(١) في الحديث الحواري مع صحيفة الأحداث حول معضلة الأحزاب و الممارسة السياسية في السودان؛ قلت في أكتوبر ٢٠٠٩ ما يلي (لا غبار على اي فكر يسعى لاسعاد الانسان الا ان الفشل مسؤولية تضامنية و اخفاق جماعي و تتحمل النخب الجزء الاكبر من ذاك الاخفاق المزمن. الاحزاب السياسية لا تذهب الي الجماهير الا في مواسم الانتخابات بغرض قطف اصوات الناخبين و هي المواسم نفسها قد يطول موعدها الي عقدين او اكثر بسبب انقلابات العسكر. لذا فان انعدام التواصل بين القواعد و النخب سهل على الشموليين خلق بيئات ترتكز على مفاهيم غير اخلاقية مما ادى الي ضمور الاحزاب و تشويه العملية السياسية باسرها – هذا عوضا عن المرجعية العشائرية لقادة الاحزاب و التنظيمات السياسية.ماذا نتوقع من احزاب معظم قياداتها من زعماء القبائل و الادارة الاهلية ؟ في تصوري ان اكبر عائق لاي مشروع وطني نهضوي طموح هو ما يسمى بالادارة الاهلية – و انا لا اتحدث بلسان من تعرض الي الظلم من قبل تلك الادارات المتحجرة بل بلسان احد ابناء الادارة الاهلية و اتفهم مرارات ابناء القبائل خارج منظمومة تلك البيوتات الحاضنة لنظم الاستبداد و الطائفية – يجب تغييب تلك الادارات بشكل تدريجي لانها البؤر التي تغذي مفاهيم القبلية و الجهوية).. انتهى الاقتباس..!
(٢) لسنا كأبناء الأنصار وحده فحسب ؛ إنما كأبناء من شاركوا في تأسيس حزب الأمة في فبراير ١٩٤٥م ؛ ننظر إلى حزب الاستقلال و الذي يعتبر أول حزب جماهيري سوداني خالص دون أي ارتباط إيديولوجي خارجي، و العنوان لمسيرة الكفاح و التحرر ضد الحكم العثماني التركي ؛ على أنه مرجعية وطنية رغم عدم تحمسنا للإنضمام إليه و ذلك لتباين بعض مواقفنا اليسارية ( و التي تقدس المساواة العملية بين أفراد المجتمع) مع بعض مواقف الحزب اليمينية القريبة أو الباعثة للاقطاعية ( من وجهة نظرنا المتواضعة) . مع ذلك لم نكن بعيدين عن يوميات الحزب وسط الحراك السياسي المضطرب بالبلاد منذ انقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩م ، مروراً بسقوط البشير ، و رحيل الامام الصادق المهدي (رحمة الله عليه) ، انتهاءاً بتزوير إرادة الحزب العريق من قبل الجنجويدي/ فضل الله برمة ناصر و من معه من سماسرة السوق الذين يتعاطون مع الكيان الوطني العملاق بعقلية الوساطة التجارية في سوق المصنوعات المتدنية الجودة و الرخيصة الثمن.
(٣) الأمة القومي كحزب جماهيري إسلامي وسطي متسامح يحق لأي منتسب أن يصل إلى أي موقع تنظيمي بالطرق المتعارف عليها دون أدنى اعتبار لإرثه الاجتماعي الأسري أو تاريخ انضمامه. على ذلك و لأكثر من العقدين تسلل بعض المتسلقين من السماسرة (الذين لا فكر و لا رصيد لهم غير البذاءة و التهور، وقودهم الغبن و سلاحهم التشفي المقيت ) الي أروقة الحزب و أجهزته التنفيذية مستغلين حالة التراخي التنظيمي التي أصابت جميع التنظيمات السياسية بالبلاد بسبب سياسات التضييق و الافقار و المصادرة من قبل نظام الإنقاذ.
لإفتقارهم لمؤهلات الريادة و القيادة؛ فإن جل من تسلقوا الحزب كانوا عبر نوافذ المصاهرة . من الجميل أن ينضم أصهار قيادات الحزب للتنظيم العريق لكن من المهم أن يدركوا الفرق بين كيان الاصهار و كيان الأنصار . و الأمر الآخر و الأكثر إلحاحاً؛ فإن مساهمة بعض أشباه التجار في تمويل بعض أنشطة الحزب في ظل عدم انتظام اشتراكات عضوية الحزب بسبب الكبت الذي عانت منه العملية السياسية خلال العقود الثلاث الماضية لا تمنحهم الحق في العبث بمسار الحزب و بمواقفه الوطنية الخالدة.
بدوافع أنصارية لا تتبدل ؛ أوجعنا إنضمام الأمير عبدالرحمن الصادق المهدي لحكومة الإنقاذ بقيادة المجرم المخلوع عمر البشير ، ذلك حتى إن لم يحمل وقتها أي صفة حزبية.
الا ان معركة الكرامة التي فرضت على أمتنا من قبل قوى الشر و للأسف بمعاونة أصحاب فكر رزق اليوم باليوم في السياسة من منتسبي الحزب أهدت فرصة للفريق عبدالرحمن الصادق المهدي للانحياز للشعب و الجيش السودانيين. و قد كان ..!! و لأن معركة الكرامة فاصل بين الوطنية المطلقة و الخيانة المخزية؛ فإن الجميع يترقب تحرك إمام الأنصار عبدالرحمن الصادق المهدي و من معه من الحكماء لإعادة الحزب الي مساره المستحق. ببساطة لأنه حزب أمة بأكملها و معقل الوسطية والاعتدال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة