محتفية مزهوة بانتصارها وكأنها حقيقة انتصرت على إسرائيل ، فلو كان الأمر كما تدعي لما هرولت للموافقة على وقف إطلاق النار والرئيس ترامب لم ينهي بعد طلبه إيران بذلك كأحسن بديل ، حتى لا يذهب ريح نظامها لانقراض شامل ، إذ لذاك البلد من المعارضين الإيرانيين ما ينتظرون مثل الفرصة مستعدين للانفجار بدل القنابل ، المهم توقيف ذاك الأسلوب الحاكم فيهم بكثير التضحيات أو قليل ، وما الاختراق المُعلَن في الموضوع الذي استطاعت إسرائيل بواسطته ضرب العديد من المنشآت الحيوية لدولة الفرس عائد لبعض المنتسبين لهذه المعارضة بالحجة والدليل ، ولا زال في مقدورهم من وسائل كفاحهم كما يسمون ما يقومون به من أعمال تصب في إزالة ما يعتقدونه زائل ، إن لم يكن اليوم فعدا أو بعد انتظار طويل ، الأمر من الأسباب الرئيسية التي أرغمت إيران القبول بما أطلقت عليها "الهدنة" حيث شعرت بالحرب المعلنة عليها من الداخل ، وظفتها المخابرات الإسرائيلية أدق توظيف لتحقيق ما جعل ضرباتها تصيب الأهداف بدقة متناهية . إذن احتفاؤها جاء ليس نصرا على إسرائيل بل تقديرا للرئيس الأمريكي الذي اعتبرته المنقذ الحقيقي لكيانها ، متجاهلة في ذات الوقت أن ذاك الرئيس امتثل لحكماء متحكّمين في شؤون الولايات المتحدة الأمريكية ذات البعد الاستراتيجي المتكامل ، الضامن في أبعاده بقاء الهيمنة الأمريكية على العالم سياسيا واقتصاديا ، وقطع الطريق على كل من يحاول ولو للحد من ذلك ، تتجاهل أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تسعى للقضاء على إيران بنظامها الحالي ، ولها للنبهاء الفائدة في ذلك ، ومنها إبقاء المنطقة منشغلة بما انشغلت به من عشرات السنين ، من خوف يتضاعف مرحلة بعد أخرى ، مما يعني جني الخزينة الأمريكية من واردات بعض دول الشرق الأوسط ما يوفر عليها الجهد لاكتساب المزيد من التطور الاجتماعي للأمريكيين قاطبة ، حتى لا يكون التقدم ظاهراً على الإدارة وحسب ، بل على الشعب الأمريكي أيضا . كل هذا واقع وإسرائيل برئاسة نتنياهو تبدل الآن جهدا خرافيا للخروج من جلباب البيت الأبيض ، الجاعل منها بغير ارتدائه عارية من أي حصانة مدفوعة الأجر مثلها مثل غيرها ، إسرائيل تحاول الاستقلال بما تخطط له وكأنها دولة عظمى من المفروض أن تتعامل معها أمريكا الند للند ، وتفضيل إيران عليها وفي الوقت الحالي ، تعتبره صفعة تعيدها سنوات إلي الوراء ، حتى تتيقَّن أنها بدون أمركا لا تساوي قيمة بصلة .
السبت 28 يونيو 2025
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة