السياسة هي فن الممكن ؛ و تشكيل حكومة التأسيس يجب أن يصحبه تغيير في السياسات القائمة في الوقت الراهن ، و المبنية على الحصار للمناطق تحت سيطرة الدولة السودانية القديمة إذا جاز التعبير ، السودان يطمح عبر ميثاق التأسيس العبور نحو الحكم المدني الراشد ؛ و ذلك لن يتحقق إذا واصلت الحكومة الجديدة في نفس نسق سياسات التضييق و الخنق التي دأبت عليها حكومات السودان السابقة ، و عليه ، فالنخب المؤيدة للحكومة الجديدة مطالبة بإيجاد معادلات سياسية جديدة ، لمحاصرة الحكومة القديمة دون الإضرار بالمواطن السوداني المتواجد في مناطق سيطرتها .. و أقترح أن تتبنى منظمات المجتمع المدني المتواجدة في مناطق سيطرة الحكومة الجديدة هذا الأمر ؛ و أقصد بالتحديد أمر التواصل مع المجتمعات السودانية الأخرى المتواجدة في مناطق سيطرة الحكومة القديمة ، فيجب أن تسند حكومة التأسيس مهمة الإغاثة و التواصل الاجتماعي لهذه الفئة المهمة من المجتمع ، و البداية يمكن أن يكون بسحب الإرتكازات العسكرية في محيط مدينة الفاشر ، و تكليف منظمات المجتمع المدني في غرب دارفور و شرقها و جنوبها و وسطها ، بتجهيز القوافل الإنسانية و الطبية ، و كذلك تكليف منظمات المجتمع المدني في كردفان ، بتجهيز القوافل الإنسانية و الطبية لمدينة كادقلي ، و سحب الإرتكازات العسكرية القريبة منها ، هذه السياسة الداخلية ، يمكن أن تجلب الكثير و المثير للحكومة الجديدة ، و أن تجعل معظم همها بسط الأمن في المناطق تحت سيطرتها ، و تمكين المواطنين من الدخول في العملية الإنتاجية ، و الاستعداد عسكرياً لمقاومة المؤسسة العسكرية القائمة في الدولة السودانية القديمة إلى حين التوقيع على الوثيقة و الذي يعني إنتهاء الحرب ، و البدء في تنفيذ البنود الخاصة بهيكلة المؤسسة العسكرية في الحكومة الجديدة من نقطة الصفر ، أن الرفق بمواطن الهامش و المواطن السوداني على وجه العموم هي الوسيلة المثلى لتسويق وثيقة تأسيس لتصل لبيوت جميع المواطنيين السودانيين ، فعندما يكتشف المواطن السوداني في مناطق سيطرة الحكومة القديمة أنه مهم ، و أن حكومة التأسيس تريد توفير الراحة له تماماً مثل أخيه في مناطق سيطرة الحكومة الجديدة ، فإنه لا محالة واقع في حب هذه الوثيقة و أهلها ، فالرفق الرفق تكسبوا ود جميع السودانيين ، و دعوا الخشونة للدولة السودانية القديمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة