ثم أمتلأت مكاتب وفناء النيابة العامة بالمحامين النشطاء أصحاب الإرتباطات السياسية بالأحزاب والمجموعات السياسية
وبدأ واضحاً لكل صاحب بصيرة أن شوائب كثيرة وأوساخ صارت تعلق بثوب العدالة وإستقلال المهنة وتحول هؤلاء الضيوف الغرباء إلي سادة في (بيت النيابة العامة) يدخلون ويخرجون أمام أصحاب الدار (بقوة عين) كأنهم أصحاب حق فيها
دخلوا من باب السياسة ولم يدخلوا من باب أعمال تتعلق بمهنتهم
والغريب في الأمر أن الذين كانوا في مدخل الخدمة داخل المؤسسة تحولوا فجأة إلي قيادات فيها وتم تهميش قيادات النيابة ورؤساء النيابات الذين لزموا الصمت والسكوت على تلك الظواهر الغريبة التي بدأت تطال هذه المؤسسة الخطيرة
والسبب أن جهات ما خارجية كانت (تدعم) في الخفاء والعلن فريق من هؤلاء حتى يحكموا قبضتهم بالكامل على المؤسسة وهذا ما تم بالفعل
والأعجب تدخل هؤلاء المحامون في قرارات النيابة والاتصال ببعض وكلاء النيابة والتدخل في مجريات التحري في الدعاوي الجنائية دون حياء ودون أن يكون لهم حق قانوني في ذلك وأختلط الحابل بالنابل في هذه المؤسسة الخطيرة
وكان ذلك كله يحدث والدولة على حافة الإنهيار الكبير والحرب الشاملة تدق على الباب والكل يسعى لتحقيق أكبر مكسب في ظل تلك الفوضى العارمة
وكان ذلك سبب جوهري في شل الأداء العام في الحلقات القادمة سأشرح كيف حدث ذلك ؟
ملاحظه/ الكاتب كان عضوا في لجنة تحقيق مفقودي القياده العامه المشكلة بواسطة المدعى العام آنذاك/ عبد الله أحمد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة