ثلاث كبائر لو تجنبها الدعم السريع لأصبح اليوم أيقونة ثورات أفريقيا كتبه أحمد محمود كانم

ثلاث كبائر لو تجنبها الدعم السريع لأصبح اليوم أيقونة ثورات أفريقيا كتبه أحمد محمود كانم


07-17-2025, 03:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1752720471&rn=0


Post: #1
Title: ثلاث كبائر لو تجنبها الدعم السريع لأصبح اليوم أيقونة ثورات أفريقيا كتبه أحمد محمود كانم
Author: أحمد كانم
Date: 07-17-2025, 03:47 AM

03:47 AM July, 16 2025

سودانيز اون لاين
أحمد كانم-UK
مكتبتى
رابط مختصر




حين خرج الشعب السوداني صادحاً بجملة " تسقط بس" في وجه نظام المؤتمر الوطني في ديسمبر 2018 ، كان يترجم فعلياً ثورته السلميّة على نظام قمعي، دموي فاسد.
لكن من المفارقات القاسية أن تصل الأمور اليوم إلى حد جعل معظم هؤلاء الثوار أنفسهم يرون في بقايا النظام السابق (شراً أقل)مقارنةً مع قوات الدعم السريع، ذلك أن الدعم السريع، بتصرفاته وأخطائه الفادحة التي صاحبت تأريخه القصير ومسارح عملياته، دفع حتى أشد كارهي المؤتمر الوطني إلى التمني -أحياناً- لو أن ذلك النظام، بكل سوئه، عاد بدلاً من واقع الحرب والجريمة والفوضى التي تعيشها البلاد.
وهذه مفارقة سودانية موجعة.

* يعود ذلك إلى ثلاثة أخطاء قاتلة قادت إلى هذه النتيجة الكارثية:
أولاً : عجز الدعم السريع التام عن كف أيدي جنوده عن ممتلكات الناس، فقد تحولت ظاهرة «الشفشفة» إلى عنوان أحمر للدعم السريع، إذ لم تستطع قيادته ضبط جنوده ومنعهم من نهب البيوت والمتاجر وحتى دور العبادة!.
فبينما كان الناس يظنون أنهم أمام فتية آمنوا بثورتهم وازدادوا وطنيّة وتحررا، وجدوا أنفسهم أمام قوة باطشة تفوق النظام السابق في وحشيتها وفتكها بالمواطنين وممارسة كل ما من شأنه إذلالهم وقهرهم؛ وكأنها ما ثارت إلا لتأديب هذا الشعب الثائر الصابر.

* ثانياً: الاستهداف على أساس عرقي ومناطقي..
لا جريمة تفقد أي قوة شرعيتها مثل الاستهداف العرقي. فما حدث في دارفور، وخاصة في مدينة الجنينة، وما تلتها من مجازر جماعية في شتى أنحاء السودان، جعلت الدعم السريع يبدو أمام العالم كقوة مليشياوية لا تختلف عن أسوأ صور الماضي في عهد الحكم الكيزاني، وربما أشد وحشية.

هذه الأفعال شوّهت أي صورة وطنية أو ثورية كانت تُرسم له في بداياته، وأجزم بأن هذه الأخطاء، هي التي دفعت حركات الكفاح المسلح المنضوية تحت مظلة القوات المشتركة إلى الاصطفاف بشكل واضح إلى جانب الجيش، بعدما أيقنت أن بقاء الدعم السريع خطر يهدد كل من لم تجمعه بقادته صلة رحمية، بل يهدد حتى قضايا الهامش التي حملت من أجلها السلاح يوماً ما.

* ثالثاً: عدم التحرر من أدبيات المؤتمر الوطني..
الاسم نفسه لا زال نفس الاسم ، والفعل نفس الفعل، مع تغيير طفيف في الصفة…
الأدوات التي يستخدمها الدعم السريع: القمع، الهيمنة العرقية وعدم المحاسبة، بجانب الخطأين المذكورين آنفاً ، هي ذاتها التي أسقط الناس بسببها نظام المؤتمر الوطني. فبدلاً من أن يكون بديلاً أفضل، بدا في أحيان كثيرة نسخة أكثر شراسة من ذلك النظام الذي صنعه.

* فلو لم يرتكب الدعم السريع هذه الكبائر بحق الشعب السوداني، لوقفت معه كل القوى الثورية التي أسقطت النظام السابق، ولانضمت إليه القوات المشتركة بعدتها وعتادها، ولانحاز إليه كثير من ضباط القوات المسلحة الذين لا علاقة لهم بتنظيم الكيزان. وربما صار بالفعل أيقونة من أيقونات الثورات في أفريقيا والعالم، لكن أخطاءه جعلت معظم السودانيين، ممن لا زالوا ألد أعداء نظام البشير، يتساءلون: كيف يستطيع الدعم السريع اقناعنا بأنه ثار لإنقاذنا من فلول الكيزان، وما يمارسه فينا يفوق ما مارسه فينا النظام السابق؟!

ويبقى السؤال الذي يطارد الجميع: كيف انتهى الحال بقوة ادّعت حماية الثورة والحكم المدني، إلى أن تكون سبباً في أن يترحم الناس على عدو الأمس؟!.



إنجلترا: 16 يوليو 2025




On Wed, 16 Jul 2025 at 18:45, AHMED M wrote:
ثلاث كبائر لو تجنبها الدعم السريع لأصبح اليوم أيقونة ثورات أفريقيا

بقلم: أحمد محمود كانم

حين خرج الشعب السوداني صادحاً بجملة " تسقط بس" في وجه نظام المؤتمر الوطني في ديسمبر 2018 ، كان يترجم فعلياً ثورته السلميّة على نظام قمعي، دموي فاسد.
لكن من المفارقات القاسية أن تصل الأمور اليوم إلى حد جعل معظم هؤلاء الثوار أنفسهم يرون في بقايا النظام السابق (شراً أقل)مقارنةً مع قوات الدعم السريع، ذلك أن الدعم السريع، بتصرفاته وأخطائه الفادحة التي صاحبت تأريخه القصير ومسارح عملياته، دفع حتى أشد كارهي المؤتمر الوطني إلى التمني -أحياناً- لو أن ذلك النظام، بكل سوئه، عاد بدلاً من واقع الحرب والجريمة والفوضى التي تعيشها البلاد.
وهذه مفارقة سودانية موجعة.

* يعود ذلك إلى ثلاثة أخطاء قاتلة قادت إلى هذه النتيجة الكارثية:
أولاً : عجز الدعم السريع التام عن كف أيدي جنوده عن ممتلكات الناس، فقد تحولت ظاهرة «الشفشفة» إلى عنوان أحمر للدعم السريع، إذ لم تستطع قيادته ضبط جنوده ومنعهم من نهب البيوت والمتاجر وحتى دور العبادة!.
فبينما كان الناس يظنون أنهم أمام فتية آمنوا بثورتهم وازدادوا وطنيّة وتحررا، وجدوا أنفسهم أمام قوة باطشة تفوق النظام السابق في وحشيتها وفتكها بالمواطنين وممارسة كل ما من شأنه إذلالهم وقهرهم؛ وكأنها ما ثارت إلا لتأديب هذا الشعب الثائر الصابر.

* ثانياً: الاستهداف على أساس عرقي ومناطقي..
لا جريمة تفقد أي قوة شرعيتها مثل الاستهداف العرقي. فما حدث في دارفور، وخاصة في مدينة الجنينة، وما تلتها من مجازر جماعية في شتى أنحاء السودان، جعلت الدعم السريع يبدو أمام العالم كقوة مليشياوية لا تختلف عن أسوأ صور الماضي في عهد الحكم الكيزاني، وربما أشد وحشية.

هذه الأفعال شوّهت أي صورة وطنية أو ثورية كانت تُرسم له في بداياته، وأجزم بأن هذه الأخطاء، هي التي دفعت حركات الكفاح المسلح المنضوية تحت مظلة القوات المشتركة إلى الاصطفاف بشكل واضح إلى جانب الجيش، بعدما أيقنت أن بقاء الدعم السريع خطر يهدد كل من لم تجمعه بقادته صلة رحمية، بل يهدد حتى قضايا الهامش التي حملت من أجلها السلاح يوماً ما.

* ثالثاً: عدم التحرر من أدبيات المؤتمر الوطني..
الاسم نفسه لا زال نفس الاسم ، والفعل نفس الفعل، مع تغيير طفيف في الصفة…
الأدوات التي يستخدمها الدعم السريع: القمع، الهيمنة العرقية وعدم المحاسبة، بجانب الخطأين المذكورين آنفاً ، هي ذاتها التي أسقط الناس بسببها نظام المؤتمر الوطني. فبدلاً من أن يكون بديلاً أفضل، بدا في أحيان كثيرة نسخة أكثر شراسة من ذلك النظام الذي صنعه.

* فلو لم يرتكب الدعم السريع هذه الكبائر بحق الشعب السوداني، لوقفت معه كل القوى الثورية التي أسقطت النظام السابق، ولانضمت إليه القوات المشتركة بعدتها وعتادها، ولانحاز إليه كثير من ضباط القوات المسلحة الذين لا علاقة لهم بتنظيم الكيزان. وربما صار بالفعل أيقونة من أيقونات الثورات في أفريقيا والعالم، لكن أخطاءه جعلت معظم السودانيين، ممن لا زالوا ألد أعداء نظام البشير، يتساءلون: كيف يستطيع الدعم السريع اقناعنا بأنه ثار لإنقاذنا من فلول الكيزان، وما يمارسه فينا يفوق ما مارسه فينا النظام السابق؟!

ويبقى السؤال الذي يطارد الجميع: كيف انتهى الحال بقوة ادّعت حماية الثورة والحكم المدني، إلى أن تكون سبباً في أن يترحم الناس على عدو الأمس؟!.

بقلم: أحمد محمود كانم

حين خرج الشعب السوداني صادحاً بجملة " تسقط بس" في وجه نظام المؤتمر الوطني في ديسمبر 2018 ، كان يترجم فعلياً ثورته السلميّة على نظام قمعي، دموي فاسد.
لكن من المفارقات القاسية أن تصل الأمور اليوم إلى حد جعل معظم هؤلاء الثوار أنفسهم يرون في بقايا النظام السابق (شراً أقل)مقارنةً مع قوات الدعم السريع، ذلك أن الدعم السريع، بتصرفاته وأخطائه الفادحة التي صاحبت تأريخه القصير ومسارح عملياته، دفع حتى أشد كارهي المؤتمر الوطني إلى التمني -أحياناً- لو أن ذلك النظام، بكل سوئه، عاد بدلاً من واقع الحرب والجريمة والفوضى التي تعيشها البلاد.
وهذه مفارقة سودانية موجعة.

* يعود ذلك إلى ثلاثة أخطاء قاتلة قادت إلى هذه النتيجة الكارثية:
أولاً : عجز الدعم السريع التام عن كف أيدي جنوده عن ممتلكات الناس، فقد تحولت ظاهرة «الشفشفة» إلى عنوان أحمر للدعم السريع، إذ لم تستطع قيادته ضبط جنوده ومنعهم من نهب البيوت والمتاجر وحتى دور العبادة!.
فبينما كان الناس يظنون أنهم أمام فتية آمنوا بثورتهم وازدادوا وطنيّة وتحررا، وجدوا أنفسهم أمام قوة باطشة تفوق النظام السابق في وحشيتها وفتكها بالمواطنين وممارسة كل ما من شأنه إذلالهم وقهرهم؛ وكأنها ما ثارت إلا لتأديب هذا الشعب الثائر الصابر.

* ثانياً: الاستهداف على أساس عرقي ومناطقي..
لا جريمة تفقد أي قوة شرعيتها مثل الاستهداف العرقي. فما حدث في دارفور، وخاصة في مدينة الجنينة، وما تلتها من مجازر جماعية في شتى أنحاء السودان، جعلت الدعم السريع يبدو أمام العالم كقوة مليشياوية لا تختلف عن أسوأ صور الماضي في عهد الحكم الكيزاني، وربما أشد وحشية.

هذه الأفعال شوّهت أي صورة وطنية أو ثورية كانت تُرسم له في بداياته، وأجزم بأن هذه الأخطاء، هي التي دفعت حركات الكفاح المسلح المنضوية تحت مظلة القوات المشتركة إلى الاصطفاف بشكل واضح إلى جانب الجيش، بعدما أيقنت أن بقاء الدعم السريع خطر يهدد كل من لم تجمعه بقادته صلة رحمية، بل يهدد حتى قضايا الهامش التي حملت من أجلها السلاح يوماً ما.

* ثالثاً: عدم التحرر من أدبيات المؤتمر الوطني..
الاسم نفسه لا زال نفس الاسم ، والفعل نفس الفعل، مع تغيير طفيف في الصفة…
الأدوات التي يستخدمها الدعم السريع: القمع، الهيمنة العرقية وعدم المحاسبة، بجانب الخطأين المذكورين آنفاً ، هي ذاتها التي أسقط الناس بسببها نظام المؤتمر الوطني. فبدلاً من أن يكون بديلاً أفضل، بدا في أحيان كثيرة نسخة أكثر شراسة من ذلك النظام الذي صنعه.

* فلو لم يرتكب الدعم السريع هذه الكبائر بحق الشعب السوداني، لوقفت معه كل القوى الثورية التي أسقطت النظام السابق، ولانضمت إليه القوات المشتركة بعدتها وعتادها، ولانحاز إليه كثير من ضباط القوات المسلحة الذين لا علاقة لهم بتنظيم الكيزان. وربما صار بالفعل أيقونة من أيقونات الثورات في أفريقيا والعالم، لكن أخطاءه جعلت معظم السودانيين، ممن لا زالوا ألد أعداء نظام البشير، يتساءلون: كيف يستطيع الدعم السريع اقناعنا بأنه ثار لإنقاذنا من فلول الكيزان، وما يمارسه فينا يفوق ما مارسه فينا النظام السابق؟!

ويبقى السؤال الذي يطارد الجميع: كيف انتهى الحال بقوة ادّعت حماية الثورة والحكم المدني، إلى أن تكون سبباً في أن يترحم الناس على عدو الأمس؟!.


إنجلترا: 16 يوليو 2025