من بورتسودان الي كادقلي، دولة تبيع المساعدات وتعتقل النساء: هل هذا وطن أم سوق نخاسة؟ كتبه خالد كودي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-02-2025, 12:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2025, 02:56 PM

خالد كودي
<aخالد كودي
تاريخ التسجيل: 01-01-2022
مجموع المشاركات: 115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من بورتسودان الي كادقلي، دولة تبيع المساعدات وتعتقل النساء: هل هذا وطن أم سوق نخاسة؟ كتبه خالد كودي

    02:56 PM July, 23 2025

    سودانيز اون لاين
    خالد كودي-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    25l7/2025

    السلطة والذل: ديناميكيات الاستجداء في علاقة الهامش بالدولة السودانية
    في بنية الدولة السودانية كما عرفناها منذ الاستقلال، لم يكن الهامش يومًا شريكًا متساويًا، بل ظل موقعه مرتبطًا ببنية هرمية قوامها الاستعلاء والعطاء المشروط، والسلطة المركزية التي تمنح الفتات لمن يتوسل. هذه العلاقة، التي تتلبس لبوس "الولاء مقابل العطاء"، هي ليست فقط غير أخلاقية، بل غير إنسانية، وتكرّس ديناميكيات استعمار داخلي تُعيد إنتاج نفس البنية التي خرجنا ضدها نظريًا ورمزيا في خطاب الاستقلال.

    الهامش في مواجهة الدولة: استجداء أم حقوق منتهَكة؟
    اللقاء الذي عقده رئيس الوزراء المعيّن في بورتسودان، د. كامل إدريس، مع وفد من جبال النوبة مؤخرا، هو مثال واضح على هذه العلاقة المريضة بين "المانح" و"المستجدي". فبدلًا من أن يكون اللقاء اعترافًا بحقوق سياسية وتنموية وتاريخية مهضومة، تحوّل إلى مسرحية استجداء تتوسل فيها النخب القادمة من الهامش إغاثات غذائية وصحية ووقودًا، أمام سلطة لا تملك شرعية قانونية ولا أخلاقية ولا حتى إنسانية.
    الخطورة هنا ليست فقط في أن حكومة الأمر الواقع تتجاهل حقيقة أن سكان جبال النوبة يعانون من تداعيات الحروب المفروضة عليهم والنزوح وسط ظروف إنسانية كارثية، بل في أنها تحتفي بهم فقط حين يقفون إلى جانبها في "حربهم وحرب ما اسموها حرب الكرامة" كما اسموها. وكأن الكرامة تُعطى فقط لمن يقاتل باسم المركز، لا لمن يطالب بلقمة عيش أو سقف يحمي أطفاله.

    ديناميكيات الإذلال السلطوي: حين تتحول الحقوق إلى منح مشروطة:
    تقوم العلاقة بين المركز والهامش في السودان على بنية هرمية مشوّهة، يحكمها منطق ما يسميه منظّرو السلطة بـ"اقتصاد الإذلال"، حيث تُجرَّد الحقوق الأساسية - كالغذاء، والصحة، والحماية - من طبيعتها كمكتسبات إنسانية واجبة، وتُعاد تعبئتها كمنح وهبات تُقدّم في مقابل الطاعة أو الولاء أو الصمت. في هذا السياق، لا يُعامل المواطن بوصفه فاعلًا كامل الحقوق، بل كمتسوّل في حضرة سلطة تَمنّ وتَشتَرط.
    هذه العلاقة المريضة تنتج ليس فقط الإهانة، بل إعادة إنتاج ممنهجة للذل والانكسار، حيث تُربط الخدمات بالولاءات السياسية والعسكرية. في كادقلي والدلنج، يتجلى هذا المنطق في أكثر صوره فظاعة: اعتقال أكثر من 150 امرأة نوباوية لأنهن طالبن بلقمة عيش لأطفالهن. أي اختلال هذا في منظومة الأخلاق والدولة، حين يصبح الجندي ابن المنطقة أداة بطش في يد سلطة تحتقر أهله؟ أية كرامة تبقى لجيش يعود مقاتلوه من الجبهة ليجدوا أمهاتهم في السجن، وبيوتهم قد جُرفت دون إنذار؟
    الأدهى أن هذه البنية تكرّر ميكانيزمات الاستعمار الكولونيالي، حين يُستخدم أبناء الشعوب المستعمَرة لقمع شعوبهم. فالدولة المركزية السودانية، كما كانت عبر عقود، لا تحمي الهامش، بل تُسلّحه لقمع ذاته، فتُنتج بذلك دورة دائمة من الانتهاك المُأسس باسم "النظام"، و"الوطن"، و... "الكرامة"

    من الخرطوم إلى كادقلي: تجريف الرموز وهدم البيوت:
    هذا النمط من الهيمنة لا يقتصر على جبال النوبة، بل يمتد إلى الضواحي المهمشة في الخرطوم ومدن الوسط والشمال. عمليات الإزالة التي طالت منازل البسطاء في الحاج يوسف، دار السلام، أمبدة، وسوبا، لم تكن فقط سياسات عمرانية عشوائية، بل سياسات تجريف رمزي للهامش، وتأكيد على أن لا مكان للهامش في قلب الدولة أو على أطرافها. فكما تُهدم القرى في الجبال بلا تعويض، تُجرف الأحياء في العاصمة بلا سابق إنذار، فقط لأن ساكنيها فقراء أو غير مرغوب فيهم طبقيا ودينيا واثنيا.

    مشروع السودان الجديد: قلب موازين القوة:
    في ظل هذه البنية السلطوية المتهالكة، لا يمكن الحديث عن تغيير حقيقي دون قلب علاقات القوة. وهذا هو جوهر مشروع "السودان الجديد" الذي تطرحه الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وتحالف تأسيس . هذا المشروع لا يقوم على فكرة استجداء الحقوق، بل على فكرة استعادتها بوصفها غير قابلة للتفاوض.
    السودان الجديد ليس مجرد رؤية، بل هو مشروع لتفكيك الهيراركية السلطوية، وإعادة تعريف العقد الاجتماعي على أساس المساواة الفعلية، لا الخطب الزائفة. وهو مشروع يتطلب، بالضرورة، تفكيك منطق المركز- الهامش، لا دمج الهامش في المركز، بل إعادة تأسيس الدولة انطلاقًا من الهامش نفسه.

    ضد الصمت: من أجل صوت جديد للهامش:
    الأسئلة التي تطرحها بنات كادقلي ونساؤها ليست طارئة: لماذا نجوع؟ لماذا نُهان؟ لماذا يُسجن نساؤنا؟ لماذا نصمت؟ لماذا نكون أداة لقمع أنفسنا؟ هذه الأسئلة هي في جوهرها أسئلة تحرر، تعري خطاب "الكرامة" المزيف الذي تسوّقه سلطة بورتسودان.
    لذلك، فإن الرد على هذه السلطة لا يجب أن يكون بوفود الطاعة، بل بتمرد الهامش على بنية الاستجداء كلها. أن تعود كادقلي والدلنج وسوبا والحاج يوسف وأطراف مدني إلى الواجهة كأصوات مقاومة لا كأجساد تُجلد، أن تتحول دموع نسائها إلى طوفان يُسقط كل هرم السلطة الذي بنته النخبة المركزية على جماجم الفقراء.

    ختاما:
    إن الصمت جريمة، والسكوت عن إذلال نساء الهامش خيانة. أما مشروع "تأسيس" والسودان الجديد، فهو فرصة لتجاوز كل هذا، لتأسيس دولة لا تُهين مواطنيها، لا تُجوع نساءها، ولا تحوّل الجنود إلى سياطٍ على ظهور أهلهم. إنها ليست معركة بين مليشيا وجيش، بل بين دولة العطايا ودولة الحقوق. بين الذل والكرامة. بين الماضي والمستقبل.

    فليكن السؤال الأخير: هل تريدون دولة تُباع فيها كرامة النوباويات مقابل وقود ومساعدات؟ أم دولة تضمن لهن الحياة، الكرامة، والمستقبل؟ والامر ينطبق علي كل امرأة سودانية بالتاكيد.

    النضال مستمر والنصر اكيد.

    (أدوات البحث والتحرير التقليدية والإليكترونية الحديثة استخدمت في هذه السلسلة من المقالات)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de