"نحن كلنا تور شين"- المرآة السوداء في وجه السياسة السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-08-2025, 06:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-07-2025, 06:25 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"نحن كلنا تور شين"- المرآة السوداء في وجه السياسة السودانية

    06:25 PM July, 07 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    إلى متى نُساق كالخراف المُستَباحةْ؟
    ونُعيد المأساةَ ذاتَ اللعبةْ؟
    في كتابِ التاريخِ صفحةٌ سوداءْ
    نقرأها.. فنُسقطُ من جُرْبَـةْ!

    أيتها المرآة السوداء في يد التاريخ، إلى متى نحدق في وجهنا الخشن المنعكس في صفحاتك المحترقة؟
    "نحن كلنا تور شين" – ليست مجرد سخرية من لقب تاريخي عابر، بل اعتراف ساخر بأن ذلك النمط من الحكم والعقلية ما زال يسكننا، في أحزابنا، في ميليشياتنا، في صراعاتنا اليومية.

    إن التاريخ عندنا ليس جثة في متحف، بل شبح يقيم فينا. حين نلعن "الخليفة الظالم" عبد الله التعايشي ونبرئ أنفسنا، نخدع أنفسنا. فنحن من يعيد إنتاج ظله في حاضرنا.

    إرث عنف لم نكسره
    التجربة المهدية، بكل ما لها وما عليها، كانت محاولة لصياغة مشروع ديني سياسي، لكنه أخفق في تأسيس دولة حديثة ذات عقد اجتماعي جامع. الخليفة عبد الله التعايشي حكم بمنطق "مملكة الولاء"، حيث القبيلة تقود القبيلة، والسيف يحل محل الدستور، والرعية تُعامل كقطيع ينتقل من مذبحة إلى أخرى.

    لكن هل ماتت هذه الروح؟
    أبدًا. بل تحولت إلى وحش هجين في سودان ما بعد الاستقلال، ينمو في ظلال الانقسامات.

    لعنة "القبيلة ضد الدولة"
    كلما حاولنا بناء وطنٍ يتسع للجميع، برزت الهويات القاتلة:

    عرب وأفارقة

    شماليون وغرباويون

    جعليون وشوايقة

    مساليت ورزيقات

    كأنما الوطن سوق نخاسة، والانتماء سلعة معروضة للتفاوض والمقايضة.
    نلعن الاستعمار، نلعن الماضي، نلعن الخليفة، لكننا نتهرب من مواجهة ظلمنا نحن.
    في كل حزب يقسّم المناصب على أسس النسب، في ميليشيا تذبح الجار لاختلاف الدم أو اللون، في خطاب الكراهية الذي يملأ وسائل التواصل سُمًّا.

    زعامة بلا مشروع
    المشكلة الجوهرية أننا نكرّس تمجيد الزعيم الأوحد، كأن الله استقال وسلمهم مصيرنا. نقتل النقد باسم الدين أو الوطنية، ونحوّل الاختلاف إلى خيانة، والخائن إلى قربان للذبح.

    روح "تور شين" حاضرة في زعيم يرفض المراجعة، في حزب قبلي مقنّع بمدنية زائفة، في ميليشيا ترفع شعار الثورة لتذبح باسمها.

    حتى المدنية التي ندّعيها تنهار عند أول عاصفة قبلية. نكفّر المختلف، نخوّنه، نذبحه ثم نطالب بعلاج "قرآني" في خطاب منافق، نغلفه بألوان قبيلتنا.

    دولة "لو كان"
    ما زلنا نعيش في دولة "لو كان":

    نقتل الحرية باسم "الوحدة الوهمية"

    نوأد التقدم باسم "التقاليد العفنة"

    ندّعي الرقي باسم "الأصالة المزيفة"

    ثم نُعيد إنتاج الاستبداد في ثياب جديدة: رداء الدين، جلباب القبيلة، أو قميص الثورة.

    قصيدة ختامية: المرآة التي في يدنا
    إلى متى نُساق كالخراف المُستَباحةْ؟
    ونُعيد المأساةَ ذاتَ اللعبةْ؟
    في كتابِ التاريخِ صفحةٌ سوداءْ
    نقرأها.. فنُسقطُ من جُرْبَـةْ!

    "تور شين" صرخةٌ في وجه الزمنِ
    ترددها القبائلُ في كل وادِ
    ميراثُ العنفِ والجهلِ المُبينِ
    مثل الطاعونِ يسري في العبادِ!

    أيها التاريخُ لا تتركنا وحدنا
    فنحن الأبناءُ في أحشائكَ نعيشُ!
    من زمنِ المهديةِ حتى خطبنا
    نطحنا كالثيران.. والدمُ يسيلُ ويجيشُ!

    "خليفةٌ" حاولَ أن يبني مُلكاً
    بسيفٍ صارمٍ ودستورٍ غائبِ
    حكم القبيلةَ بالولاءِ المرياع
    ولم يُبْقِ سوى أشلاءِ الذبائبِ

    قل لي: من الظالمون؟
    أهو "عبد الله" المدفونْ؟
    أم نحنُ.. كل يومٍ نبعثه من ثراهْ
    في أحزابنا.. في ميليشياتنا.. في صراخنا الجاهلِ
    في كل دمعةٍ تُذْرفُ على جرحٍ بجرحٍ يُقاهلِ؟!

    أيها السادةُ!
    أي مشروعٍ وطنيٍّ نبنيهِ؟
    نحنُ في سوقِ القبائلِ نُباهي
    "أنا عربي!".. "أنا أفريقي!"..
    وننسى أننا في سفينةٍ واحدةٍ تغرقِ!

    حتى المدنيةُ.. تلك العذراءْ
    تلبسُ عباءةَ القبيلةِ الفظيعةْ!
    نُكفّرُ المختلفَ إن خالفنا
    ونذوبُ الولاءَ في بوتقةِ العصبيةِ الوضيعةْ!

    نقتلُ الحريةَ باسمِ "الوحدةِ"
    ونذبحُ التقدمَ باسمِ "أصالةٍ"
    ونقول: "هذا ديننا!" كذبةً
    ونخيطُ للاستبدادِ جلبابَ جلالةٍ!

    أيها الأحفادُ!
    إلى متى نخافُ من ظلّنا؟
    إلى متى نبيعُ وطنًا بثمنٍ بخسٍ؟
    إلى متى نصنعُ الطغاةَ.. ثم نبكي على الرُّسْمِ؟
    إلى متى نلبسُ ثوبَ الجهلِ والظلمِ؟

    الخيارُ واضحٌ.. لكنه مرٌّ
    إما أن نبقى "تور شين" نعوي كالكلبِ على أطلالِ
    نرى في المختلفِ عدواً نذرا
    ونحيا في سجنِ الماضي المُهالِ

    أو.. نكسرُ المرآةَ السوداءَ..
    ونغسلُ أوجاعَنا بالماءِ والهواءِ
    ونقولُ كفى!
    فنحنُ بشرٌ.. قبل أن نكونَ قبائلَ
    وأحرارٌ.. قبل أن نكونَ قاتلينَ أو قتلى!

    هيهات.. هيهات..
    فالمرآةَ السوداءَ في أيدينا
    نرى فيها وجوهَنا.. لا وجوهَ من سبقونا!

    *المرآة التي نكسرها اليوم ليست مرآة عبد الله التعايشي، بل مرآتنا نحن.
    ولن يتغير شيء حتى نجرؤ على مواجهة أنفسنا، ونختار أن نكون شعبًا لا قطيعًا، وطنًا لا سوقًا، مستقبلًا لا ماضٍ يعاد بتقنية أعلى.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de