الجيش السوداني.. 71 عاماً من المجد والتحديات كتبه د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-13-2025, 12:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2025, 01:57 PM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 389

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجيش السوداني.. 71 عاماً من المجد والتحديات كتبه د. ياسر محجوب الحسين

    01:57 PM August, 18 2025

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة




    يحتفل الجيش السوداني هذا العام بمرور واحد وسبعين عاماً على ميلاده الرسمي، منذ أن رُفعت راية «سودنة الجيش» في 14 أغسطس 1955 بحفل تاريخي حضره الحاكم العام البريطاني نوك هِلم، وقلّد خلاله الجنرال البريطاني سكونث السيف إلى الفريق أحمد محمد كأول قائد سوداني للجيش، بحضور إسماعيل الأزهري رئيس الوزراء آنذاك. كان ذلك إيذاناً بدخول السودان مرحلة جديدة من بسط السيادة الوطنية، لتتزامن لحظة التأسيس مع أولى تحديات التمرد في توريت بجنوب السودان بعد أربعة أيام فقط، وكأن القدر كتب على هذا الجيش أن يولد في قلب المعركة.

    لم يكن الجيش السوداني وليد منتصف القرن العشرين فحسب، بل له جذور ضاربة في عمق التاريخ. فمنذ عهد مملكة كوش التي ازدهرت في وادي النيل بين عامي 2500 قبل الميلاد و350 ميلادياً، عرف المقاتل السوداني بصلابته وشجاعته. وفي عصرها الذهبي خلال مملكة نبتة ومروي برز الملك ترهاقا (690 – 664 ق.م) قائداً عظيماً أسس لإرث عسكري امتد نفوذه حتى وادي النيل الشمالي. وفي العصور الحديثة أسهم السودانيون في جيوش محمد علي باشا، وخاضوا حروب الثورة المهدية ضد الغزو الأجنبي، ثم قاوموا الاستعمار البريطاني حتى تحقق الاستقلال. وفي كل هذه المحطات ظل المقاتل السوداني يُعرف بقدرته على الصمود وتحمله للمشاق، وهو إرث يفسر سرّ تميزه في ساحات القتال حتى اليوم.

    رغم التحديات الاقتصادية والسياسية، يحافظ الجيش السوداني على موقع متقدم في التصنيفات الإقليمية. فبحسب موقع Global Firepower لعام 2025، يأتي الجيش السوداني ضمن أكبر عشرة جيوش إفريقية من حيث القوة العددية والقدرة القتالية، ويُصنَّف ثالث جيش في القارة اكتفاءً ذاتياً من ناحية التسليح، بفضل منظومة الصناعات الدفاعية التي تأسست مع مطلع الألفية خلال عهد نظام الرئيس السابق عمر البشير. ويكتسب هذا التميز وزناً مضاعفاً إذا ما قورن بمساحة البلاد المترامية (أكثر من 1.8 مليون كم²) وعدد سكان يزيد قليلا عن 40 مليون نسمة، مما يجعل عبء حماية الحدود الشاسعة مهمة جسيمة تتطلب شجاعة وكفاءة عالية.

    لم ينحصر دور الجيش السوداني في حماية تراب الوطن، بل انفتح على محيطه الإقليمي والدولي. فقد شارك في مهمات حفظ السلام تحت مظلة الأمم المتحدة في الكونغو وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، كما ساهم في عمليات عربية في لبنان والكويت واليمن، إضافة إلى أدواره تحت لواء الاتحاد الإفريقي في الصومال وغيرها. هذه المشاركات أكسبت الجندي السوداني سمعة رفيعة بصفته مقاتلا منضبطاً وملتزماً بمهام حفظ الأمن.

    اليوم يخوض هذا الجيش واحدة من أعقد معاركه منذ الاستقلال، ضد مليشيا الدعم السريع التي باغتته في أبريل 2023 بعدما كانت جزءاً من منظومة الدولة. ورغم عنصر المفاجأة وما وفرته لها بعض الأطراف من دعم إقليمي، استطاع الجيش أن يستعيد زمام المبادرة وينتقل إلى مرحلة الهجوم والعمليات النوعية، مطهراً الخرطوم وولايات عدة من جيوب التمرد، ودافعاً بالمليشيا إلى الاحتماء بأطراف دارفور. وقد أظهر الشعب السوداني وقوفه إلى جانب جيشه عبر "النفير والفزعة" دفاعاً عن الأعراض والممتلكات، في مشهد يعيد للأذهان وحدة الصف الوطني في أحلك الظروف.

    لقد بات واضحاً أن بوصلة العمليات العسكرية تتجه نحو دارفور، حيث يضيّق الجيش الخناق على المليشيا في معاقلها. ويعتمد السودانيون على عزيمة جنودهم لفك الحصار عن مدينة الفاشر، عاصمة الإقليم، التي ترمز لصمود المدنيين في وجه الحصار والتجويع. ويثق المراقبون أن استعادة دارفور تمثل نقطة تحول كبرى في مسار الحرب، ليس فقط عسكرياً، بل سياسياً واجتماعياً، إذ ستسقط أوهام إعادة إنتاج المليشيا كفاعل سياسي أو عسكري.

    لا يخوض الجيش معركته في فراغ، بل وسط بحر متلاطم من الضغوط والوساطات المشبوهة. فبينما تواصل بعض القوى الدولية تصوير الصراع على أنه "نزاع بين طرفين"، يتغاضى الخطاب نفسه عن جرائم مليشيا الدعم السريع الموثقة في الإبادة والتطهير العرقي والاغتصاب. كما تكشف محاولات أميركية، عن مساعٍ لتعطيل انتصارات الجيش ومنح المليشيا فرصة لإعادة التموضع. ومع ذلك، أثبتت التجارب أن الجيش السوداني قادر على الصمود سنوات، اعتماداً على قدراته الذاتية وتماسكه الداخلي.

    ينظر السودانيون إلى جيشهم ليس فقط كحامي الأرض والعرض، بل أيضاً كضامن لمرحلة انتقالية جديدة بعد انجلاء المعركة. وتجارب الفترات الانتقالية السابقة (1964 و1985) تؤكد إمكانية قيام جيش وطني مستقل بدور الحامي للمسار المدني، شرط أن تقوده شخصيات مستقلة غير حزبية، حتى لا يتكرر خطأ ما بعد 2019 حين تم إشراك قوى سياسية متنازعة أفضت إلى الفوضى الحالية.

    في عيده الـ71، يقف الجيش السوداني شامخاً على خط النار، جامعاً بين تاريخ ضارب في الجذور منذ عهد كوش وترهاقا، وحاضر يكتب بالدم في مواجهة المليشيات، ومستقبل يلوح في الأفق كحارس لوحدة البلاد واستقرارها. ومع أن الطريق لا يزال طويلاً وشاقاً، فإن صلابة الجندي السوداني، الذي خبرته ميادين التاريخ من النيل إلى دارفور، تظل هي الرهان الأكبر على بقاء الدولة السودانية عصية على التمزيق.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de