Post: #1
Title: السودان بين مطرقة العسكر وسندان الإخوان! كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 07-18-2025, 01:03 PM
01:03 PM July, 18 2025 سودانيز اون لاين الطيب الزين-السويد مكتبتى رابط مختصر
نحو دولة مدنية تعيد للشعب كرامته، منذ اليوم الأول لانقلاب الجبهة القومية الإسلامية على النظام الديمقراطي في عام 1989، لم يكن رفضنا لحكم العسكر مجرد موقف سياسي عابر، بل كان وما يزال ضرورة وطنية ملحة لإنقاذ السودان من الانهيار. فالحكم العسكري لا يمثل نمطا سلطويا فحسب، بل يجسد حالة من الجمود والتخلف، ويشكل عقبة حقيقية أمام تطور الدولة والمجتمع بشكل طبيعي ومعافى. لقد دفع السودان كدولة ومجتمع ثمناً باهظاً لحكم العسكر، من انقلابات عسكرية متكررة ، عمقت من الأزمة الوطنية، مما أدى إلى نشوب حروب أهلية مدمرة، وصولاً إلى الحرب اللعينة التي أشعل فتيلها مجرم الحرب البرهان لعرقلة مسار التحول المدني الديمقراطي. هذه الحرب وضحت إنه كلما حاول الشعب أن ينهض، أعادته المؤسسة العسكرية إلى نقطة الصفر، مستخدمة أدوات القمع والتسلط، لا أدوات البناء والحوار. ولم يكن حكم الإخوان المسلمين، " الكيزان" بأقل ضررا، بل زاد الطين بلة. فقد استغلوا الدين لتكريس سلطة حزبية ضيقة، وعمّقوا الانقسامات، ودمّروا مؤسسات الدولة عبر التمكين والفساد. لم يكن تحالفهم مع العسكر محض صدفة، بل كان جزءا من مشروع سلطوي يهدف إلى السيطرة على الدولة باسم الدين، وتكميم الأفواه باسم الشريعة. في ظل هذا الواقع، لا خيار أمام السودان سوى الخلاص من حكم العسكر والإخوان، والانطلاق نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية، تقوم على حكم المؤسسات لا الأفراد، وتضمن مشاركة جميع مكونات المجتمع السوداني في صناعة القرار. دولة تحترم سيادتها، وتستعيد استقلالها، وتوجه مواردها نحو التعليم والصحة والتنمية، لا نحو الامتيازات العسكرية أو الولاءات الحزبية. إن التحول نحو الحكم المدني ليس ترفا سياسيا، بل هو شرط أساسي لبقاء السودان كدولة قابلة للحياة. فقط عبر الديمقراطية، يمكن للسودان أن ينهض سياسيا، اقتصاديا، وثقافيا، ويستعيد مكانته بين الأمم. الوطن لا يُبنى بالدبابات، بل بالعقول الحرة والضمائر الحية المؤمنة بالحرية والعدالة والسلام، والنشاط السياسي المستنير لإنجاز مهام بناء دولة مدنية ديمقراطية فدرالية تحقق مشاركة عادلة لكل أقاليم السودان في السلطة والثروة والتنمية المتوازنة.
الطيب الزين
|
|