فعله الحلو ليس مجرد خطأ تقديري، بل هو إهانة مُتعمدة لكل من آمن به، لكل من وضع ثقته فيه، لكل من حمل السلاح أو رفع الصوت استجابة لندائه.
    كيف يمكن لأي جندي في الجيش الشعبي، بعد رؤية قائده يُجرّ كالطفل، أن يثق في قرارات هذا القائد، كيف يمكن لأي ناشط في الحركة الشعبية أن يصدق شعارات التحرير والعدالة التي يرددها الحلو، بينما هو نفسه، في المشهد المتداول، لم يكن حرا، بل كان مسيرا؟
    إن هذه اللقطة لم تكن مجرد إهانة شخصية للحلو، بل كانت إهانة جماعية لكل من ينتمي للحركة الشعبية، ولكل من آمن بقضيتها، لقد أعلنت هذه اللقطة نهاية الأسطورة إن وجدت، وبداية الحقيقة المرة.
    إذا كان هذا هو المشهد الذي يمثل الانتصار أو التحالف أو التوافق في عقل الحلو، فإن المستقبل يبدو مظلما للغاية.
    حركة تبيع مبادئها، وجيش يُهان قائده، وشعب يُترك لمواجهة مصيره وحيدا، هذه ليست مقومات الدولة ولا العدالة ولا السلام، بل هي مقومات المزيد من الفوضى، والمزيد من الحروب، والمزيد من الخراب.
    إن هذا المشهد ينذر بأن الحركة الشعبية، بقيادة الحلو، قد تحولت إلى مجرد ذراع أخرى لميليشيا الجنجويد، أو بالأحرى، إلى قدم تُجرّ بها الميليشيا إلى حيث تشاء.
    لقد فقدت استقلاليتها، وفقدت بوصلتها الأخلاقية، وأصبحت مجرد أداة في يد من كان يُفترض أن يكون عدوها اللدود، وهذا، بحد ذاته، هو الانتصار الأعظم للجنجويد، الذي لم يكتفِ بإخضاع المدن والقرى، بل امتد نفوذه ليخضع القضايا والحركات والزعامات.
    إن ما جرى في نيالا، وتحديدا في ذلك المشهد المأساوي، هو رسالة واضحة لكل من لا يزال يتمسك بأي بصيص أمل في الحلو أو في حركته، فالرسالة تقول: لقد انتهى الأمر، لقد تحطمت الأوهام على صخرة الواقع المُهين، لم يعد هناك قضية تُباع، بل أصبحت القضية نفسها جزءا من البيع.
    في الختام، لا يملك المرء إلا أن يرفع قبعته، ليس احتراما، بل تهكما، على هذا المشهد العظيم، الذي رسمته أيادي القدر، وأخرجه القائد المليشياوي ببراعة، ومثّل فيه القائد الثوري دوره باجتهاد مُخز.
    لقد كانت لقطة واحدة كافية لكشف كل المستور، وتعرية كل الادعاءات، وإسدال الستار على مسرحية النضال الزائفة.
    فإذا كان القائد يُجرّ كالطفل، فماذا يبقى للشعب من أمل، وماذا تبقى للقضية من كرامة؟
    الإجابة، للأسف، باتت واضحة للعيان، وهي لا شيء، لا شيء سوى الحسرة، والمزيد من الأسئلة التي لن تجد إجابة إلا في ضمائر من لا يزالون يمتلكونها.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de