(١) في يناير العام الماضي- ٢٠٢٤ كتبت مقالاً تحت عنوان (دولة ٥٦ التي سقطت اخلاقياً و دبلوماسياً قبل أن تهتز عسكرياً) و أقتبس منه ما يلي: (( قبل سنوات عدة حكى لي في كوالالمبور، ابن عمي البروفيسور عبدالرحمن النور عبدالرحمن ؛الأستاذ بالجامعات هناك كيف منع من رغبته في السلك الدبلوماسي ليصبح أكاديمياً؛ حيث أبعد وزير الخارجية أنذاك الاستاذ على عثمان محمد طه أسماء كل أبناء غرب السودان من القائمة رغم إجتيازهم لكل مراحل الإختبارات و المعاينات.
من الغباء و الغفلة معا الظن بأن علي عثمان قد تصرف على ذلك النحو لأنه كوز؛ كلا!! لم يفعل علي عثمان غير تطبيق سياسة النخبة الشمالية الأقلية الحاكمة بالسودان منذ اسماعيل الأزهري الي عبد الفتاح البرهان. و لا فرق في ذلك بين القيادي ب قحت المهندس خالد يوسف ( خالد سلك) أو اللواء عبدالرحمن الصادق المهدي و الزعيم الجديد للحركة الاسلامية علي كرتي أو صلاح قوش . فقط ان خالد سلك لم يجد مساحة كما وجدها علي عثمان او علي كرتي. لذلك فإن الملح الآن قبل الغد ان يتذكر بعض أبناء الوسط و الشمال النيلي بأننا في عام 2024 – فلابد من تساوي الفرص ليتعافى الوطن و لأجل غد افضل للجميع)) إنتهى الإقتباس
(٢) في ذروة التمرد و مجده سألني أحد أصدقائي وهو زعيم تيار حزبي و من أهالي عطبرة عن إمكانية إنحياز حركات الكفاح المسلح للجيش ( و الحركات قد حسمت أمر إنحيازها للجيش و الدولة منذ الرصاصة الأولى رغم إظهار الحياد لدواعي عسكرية و استراتيجية بحتة). قلت له و بالحرف الواحد:- (( ستدخل حركات الكفاح المسلح الحرب الي جانب الجيش و بحول الله ستهزم مليشيا الدعم السريع ، لكن الخوف كل الخوف من الخيانة من قبل قائد الجيش الاخ عبدالفتاح البرهان . البرهان لن يتردد في تزويد الجنجويد بإحداثيات القوات المشتركة و الأخيرة مازالت تقاتل الي جانب الجيش )) . تسمر صديقي و لم يعقب ..!! (٣) بالعمل سري تحت غطاء الحياد الظاهري و الذي دام لأشهر تمكنت حركات الكفاح المسلح و بالتنسيق مع الجيش و المخابرات من نقل و حماية سيادة الدولة و رموزها و بذلك أبقوا على رقعة جغرافية تدعى السودان على خارطة بلدان كوكب الارض و للأبد بإذن السماء. لتعلن بعدها إنحيازها للجيش و تلقن الغزاة المحتلين دروساً في التضحية و صنوفاً من العذاب بالتضامن مع إخوانهم في الجيش و البراؤون و العمل الخاص و المستنفرين المجاهدين الاوفياء. و في ذلك المسعى قدمت حركات الكفاح الوطني المسلح خيرة أبناء السودان شهداء و مازالت ، رغم جور الأعداء و جحود الأشقاء. (٤) يبدو أن عمل ( خلية النخر بالإبرة ) بالمجلس السيادي و التي تحت الإشراف الشخصي للاخ الفريق أول عبدالفتاح البرهان،رئيس المجلس ؛ قد كثفت من عملها الهدام في نخر عظام ظهر الدولة هذه المرة. يقيني أن الدعاية التخوينية الضخمة بحق حركات الكفاح المسلح و شركاء اتفاقية جوبا للسلام مصدرها تلك الخلية بمجلس السيادة ( خلية النخر بالإبرة). (٥) الذي علمته و عن قرب ؛ أن ما قدمه قادة حركات الكفاح المسلح من مقترحات لمجلس السيادة و لرئيس الوزراء المعين كامل إدريس تختلف عن الدعاية المقيتة التي تبثها (خلية النخر بالإبرة) عبر أذرعها في الصحافة الصفراء و وسائل التواصل الاجتماعي. للأمانة و التاريخ فإن مقترحات شركاء اتفاقية جوبا للسلام كالاتي:- في الاجتماع الأول بمجلس السيادة ؛ اقترح قادة حركات الكفاح المسلح عدم المشاركة في حكومة كامل إدريس، و الاكتفاء بالمواصلة في حرب الكرامة الي جانب الجيش و باقي القوات الوطنية حتى تحرير البلاد من التمرد. لكن جاء الجواب بالرفض من قبل مجلس السيادة . في الاجتماع الثاني :- طالما المجلس السيادي مصر على مشاركة حركات الكفاح المسلح في حكومة كامل إدريس؛ اقترح قادة الحركات أن تتوسع المشاركة لتشمل جميع مسارات اتفاقية جوبا للسلام ، اي أنهم في استعداد تام للتنازل عن الحقائب الوزارية لصالح المسارات الأخرى لإتفاقية جوبا للسلام. لكن و للمرة الثانية جاء الجواب بالرفض من قبل مجلس السيادة . أما في الاجتماع الثالث و الذي سرب للاعلام كان يدور حول ما جرى في الاجتماعين السابقين و لم يحدث أي تنازع قط حول حقائب وزارية كانت او( يدوية) بالأساس ..!!
أي وطنية و اي نكران للذات بعد هذا ؟؟ من يخبر أهل خلية النخر بالإبرة و اذرعها الإعلامية بأن حركات الكفاح المسلح لاحت أمامها و مازالت فرص تقاسم السلطة بالمناصفة مع مليشيا الدعم السريع لكنها اختارت خيار الدموع و الدماء - (خيار الدولة السودانية الموحدة و شعبها يعيش بكرامة ).
(٦) كنت ضمن من رحبوا بإختيار الدكتور كامل إدريس لقيادة الحكومة في هذا الظرف الدقيق، لا لشيء غير حضوره الخارجي المقدر و ذلك أولا لمعادلة العبث الذي يقوم به القحاتة برئاسة رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك . لكن أخشى عليه من الأسر و ليس الاختطاف فحسب من قبل( شلليات السمك) ببورتسودان .
كنت أظن أن ما حل بأمتنا من محن منذ تمرد ١٥ ابريل ٢٠٢٣ قد أعاد لبعض أشقائنا و شركائنا في الوطن بعض العقل لكن الواضح أمامنا الكثير من الوقت و الجهد لبناء أمة موحدة بأجندة المواطنة المتساوية . و لأننا في منتصف المعركة و في خندق واحد مع الجيش ؛ فلا مكان للتراجع أو الارتداد. لذا دعونا نحرر لكم البلاد و نأمّنها لتحكموا ....!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة