عبد الباقي عيسى عبد الله يكتب : (أين الحركة التعاونية السودانية من احتفالية العالم باليوم والعام العالمي للتعاونيات؟) يعتبر النظام التعاوني من الوسائل المهمة لتجميع الإمكانيات المادية والفنية للأفراد ، واستثمارها بصورة عقلانية ووفقا للمبادئ التعاونية ، وذلك لتحقيق الأهداف اعتمادا على الأنشطة الذاتية ، ومهما يكون من أمر الدولة في إقامة المشروعات ، وإنجاز برامج التنمية من خلال أجهزتها المختلفة ، فلا يمكنها الإستغناء عن التعاونيات وفعاليتها الذاتية ، فلذلك أصبح من الضروري إيجاد توليفة تكاملية بين القطاع العام و القطاع التعاوني ، تؤدي إلى تعبئة الموارد الطبيعية والبشرية ، وذلك عبر تنظيم الأفراد في شكل تعاونيات ذات أنشطة مختلفة (استهلاكية - زراعية - خدمات مختلفة - إسكانية - إلخ) ، يحتفل العالم في كل عام باليوم العالمي للتعاونيات ، وهو إحتفال سنوي للحركة التعاونية في كافة أنحاء العالم ، وقد صادف هذا العام يوم السبت الموافق الخامس من شهر يوليو 2025، ولقد تحدد أن يكون الإحتفال باليوم العالمي للتعاونيات سنويا في أول سبت من شهر يوليو ، وفقا لما صدر من الحلف التعاوني الدولي في عام 1992 ، حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة حينها بموجب القرار 47/9 ، بأن يكون أول سبت من شهر يوليو لسنة 1995 هو اليوم العالمي للتعاونيات لأنه تزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس الحلف التعاوني الدولي ، والذي تأسس في عام 1895. ولقد جاء الإحتفال باليوم العالمي للتعاونيات هذا العام تحت شعار (التعاونيات سعياً نحو حلول شاملة ومستدامة من أجل عالم أفضل) ، وذلك لأجل إبراز دور التعاونيات كحلول أساسية للتحديات العالمية الراهنة . وكما أنه بتاريخ 19 يونيو 2024 ، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن العام 2025 عاماً عالمياً للتعاونيات ، كما أكدت الجمعية العامة على الدور الحيوي الذي تلعبه التعاونيات في التنمية المستدامة . وبمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات ، وكذلك العام العالمي للتعاونيات 2025 ، فلابد من النظر حول إمكانية تفعيل دور التعاونيات في السودان ، لمرحلة ما بعد الحرب برؤية مختلفة عما كان عليه حال الحركة التعاونية السودانية . فالأمر يتطلب بالضرورة صدور اعتراف عملي صريح مترجم الى إجراءات من قبل الحكومة ، بالأهمية التي تحتلها الحركة التعاونية في الإقتصاد القومي ، وذلك باعتبار أن التعاونيات منظمات غير حكومية ، ومن الركائز الأساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، بالإضافة إلى تصحيح الأوضاع الخاطئة في ممارسة العمل التعاوني . كما أن تطوير وتبسيط تركيبة البنيان التعاوني ، تعتبر من المسائل المهمة في فعالية تكامل الخدمات التعاونية ، وبالتالي يتطور أداء التعاونيات ، وتتحول إلى منظمات إقتصادية قادرة على المنافسة وفقاً للقيم والمبادئ التعاونية العالمية . والتحدي الأكبر هو النظر في قانون التعاون لسنة 1999، وذلك بإصدار تشريع تعاوني يعبر عن واقع التعاونيات ، وملائم للمتغيرات الإقتصادية والإجتماعية ، ليحقق هذا التشريع الأهداف الأساسية والإطار العام لنشاط التعاونيات ، تاركاً التفاصيل الإجرائية للوائح والنظم الداخلية للتعاونيات ، وفقاً لطبيعة كل نشاط تعاوني على حدة . وايضا لابد من أن تكون هناك حركة تصحيح شاملة لمسار النشاط التعاوني يقودها ويوجهها التعاونيون أنفسهم ، وفقا للقيم والمبادئ التعاونية العالمية ، حتى يكون للتعاونيات دور رائد عبر بداية مرحلة جديدة للحركة التعاونية السودانية ،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة