هندسة الإسلاميين للمشهد السوداني بين إحراج البرهان وتفكك معسكر بورتسودان كتبه محمد هاشم محمد الحسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-19-2025, 07:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-18-2025, 12:47 PM

محمد هاشم محمد الحسن
<aمحمد هاشم محمد الحسن
تاريخ التسجيل: 05-09-2025
مجموع المشاركات: 40

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هندسة الإسلاميين للمشهد السوداني بين إحراج البرهان وتفكك معسكر بورتسودان كتبه محمد هاشم محمد الحسن

    12:47 PM July, 18 2025

    سودانيز اون لاين
    محمد هاشم محمد الحسن-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر




    في قلب اللحظة السودانية المتفجرة، تتكاثف التحركات وتتشابك التفاعلات، في مشهد يبدو فيه الإسلاميون وهم يوسّعون رقعة نفوذهم السياسي والعسكري عبر أدوات رمزية وتكتيكات مدروسة، بعدما كانوا طرفًا رئيسيًا في إشعال الحرب. تلك التحركات لا تنبع من عودة من الظل، بل من فهم عميق لتعقيدات المرحلة، ولحظة التوازن الإقليمي والدولي التي قد تعيد صياغة معادلة الحكم في السودان.

    ولا يحتمل المشهد سطحية التفسير، لأنه نتاج تراكمات سياسية وعسكرية معقّدة، يسعى فيها كل طرف إلى تثبيت موقعه في سلطة ما بعد الحرب، بينما السودان كدولة يتأرجح بين الفوضى والتفتت. الإسلاميون في هذا السياق لا يطمحون لمشاركة شكلية، بل يخططون لعودة كاملة ضمن هندسة سياسية جديدة، عنوانها نحن الفاعلون، سواء عبر تقديم أنفسهم كطرف منقذ للمواطنين، أو عبر بناء تحالفات خارجية تتجاوز ما تبقى من مؤسسات الدولة الرسمية.

    وما جرى في مدني والحلفايا بعد تحريرها كشف بجلاء طبيعة الأذرع التي يحرّكها الإسلاميون. فقد وثّقت محامو الطوارئ وتنسيقيات مدنية انتهاكات بحق المدنيين، شملت عمليات تصفية جسدية واعتقالات تعسفية، بعضها ارتُكب على أساس مناطقي وعرقي. تلك الممارسات لم تكن فقط خرقًا للقانون الدولي الإنساني، بل طُوّعت كأدوات رمزية تظهر امتلاك الإسلاميين لأذرع ميدانية تتحرك بمعزل عن الرقابة أو المساءلة، مما ضيّق الخناق على البرهان وأحرجه أمام المجتمع الدولي. وقد أعقب ذلك إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على السودان ، وهو ما فُهم ضمن سياق الضغط الدولي المتزايد.

    وفي واحدة من أكثر خطواتهم إحكامًا، برز تكتيكهم في حادثة السودانيين العائدين من مصر، الذين تعرضوا للاحتيال تزامنًا مع وجود المصباح قائد كتيبة البراء بن مالك في القاهرة. وهنا يطل سؤال جوهري لا يمكن تجاوزه، لماذا تزامنت هذه الحادثة مع وجود المصباح في القاهرة؟ التوقيت كان محسوبًا، وكأن الإسلاميين تعمّدوا تقديم أنفسهم كحل بديل داخل الساحة المصرية، في لحظة شديدة الحساسية سياسيًا، لا سيما وأنها جاءت قبل أيام من انعقاد الاجتماع الرباعي بين الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، والذي يُرتقب أن يضع تصورًا للتعامل مع الأزمة السودانية. تلك المصادفة لم تكن بريئة، بل إشارة إلى أن الإسلاميين يريدون إحراج البرهان أمام الرباعية، وإظهار أنه لا يملك السيطرة الكاملة على المشهد، بل أن الإسلاميين هم من يملكون زمام المبادرة داخليًا وخارجيًا.

    وظهور المصباح في تسجيل مصور يعد السودانيين بإيجاد حلول، لم يكن ذلك مجرد تعاطف إنساني، بل عرض سياسي مقصود، يُظهر أن من يملك فعل الميدان هو الإسلاميون، وليس حكومة بورتسودان . في المقابل، سارعت تلك الحكومة لاحقًا لتحركات عبر السفارة ومنظومة الصناعات الدفاعية، وكأنها تحاول اللحاق بالمشهد، لكنه كان قد حُسم رمزيًا لصالح الإسلاميين، الذين باتوا يحسنون الاستثمار في لحظات الأزمة.

    كما تجلى هذا النهج بصورة أوضح في زيارة وفد التيار الإسلامي العريض لسفارة إيران، وهي زيارة لم تكن بروتوكولية، بل إعلان سياسي صريح في توقيت إقليمي محتدم، وسط تصاعد احتمالات الحرب بين إيران وإسرائيل. تلك الخطوة أرادت تثبيت الارتباط الأيديولوجي، وإحراج البرهان أمام حلفائه الإقليميين الذين لا يُخفون توجّههم لفك ارتباط المؤسسة العسكرية عن الإسلاميين. وجاءت الزيارة قبل اجتماع الرباعية، لتضيف مزيدًا من الضغط على هؤلاء الحلفاء، وتُظهر أن البرهان لا يملك زمام ضبط المشهد، بل يتماهى مع تيار يربك الحسابات الإقليمية.

    وفي مواجهة هذا المشهد المتشظي، حاول البرهان تعديل ميزان القوى داخل معسكره عبر تقديم تنازلات واضحة لمنّاوي وجبريل، لكنه بدلًا من أن يُحصّن موقعه، فتح الباب لمزيد من التصدع الداخلي. الإسلاميون استفادوا من هذا الهامش، بينما بدت المؤسسة العسكرية نفسها في حالة ارتباك، بين قيادات تحمل ولاءً مؤسسيًا وأخرى تلتقي مع التيار الإسلامي في المشروع والرؤية، مما يهدد بتفكك البنية القيادية ويُضعف قدرة الجيش على تقديم نفسه كجسم سياسي مستقل.

    ويُلاحظ أن الإسلاميين يتحركون وفق خطة واضحة ذات أهداف مرحلية واستراتيجية، بينما يكتفي البرهان بردود فعل متفرقة وموسمية، تفتقد للتماسك أو العمق البنيوي. ذلك الفرق في منهجية الفعل السياسي يمنح الإسلاميين تفوقًا تكتيكيًا ويجعلهم أكثر قدرة على استثمار الأحداث، بل وصناعة المبادرات. مقابل غياب رؤية شاملة من البرهان تُحدد من هم الحلفاء، ومن هم الخصوم، وما هو شكل السودان الذي يُراد بناؤه، يتحرك الإسلاميون بثقة، عارضين أنفسهم كمشروع متكامل له أدواته وخطابه وأذرعه الميدانية. ذلك التفاوت يعمّق الفجوة في التأثير، ويزيد من قابلية المشهد السياسي للانزلاق نحو هيمنة تيار بعينه دون مقاومة فعلية.

    ولا يلعب الإسلاميون لعبة البقاء، بل يسعون لاحتكار المستقبل، عبر إعادة تعريف من يملك الحل، ومن يُصاغ على يديه شكل الدولة السودانية القادمة. وهم بذلك لا يعتمدون على خطاب ديني تقليدي، بل على اختراقات فعلية في المنظومة العسكرية والاقتصادية وعلى شبكات تأثير خارجي، كما في إيران، تجعلهم في موقع تفاوضي مرتفع حتى قبل أن تبدأ التسوية. البرهان، المحاط بالتناقضات، يبدو عاجزًا عن فك الارتباط بهم أو تطويعهم، بينما الحلفاء الإقليميون يعيدون تقييم مواقفهم، والمشهد السياسي يتحول إلى ساحة صراع على النفوذ، لا على الحل.

    وهكذا لا تبدو تحركات الإسلاميين مجرد محاولة للعودة إلى واجهة السلطة، بل مشروعًا متكاملًا لإعادة تعريف السودان، من خلال أدوات رمزية وتكتيكات ميدانية وتحالفات إقليمية تتجاوز المنظومة الحاكمة. مقابل ذلك، يظهر البرهان كطرف يفتقر إلى الرؤية، تُطوّقه التناقضات الداخلية ويُربكه الضغط الإقليمي، بينما يتساقط معسكر بورتسودان تحت وطأة التفكك والاختراق. في هذه المعادلة المعقدة، لا يعيد الإسلاميون إنتاج نفوذهم فحسب، بل يعيدون هندسة الدولة نفسها، في لحظة فارقة ستُحدد مستقبل السودان وموقعه في الإقليم.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de