الحركات المسلحة الموقعة على تأسيس و التأقلم مع متطلبات المرحلة بقلم المهندس أحمد نورين دينق

الحركات المسلحة الموقعة على تأسيس و التأقلم مع متطلبات المرحلة بقلم المهندس أحمد نورين دينق


08-06-2025, 02:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1754485348&rn=0


Post: #1
Title: الحركات المسلحة الموقعة على تأسيس و التأقلم مع متطلبات المرحلة بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 08-06-2025, 02:02 PM

02:02 PM August, 06 2025

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



مؤسسة الجيش السوداني على مدار تأريخه الممتد لم يعاني في يوم من الأيام من القيادات التي تهتم بصالح المواطن السوداني ؛ بيد أن حجم الفساد فيه لم يتح لهذه القيادات الصالحة أدنى فرصة لإجراء عمليات الإصلاح و تصحيح المسار طوال السنوات و العقود الماضية ، و أبرزهم المشير سوار الذهب ، خريج مدرسة خورطقت الثانوية ، الذي كان بإمكانه إرتياد غير المسار العسكري ، و لكنه كان يرى في خدمة المواطن عبر المؤسسة العسكرية أولوية ؛ و لكنه في الاخير ، غلبه حجم الفساد المالي والإداري و الأخلاقي في هذه المؤسسة و كون أن خدمة المواطن السوداني هو آخر أهداف هذه المؤسسة و ليس أوله ، فهو يتفنن في أساليب تأديبه و القضاء عليه من أول وهلة للإختلاف ، فآثر سيادة المشير الابتعاد عن المؤسسة تاركاً مهمة إصلاحها للشعب السوداني أو بالأدق الشعوب السودانية المسحوقة ، و قد برز بعده الفريق أول الزبير محمد صالح ، بنفس الرؤية ، القاضية بالوقوف مع صالح الشعوب السودانية أولاً قبل مصالح المؤسسة العسكرية تماماً كما تفعل القوات النظامية في بقية دول العالم الحرة ، فكان همه إرساء دعائم السلام في ربوع السودان الحبيب ، من شماله إلى جنوبه ، و عمل على ذلك طوال فترة وجوده في حكومة الإنقاذ الوطني ، و لكن عندما أحس الرفاق في المؤسسة العسكرية بخطورة تقارب الزبير محمد صالح مع الشعوب السودانية على حساب مصالح المؤسسة العسكرية العليا ، و خطورة إجتماع صدق الرجل و شجاعته ، مع رؤية د. قرنق بعد مرحلة توقيع إتفاقية السلام الشاملة ، فإن النتيجة ستكون ثورة ينسف كل المصالح الاستراتيجية التي راكمتها المؤسسة العسكرية طوال العقود الماضية و خاصة تلك المتعلقة بعلاقة المؤسسة العسكرية مع السلطة الحاكمة ، و كونها العمود الفقري للسلطة ، فتكوين هذه الثنائية سيشكل بلا شك ، معول إصلاح المؤسسة العسكرية من جذورها ، وهو خط أحمر لا يناقش لدى قيادات هذه المؤسسة ، فكان ما كان من شأن الزبير محمد صالح و صحبه د. قرنق .. عندما وجد السيد محمد حمدان دقلو وظيفة قذرة في مؤسسة الجيش السوداني ، قبل بها ، كونها أفضل الخيارات المتاحة أمامه في الحياة في السودان ، و ظل يعمل بها ، مع أنه يعلم أنها وظيفة قذرة ، لا تناسب قيمه في الحياة ، فهو سوط المؤسسة العسكرية التي يجلد بها الشعوب السودانية غير الخاضعة لسيادة الجيش السوداني ؛ و قد أظهر براعة و قدرة تنظيمية ، لا تتناسب بتاتاً ، بالمستوى التعليمي المتواضع الذي تلقاه في حياته ، و لذا كانت المؤسسة مرغمة على ترقيته بصورة كبيرة جدآ في كل مرة ينجز فيها أهداف المؤسسة العسكرية القذرة أيضاً ، حتى وصل من النفوذ إلي مرتبة كبار قيادات المؤسسة العسكرية في الحكومة القديمة في السودان ، و لكن عندما إطمأن السيد محمد حمدان دقلو إلى كونه أصبح من أصحاب النفوذ ، إختار أن يسخر هذا النفوذ و القوة لصالح الشعوب السودانية المسحوقة التي كان السوط التي تجلد بها في الأمس ؛ و قد أثبت ذلك في ثلاث وقائع : الاولى عندما إنحاز لصالح ثورة ديسمبر على حساب نظام البشير الذي صنعه ، و الثانية ، عندما إنحاز لصالح تسليم الحكم للجانب المدني بعد إنتهاء مدة حكم الجانب العسكري حسب المتفق عليه ، مما تسبب بالمواجهة العسكرية الحالية ، و الثالثة وهي الاهم عندما إنحاز لصالح إعادة هيكلة الجيش السوداني من نقطة الصفر حسب دستور تحالف تأسيس ، و لعل آخر دور قذر لعبه كسوط لجلد الشعوب السودانية المسحوقة هو فض إعتصام القيادة العامة ؛ و قد تعلم منه درسا مفاده أن البرهان يسير في نفس خطى سلفه البشير القاضي بالحفاظ على مصالح المؤسسة العسكرية الاستراتيجية على حساب مصالح الشعوب السودانية المسحوقة ، و لذا قرر الانحياز لصالح خيارات الشعوب السودانية المسحوقة التي جلدها زمنا طويلا ، فكان له ما أراد ، اليوم و قد تشكلت حكومة التأسيس ؛ فكل قيادات الحركات المسلحة الموقعة على ميثاق تأسيس مطالبة بتغيير جذري في خطاباتها تجاه هذه القوات لتوافق الأهداف و المرامي السياسية لميثاق تحالف تأسيس ، و التي تضع صالح الشعوب السودانية المسحوقة قبل أي شيء آخر ، و فيجب على هذه القوات نسيان الثأرات التي حدثت في معارك محاولة إسترجاع مدينة الفاشر ، فلا تقف هذه الثأرات حجر عثرة أمام جهود الإغاثة الإنسانية التي ينبغي أن تقودها حكومة التأسيس عبر واجهة المجتمعات المدنية ، فالانفس التي زهقت إذا كانت مهرها تحقيق أهداف ميثاق تحالف تأسيس ، فهي بالتأكيد لم تذهب هدراً ، فالأهداف السامية دوما مهرها دماء الرجال الغالية ، فينبغي للسيد محمد حمدان دقلو بالتحديد إخراج نفسيات قواته من ضيق الثأرات القديمة إلى أهداف ميثاق تأسيس العظيمة ، و كون تطبيق سياسات و مرامي القيادة السياسية في حكومة التأسيس هي الأولوية لكي تصبح هذه الحركات مستقبلاً جزء مهم من نواة الجيش السوداني المستقبلي بعد إعادة هيكلته ، فالتمرس على إطاعة القوانين قد بدأ الآن ببداية حكومة التأسيس ، فعلى منسوبي جميع الحركات المسلحة إظهار أكبر قد من الانضباط تجاه المواطنين و تجاه السياسات الحكومية ، هذا هو المطلوب إثباته رياضياً في الوقت الراهن .