السودان الجديد على طريقة حميرتي.. الجنجويد في القصر والثوار في التبعية! كتبه عبدالغني بريش فيوف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-05-2025, 03:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2025, 02:32 AM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 560

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان الجديد على طريقة حميرتي.. الجنجويد في القصر والثوار في التبعية! كتبه عبدالغني بريش فيوف

    02:32 AM July, 01 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالغني بريش فيوف -USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    في بلاد لا تنفك عجائبها السياسية والمليئة بالمفاجآت التي تقلب الطاولة والمنطق معا، وتمنحنا مادة دسمة للضحك المرّ والبكاء في آن واحد، يُطلّ علينا ما يُعرف بتحالف (تأسيس)، معلنا بكل فخر ووقار، أو فلنقل بوقاحة سياسية لا توصف، أن محمد حمدان دقلو، زعيم ميليشيا الجنجويد، صار رئيسا لتحالف المعارضة الجديد، وأن عبدالعزيز آدم الحلو، زعيم الحركة الشعبية -شمال، أصبح نائبا له!
    يا سلام!، ما هذا الإنجاز التاريخي.. أي عبقرية هذه التي تقفز على دماء الشرفاء، لتجلس في حضن البلطجي الأكبر؟
    هل يُعقل أن تُختزل أربعون سنة من النضال، من الدماء والدموع والمعاناة والتضحية، في رتبة نائب لدى رجلٍ لم يُعرف عنه إلا القتل والنهب والحرق.. رجلٌ اسمه مرادف في ذهن كل سوداني، لكل ما هو خارج عن القانون والإنسانية.. أم ترانا أصبحنا نعيش في مسرحية عبثية لا يُطلب منا سوى التصفيق في النهاية؟
    رفيقي الشريف..
    حين أُعلن في نيالا، أن الهيئة القيادية لتحالف تأسيس، قد اختارت حميرتي رئيساً، والحلو نائباً له، ظننا لأول وهلة أن الخبر تسرب من مسرح ساخر، أو نُكتة من نُكات قروبات الواتساب التي تتداول أخبار الهامش السياسي في السودان.
    ولكن للأسف، كانت تلك هي الحقيقة، وأكثر ما فيها قسوة أنها جاءت ممهورة بتوقيع من يُفترض أنهم قضوا أعمارهم في مقارعة الظلم، لا في مبايعته.
    فالرجل الذي كان ينظر إليه كرمز للكفاح المسلح من أجل الحقوق والحريات، ها هو يوقّع، لا فقط على وثيقة تأسيس، بل على شهادة دفن تاريخ طويل من النضال، وتذكرة ذل مجانية إلى عرش الجنجويد.
    هل هذه هي نهايات الثوار، أن يصبحوا تريلة مليئة بالمرتزقة. ألم يكن الحلو هو من رفض السلام مع حكومة البشير لأنه لا يثق في عروبيي الخرطوم؟
    فكيف بالله عليكم أن يثق في راعي الجنجويد الذي هو نسخة أكثر دموية من عروبيي الخرطوم؟
    *********
    حين كان عبدالعزيز الحلو يسير على خطى يوسف كوة مكي، كنا نصدق شعاراته. كنا نعتبره امتدادا لتلك القامة النبيلة التي جمعت بين الصلابة السياسية، والنقاء الأخلاقي.
    لكن أن يقبل الحلو اليوم بأن يكون نائبا لرجل لم يقرأ في حياته كتابا، ويعتبر نفسه رئيسا، لأنه اغتصب النساء وأحرق الجنينة، فتلك سقطة لا تُغتفر، بل جريمة أخلاقية قبل أن تكون سياسية.
    هل يوسف كوة كان ليقبل بمثل هذه المهزلة.. هل كان ليسكت على أن يُختزل الحلم في كرسي تحت خيمة الجنجويد.. هل كان سيقول نعم لرجلٍ يدّعي بناء السودان الجديد، وفي الوقت نفسه يرسل مرتزقته لاغتصاب النساء ودفن الأطفال أحياء؟
    أي سودان جديد هذا؟
    في كل مرة يُطلّ علينا الناطق الرسمي باسم هذا التحالف، ويهتف بكلمات كبيرة مثل، السودان الجديد ومواجهة السودان القديم، نشعر وكأننا في عرض لمسرحية لا يعرف فيها الممثلون ما هو النص.
    عن أي سودان جديد يتحدثون، وهم وضعوا حميرتي، صنيعة النظام القديم وأداة البشير في القتل والنهب، على رأس مشروعهم الجديد؟
    هل السودان الجديد يبدأ من دارفور المحروقة التي حرّقها حميرتي نفسه.. هل يبنى الوطن على جماجم القرى المحترقة؟
    وإن كنا نرفض السودان القديم، فهل البديل هو السودان الملتهب، بقيادة حميرتي وبتوقيع الحلو؟
    إذا كان هذا هو الجديد، فهاتوا لنا من القديم ما يبرد القلب!
    لا يمكن تفسير قبول عبدالعزيز الحلو بمنصب نائب حميرتي إلا بأحد الاحتمالات الثلاثة:
    1. إما أنه أصيب بعمى سياسي شديد، جعله لا يرى الفارق بين قائد ناضل لحقوق شعبه، ومجرم حرب تجوّل في كل السودان كأنه أسد جائع.
    2. أو أنه اعتقد أن الثورة تعني تغيير المقاعد، لا الأنظمة، فانتقل من خندق المعارضة إلى حضن الميليشيات، ظنا منه أن مقعد النائب يعطيه سلطة.
    3. أو وهذا هو الأرجح، أنه تخلّى عن القضية مقابل نفوذ مؤقت، ومجد فارغ، تماما كما يفعل الطغاة الصغار عندما يظنون أن لهم مكانا على موائد الذئاب.
    عزيزي القارئ..
    ما نشهده اليوم ليس سوى نسخة كربونية من تحالفات سابقة قادتها نخب متورمة، تبحث عن كراسي حتى وإن كانت موضوعة على جماجم.
    هل نسي الناس كيف أن نفس قوى التأسيس، هي ذاتها جزء من تحالف كبير، تفرتق وتقاتل وتشتت بالأمس القريب بسبب الكراسي؟
    هل نسيتم، كيف خانت قوى نداء السودان بعضها بعضا، حتى صار كل تحالف يحمل بداخله خمسين تحالف فرعي؟
    وهل يُعقل أن تعيدوا نفس المسرحية، ولكن بممثلين جُدد يحملون نفس نصوص الخيانة والصفقات الرخيصة؟
    رفيقي العزيز..
    اجتماع نيروبي الذي وقّعت عليه الحركة الشعبية مع الجنجويد، كان أول مسمار في نعش المبادئ. أما إعلان نيالا، فهو بمثابة حفل التأبين.
    من عاصمة أجنبية، إلى مدينة مدمرة بيد من تترأسه الآن، لم يكن هذا العبور السياسي إلا تأكيدا على أن بعض القادة فقدوا البوصلة، وأنهم مستعدون لتغيير الخرائط من أجل أن تُرسم صورهم في صدر أي ميثاق، حتى لو كان بحبر الدم.
    وهل صار النضال وظيفة، أم تجارة من لا شرف له؟
    ما معنى النضال إن كان كل هذا التاريخ الطويل للحركة الشعبية ينتهي عند أقدام الجنجويد.. وهل أصبحت الحركة مجرد ختم يُستعمل حين الحاجة لتلميع تحالف مشبوه؟
    وهل أصبحت الكفاحيات والمبادئ سلعة تُباع في سوق السياسة.. وهل الحلو يظن أن من قاتل معه في جبال النوبة لسنوات، سيقبل بأن يصبح تابعا في حكومة يرأسها سفّاح الجنينة؟
    إن كان النضال وظيفة، فالأجدر أن نُعلن حل الحركات الثورية، ونفتح مكاتب توظيف في فنادق نيروبي وأديس ابابا والقاهرة وولخ؟
    وإن كان النضال تجارة، فليُعلن الحلو سعر القضية، لنعرف كم قبض ليجلس خلف حميرتي؟
    الثورة لا تبيع أبناءها.. يا عبدالعزيز الحلو، إن الثورات لا تُخْتزل في توقيع، ولا تُباع في خيمة، ولا تُدار من تريلة يقودها رجل لا يعرف إلا لغة الرصاص.
    ويا كل من وقّع على تحالف تأسيس، اعلموا أن الشعوب لم تنسَ، ولن تنسى. وإن كنتم تظنون أن التاريخ لا يقرأ أو لا يُسجّل، فتلك حماقة. فكما لم ننسَ من قتلوا كوكو، وبخيت، وجبريل، ونساء دارفور، فلن ننسى من صافح قتلتهم باسم الوطن.
    ليس من البطولة أن تسير بجوار الجلاد، وليس من الشطارة أن تلبس ثوب الثورة وأنت تبيع ضميرها.
    وهكذا، يا رفاق، نصل إلى ختام هذه المسرحية التي لا تليق حتى بمواسم التهريج السياسي، دع عنك أن تُعرض في قاعات الثورة.
    السودان الجديد، كما بَشّرت به قوى تأسيس، لا يختلف كثيرا عن السودان القديم، إلا من حيث الديكور، فاللافتة جديدة، والواجهة مصقولة، لكن المطبخ نفسه، والمقادير ذاتها، وحتى الطباخ لم يتغير.
    هل رأيتم ثورة تُدار من مؤخرة عربة؟
    هل سمعتم عن نضال يركب على ظهر تريلة الجنجويد؟
    وهل قرأتم في كتب التاريخ عن ثوار يسلمون مقاليد مشروعهم الوطني إلى راعي إبل محترف في تكتيكات الحرق والترويع؟

    نحن لا نعيش في عصر الثورة، بل في عصر تحنيط الثورة، نُحنّط المبادئ، نُجمّل الخيانة، ونضع كل ذلك في واجهة أنيقة بعنوان السودان الجديد، بينما الحقيقة تقول إن السودان لم يغادر محطة التكرار المُبتذل.
    كل من بارك هذا التحالف الذي نصب حميرتي زعيما لحلم التغيير، وأسند للحلو مهمة تلميعه، قد باع نفسه، ودماء الرفاق، وقضية الشعب، في مزاد نيروبي المفتوح على كل الاحتمالات، ما عدا الشرف.
    ويا ليتها كانت صفقة رابحة، لكنها في الحقيقة، تشبه من يبيع ضميره بسعر الرخيص الفاسد في سوق نخاسة الثورة.
    فعبدالعزيز الحلو، الذي ظلّ لسنوات يصيح، لا تفاوض مع القتلة، لا شراكة مع مجرمي الحرب، لا مصافحة لأدوات المركز. ها هو اليوم، قد سقط سقوطا مدويا، بل تحوّل إلى كمبارس في عرض الجنجويد على انغام رقصة الهرما.
    وأما حميرتي، فالرجل، فعلها باحترافية عجيبة..
    كان يعلم أن السلاح وحده لا يُنتج شرعية، فقرّر أن يلبس ثوب التغيير، ويجمع من حوله ما تيسّر من بقايا الثوار، الذين أرهقهم النضال وأغرتهم المقاعد.
    وكان يعلم أن عبدالعزيز الحلو، هو التمثال الأثقل في معرض الثورة، فإن استطاع أن يضعه بجانبه، فسينظر إليه العالم على أنه ثوري معتمد.
    وهكذا تم تدشين السودان الجديد، ليكون:
    محمد حمدان دقلو (حميرتي).. القائد العام والرئيس
    القائد الذي نسيَ لماذا حمل السلاح.. نائبا لحميرتي
    أما الجمهور المسكين، وقف مذهول، يصفق تارة، ويبكي طورا، ويشتم في سره على الدوام
    لكن رفاقي الكرام.. هل نلوم حميرتي؟
    لالالا.. الرجل يُمارس لعبته بذكاء قطاع الطرق، بل اللوم كل اللوم على من كان يقول إن السودان الجديد، لا يُبنى إلا على أنقاض السودان القديم، ثم مضى ليبني السودان الجديد على أنقاض ذاكرته هو ومبادئه هو!
    وفي كل الأحوال..
    الضحية دائما هو المواطن، والثائر الحقيقي، والقرية المنسية، والأم التي لا تزال تنتظر ابنها من معسكرات النضال، ولا تعلم أنه الآن، أصبح نائب رئيس في حكومة الجنجويد.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de