قد يبدو الأمر غريبًا للبعض ، لكنه احتمال واقعي لا يجب استبعاده ، أن يتحقق (السلام الممنوع) في السودان على يد مني أركو مناوي .
فالرجل ، بحكم اتصالاته الواسعة والمتنوعة مع مختلف القوى والجبهات ، يملك كمًّا كبيرًا من (الداتا) والمعلومات الخطيرة التي قد تمكّنه من إحداث مفاجآت ليس للسودانيين فقط ، بل للعالم أجمع وربما لأميركا ذاتها .
ما يميز مناوي هو قدرته الفطرية على تبسيط القضايا المعقدة ، دون لفٍّ أو دوران ، وهو أمر نابع من نشأته الصحراوية التي صقلت شخصيته . فهو صادق ، وواضح ، و( فاضح ) إن لزم الأمر ، ولا يتردد في كشف الحقائق متى ما تعلّق الأمر بمصلحة البلد .
في ظل التعقيدات السياسية التي تحيط بقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان ، خصوصًا تلك التي نسجها الإسلاميون من حوله وأصبحت تقيده ، فإن مناوي يبدو أكثر تحررا وقدرةً على المناورة في وضح النهار ، وربما أقرب لتحقيق اختراق فعلي في ملف السلام ( المحرم بالاوهام ) .
مناوي هو الشخص الوحيد في السودان الذي يستطيع أن يتحدث عن السلام بالفم المليان دون أن يتهمه الإسلاميون بالكفر أو الخروج عن الملة . وضوح مناوي يتجلى في كونه كل شئ يضعه على (بلاطة) ، خالٍ من أي (شق أو طق) وبدون (كلام كتير) . والأهم من ذلك ، أنه يملك سلاحا غير تقليدي هو الاستعداد لكشف المستور أمام الملأ .
مناوي ، بخلاف كثير من السياسيين (المستهبلين) ، لا يُضيع وقته في التمثيل أو المناورات ، بل يحقق أهدافه ببساطة ودون عناء . إنه قادر على كسر حاجز ( العشق الممنوع ) في مشهد السودان السياسي الغريب والمحير ، بوضوح يستطيع أن يجبر الجميع ويورطهم على مواجهة الحقائق ويضعهم أمام النقطة الحرجة .
قد نجد أنفسنا ، ذات صباح ، أمام مشهد يتصدره مناوي وحده ، وقد أصبح محور التوافق الشعبي ، ومحط اهتمام ودهشة الرباعية ، والخماسية ، وحتى السداسية – بمن فيهم أميركا سيدة العالم والله المستعان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة