لقاء في خط النار قصة قصيرة كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-04-2025, 06:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2025, 01:35 PM

عاطِف عبدالله قسم السيد
<aعاطِف عبدالله قسم السيد
تاريخ التسجيل: 09-13-2022
مجموع المشاركات: 29

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لقاء في خط النار قصة قصيرة كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد

    01:35 PM June, 20 2025

    سودانيز اون لاين
    عاطِف عبدالله قسم السيد-UAE
    مكتبتى
    رابط مختصر




    عاطف عبدالله

    فيما مضى، أي قبل اشتعال هذه الحرب المجنونة، كنت أقطع المسافة بين بيتي وبيت شقيقتي الكبرى نادية سيراً على الأقدام، في غضون خمس عشرة إلى عشرين دقيقة على الأكثر. أما الآن، فقد مضى عام ونصف دون أن أراها، وأخبارها منقطعة عني تماماً. فأنا أعيش وحدي في الجزء الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، بينما تقيم شقيقتي في الجهة التي يسيطر عليها الجيش. كلانا في مرمى نيران الطرفين، بلا شبكة اتصال، نقضي الأيام بلا كهرباء، ونشتري الماء من عربات الحمير التي تجوب الحي.

    اسمي المرضي. أعمل معلّماً. قبل أيام، اقتحم منزلي عدد من المسلحين يرتدون زيّ قوات الدعم السريع. بلا أي مبرر، تعرضت لأبشع أنواع الضرب والإهانة، ووجهوا إليّ تهمة التعاون مع الجيش. السبب؟ أنني دخلت في خلاف بسيط مع الرجل الذي يجلب الماء. المياه التي صار لونها غريباً ورائحتها نتنة دفعتني إلى أن أطلب منه، بأدب، تنظيف البرميل الذي يستخدمه. وحين تجاهل الأمر، هددته بأنني سأبلغ مرتكز جماعة الدعم السريع - حكومة الأمر الواقع - لكن يبدو أنه سبقني، فلفّق بلاغاً كاذباً يتهمني فيه بأن لي نشاطاً مشبوهاً وعلاقات مع استخبارات الجيش.

    بعد أن شفيت قليلًا، لم يعد لديّ خيار سوى الرحيل. كنت أعلم أن من يغادر منزله يُفقد كل شيء، وأن ممتلكاته ستُنهب دون رحمة، ولا يملك حق العودة. لكن البقاء أصبح ضرباً من الانتحار. جمعت ما خف وزنه وغلا ثمنه، وقررت مغادرة الحي ليلاً نحو بيت شقيقتي نادية. رتبت مع صاحب ركشة أن يقلّني إلى ما يُعرف بـ"الأرض المحايدة" بين طرفي الحرب.

    كانت مجازفة كبرى، فالأرض المحايدة ليست إلا ساحة مكشوفة وسط القتال، وأي تواجد فيها قد يكلّفك حياتك. وحين وصلت إليها، وقبل أن أتخذ وجهتي التالية، وقعت المفاجأة… ركشة أخرى كانت تتوقف في اللحظة ذاتها، تقلّ أختي نادية، التي كانت تهرب من بيتها بعد أن أرهقها اللصوص "الشفشافة"، وسقوط القذائف من حولها دون توقف.

    في لحظة نادرة وسط جنون الحرب، كان لقاؤنا. لم نخطط له، ولم نعرف كيف حدث، لكن كأن الحياة - رغم كل شيء - أشفقت علينا، وقررت أن تمنحنا هذا العناق المؤجل في أكثر الأماكن خطراً. لا نعرف إلى أين سنذهب بعدها، لكننا نعرف أننا وجدنا بعضنا، لا في بيتها ولا في بيتي، بل في قلب العدم... في الفراغ المريع بين جيشين لا يعرفان إلا لغة الموت.

    _______________________________________________
    عاطِف عبدالله قسم السيد Atif Abdalla Gassime El-Siyd
    أبو ظبي ص ب 129661 P.O.Box : 129661 Abu Dhabi























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de