تذكير: لمن فاتتهم أجزاء سابقة من هذه السلسلة أُذكر بأن شخصياتها ثلاثة هم: (صاحبنا) وهو الضحية الذي وقع في فخ الإحتيال واستسهال هضم الحقوق الذي يمارسه بعض السودانيين، والشخصية الثانية هي (قريب صاحبنا) وهو شخص تربطه علاقة قُربى بالضحية، أما الشخصية الثالثة فهي (الكديس) وهو لقب أطلقه (قريب صاحبنا) على السوداني المُحتال.
توقفت في الجزء السابق من قصة (كديس رواندا) عند الضرر المضاعف الذي لحق بصاحبنا بسبب تزامن مشروع حاوية الإلكترونيات المستوردة من الصين مع مشروع آخر انطوى على احتيال كامل الدسم.
الذي حصل أنه أثناء ترتيب حاوية الصين وإرسال المال اللازم خاض قريب صاحبنا نقاشاً مع صاحبنا حول مشروع آخر، كان قد ناقشه مسبقاً مع الكديس، وأكد قريب صاحبنا أنه مربح ومضمون وله عائد شهري.
تمثل المشروع في الاستثمار مع الكديس في نقل مادة خام من تنزانيا لأحد المصانع في رواندا، وأكد قريب صاحبنا أنه مشروع مربح وكبير، وفرصة لا تعوض، مشيراً إلى أن لدى الكديس خمسين شاحنة مؤجرة لنقل المادة الخام، وأن أمامه طلب من المصنع لزيادة عدد الشاحنات.
. وأرسل قريب صاحبنا إلى قريبه عقدين: الأول موقع بين شركة الكديس القديمة والمصنع المعني، والثاني مع شركة الشاحنات المؤجرة.
قرأ صاحبنا العقود بعناية فوجدها محكمة الصياغة، لم تترك شاردة ولا واردة، وقال لقريبه أن العقود تبدو مُتقنة، وتتضمن ضمانات جيدة، وأن مخاطر المشروع شبه معدومة وسأله عن المطلوب.
وجاء الرد بأن المطلوب نحو ١٤٠ ألف دولار لإضافة خمس عشرة شاحنة، إلى المشروع القائم، وقد أُرسِلت إلى صاحبنا البيانات التي توضح كمية المادة التي تنقلها كل شاحنة شهرياً، إلى جانب المصاريف الكاملة، والعائد الذي يدفعه المصنع شهرياً مقابل الكمية التي تصله من المادة الخام.
وحين علق صاحبنا بأن الكشوفات، كحال العقود واضحة وتشمل كل التفاصيل، أكد قريب صاحبنا أن لدى الكديس مستشاراً قانونياً بارعاً ومحاسباً متمكناً، وأضاف أنه في حال دخول صاحبنا في المشروع، فستكون قسمة الأرباح على النحو التالي: ٧٠٪ لصاحبنا و٣٠٪ (لفريق رواندا)، أي الكديس وقريب صاحبنا بإعتبار أنهما سيتابعان المشروع معاً من مكتب الكديس في كيغالي.
لكن وبالرغم من اقتناع صاحبنا بالعقود التي أُرسِلت إليه، بدت له فكرة الاستثمار في هذا المشروع عصية بحكم إنفاقه الكبير في مشروع حاوية الصين، لكن قريبه بدا متحمساً للفكرة ونصح صاحبنا بأن يُكمل مبلغ ال ١٤٠ ألف دولار من أشقائه، لأن الفائدة الشهرية ستكون عالية ومفيدة للجميع.
فكر صاحبنا طويلاً وعاد وقرر استبعاد الفكرة، لكن قريبه كان يرى فيها منفعة للجميع. وفي النهاية ناقش صاحبنا الفكرة مع بعضِ من أشقائه وتمت الموافقة عليها. وفي الجزء القادم نتعرف على ما جرى بعد ذلك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة