* قد تفكر الرباعية في الجمع بين مؤسسة الجيش السوداني و ميليشيا الجنجويد على أساس أنهما (طرفا نزاع).. و الأدهى من ذلك أن تفرض على البرهان لقاءاً بمحمد بن زايد، حول مائدة واحدة للتفاوض.. هذا هو العبث الأمريكي بعينه..
* ترامب يعبث، و لا يرى الأمر إلا من منظاره كأقوى رجل في العالم، و بين يديه قوة خشنة مدججة بأفتك ما في الدنيا من أسلحة مدعمة بقوة ناعمة، إعلامياً و دبلوماسياً، لكنه لا يعلم أن في السودان شعباً جسوراً تنبعث منه قوةٌ هي قوةِ الإرادة الذاتية، و هي أقوى من قوة ترامب..
* لا تستهن بإرادة هذا الشعب، يا ترامب.. لئن فعلتَ، فربما فَعَّل ما لديه من أدواتِ (الرهيفة التنقد) دون تردد، و ربما انقلبت الدنيا على من فيها، و جعل مخططاتكم ( عاليها واطيها).. و حينها لا تلومَنّ إلا غرورك و استهوانك الأشتر بهذا الشعب..
* إن الرباعية قد تكونت بأمر من ترامب، وعنها يقول المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن تكوين الرباعية مجهود لاحتواء تداعيات الحرب في السودان من تهديدات للمصالح الإقليمية المشتركة..
* يقول ذلك و في ذهنه أن المصالح الإقليمية ترتبط ارتباطاً قوياً بالدول المشاركة في الرباعية، و على رأسها دولة الإمارات.. و لا دولة تنازع دولة الإمارات في التخطيط للهيمنة على موارد السودان الاقتصادية و موقعه الإستراتيجي المميز أفريقياً.. و مصلحة الإمارات تندرج في قائمة مصالح أمريكا المتعددة..
* و يؤكد المتحدث الرسمي الأمريكي رفض بلاده للحل العسكري، و يطالب الرباعية بالتركيز على مسار (التفاوض)، و هو المسار الذي تتبناه الإمارات و تتبناه جميع الدول السائرة في ركاب أمريكا، و يتبناه القحاتة رافعين شعار (لا للحرب)..
* نستخلص من حديث المتحدث الرسمي الأمريكي أن ما تشيعه بلاده و يشيعه القحاتة في وسائل الإعلام حول إستحالة إنتصار أحد (الطرفين) في الحرب ليس إلا سعياً لبث اليأس في نفوس السودانيين الرافضين لشعار (لا للحرب)، و أن الهدف هو الزج بنا إلى التفاوض لإعادة الجنجويد إلى المشـهد العسكري و إعادة القحاتة إلى المشهد السياسي، من أجل عيون محمد بن زايد..
* إن حساباتنا ليست في حسابات الرباعية المفضية إلى التسويات.. وقد خبِرنا هذا النوع من التسويات التي يرعاها المجتمع الدولي، بقيادة أمريكا، و يعضدها المجتمع الإقليمي المطيع.. و نعلم أن حصاد هذه التسويات لا يكون إلا هشيماً..
* ويشير المتحدث الرسمي باسم الخارجية إلى أن ثمة (تنازلات) سوف تتم في الاجتماع، سعياً لتوحيد رؤية دول الرباعية.. هذه الإشارة إلى (تنازلات) لا تلقي أدنى نظرة إلى رؤية السودان في اتخاذ أي قرار.. بما يعني أن على السودان تنفيذ ما تقرره الرباعية.. وأن عليه التنفيذ و بس!..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة