ندى والحرب: حين يصبح الوطن رهينة للاستقطاب كتبه عاطف عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-06-2025, 02:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-18-2025, 01:03 PM

عاطِف عبدالله قسم السيد
<aعاطِف عبدالله قسم السيد
تاريخ التسجيل: 09-13-2022
مجموع المشاركات: 30

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ندى والحرب: حين يصبح الوطن رهينة للاستقطاب كتبه عاطف عبد الله

    01:03 PM June, 18 2025

    سودانيز اون لاين
    عاطِف عبدالله قسم السيد-UAE
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بقلم:
    في إحدى الأمسيات الأسرية، خلال حديث لا يخلو من وجع الهم العام الذي بات يفرضه واقع الحرب في السودان، وجدت نفسي في نقاش مؤلم مع ابنتي ندى. ندى، التي كان قلبها معلقاً بالثورة، تهتف من على البعد مع المعتصمين أمام القيادة العامة، وتحلم بوطن حر ودولة مدنية، تحوّل موقفها فجأة إلى الدفاع عن الحرب باعتبارها "الخيار الحتمي".
    لم تكن صدمتي نابعة من اختلافها معي، بل من ذلك التحوّل الجذري الذي جعلها، كآلاف غيرها، أسيرة لرواية أحادية، لا تقبل النقاش، ولا تعترف بوجهة نظر أخرى.
إن ما حدث مع ندى ليس حالة فردية، بل هو صورة مكثفة لما يفعله الاستقطاب الإعلامي الحاد والتضليل المنهجي في عقول الشباب، وفي نسيجنا الاجتماعي ككل.
    كيف ترسّخ هذا التحوّل؟
    عندما حاولت النقاش معها، وجدت قناعاتها قد استقرت على خمس مرتكزات:
    أن الحرب ضرورة وطنية يجب خوضها حتى النصر، ودحر قوات الدعم السريع.
    أن أي تسوية أو اتفاق سلام مع هذه القوات مرفوض تماماً.
    أن تأخر الحسم سببه دعم خارجي لقوات الدعم السريع.
    أن القوى المدنية، ممثلة في تحالف "صمود" بقيادة حمدوك، تمثل الواجهة السياسية للدعم السريع،
    أن تحالف "الحرية والتغيير" هو من اختطف الثورة ويتحمّل مسؤولية اندلاع الحرب.
    والأخطر من ذلك كله: أنها لم تكن مستعدة لسماع رأي مخالف، أو مراجعة أي معلومة تتعارض مع قناعتها.
    هذه القناعة ليست إلا ثمرة مُرّة لحصار إعلامي ضيق الأفق. واحتكار للحقيقة، تمارسه آلة منظمة تقف خلفها جماعات لها مصلحة مباشرة في استمرار الحرب، وعلى رأسها بقايا النظام الإسلاموي، الذي لم يتقبل سقوطه، ولا يزال يسعى للعودة إلى السلطة ولو على أنقاض السودان ومآقي أهله.
    وأنا هنا لست بصدد دحض أو تفنيد هذه الادعاءات، فالصحف والمدونات، وكتابات رشا عوض، لم تترك شاردة أو واردة إلا وتناولوها، ولكن ما يشغل بالي هو تمزق النسيج الاجتماعي والأسري في السودان، نتيجة الاستقطاب الحاد حين تصبح الحقائق نسبية، والمواقف غير قابلة للنقاش.
    ماذا نفعل في وجه هذا الاستقطاب؟
    موقفي مع ندى ليس استثناءً. كثيرون وجدوا أنفسهم في نقاشات مشابهة مع أحبائهم — أناس لم يكونوا يوماً جزءاً من المشروع الإسلاموي، ولا رصيداً له.
وفي لحظة صدق مع النفس، أدركت أن الإقناع لا يأتي بالصوت العالي، ولا بالسخرية، ولا بالاحتقار، بل يكون ممكناً باتباع نهج هادئ، تراكمي، وعاطفي بقدر ما هو عقلاني، عبر مسارات خمسة:
    أولاً: الانطلاق من القيم المشتركة
    لسنا في حالة خصومة. كلنا نريد وطناً عادلاً آمناً. يجب أن يبدأ الحوار من هذه الأرضية، وأن نتحدث عن معاناة المدنيين في الفاشر ونيالا والخرطوم وأم درمان. فالدم سوداني، والوجع مشترك.
    ثانياً: طرح الأسئلة بدلاً من تقديم الإجابات
    أسئلة تفتح الفكر ولا تفرض موقفاً، مثل:
    ماذا لو استمرت الحرب خمس سنوات؟
    هل المطالبة بالحوار خيانة؟
    هل النصر الحقيقي هو بقاء أحد الطرفين فقط؟
    هل كل من يرفض الحرب بالضرورة يدعم الدعم السريع؟
    هل يمكن حقاً اختزال الشعب السوداني كله في معادلة "مع أو ضد"؟
    ثالثاً: كسر ثنائية "مع أو ضد"
    الواقع أعقد من هذه المعادلة المبسطة. هناك وطنيون - وهم الأغلبية - يرفضون كليهما، البرهان و حميدتي، ويقفون مع الوطن، لا مع البندقية.
    رابعاً: كشف الجهة المستفيدة
    من يروّج للحرب؟ من يملك أدوات التشويه والتخوين؟ من يسعى لتصفية الثورة تحت شعارات وطنية كاذبة؟
الجواب واضح حين نتابع خطاب إعلام النظام البائد وتحالفاته الخفية.
    خامساً: الحفاظ على لغة الاحترام والاحتضان
    السخرية لا تقنع، ووصف المخالف بأنه ساذج أو مضلل لا يزيده إلا تمسكاً بآرائه. والتعالي لا يفتح القلوب. شبابنا يحتاج إلى أن يُحاور بثقة، لا بتخوين، ويُحتضن لا يُدان. لأننا نريد تحرير عقولهم، لا الانتصار عليهم. يجب أن يشعروا أننا مثلهم نريد سوداناً مدنياً ديمقراطياً، لكن ليس عبر حرب لا نهاية لها.
    الحرب لا تصنع وطناً
    لقد أثبتت كل التجارب أن الحرب لا تبني ديمقراطية، ولا تنقذ دولة، بل تفتح أبواب الفوضى، وتغلق نوافذ الأمل.
من المحزن أن نُحاصر بخطاب يروّج لأن الحرب فضيلة أو حرب كرامة، والسلام خيانة. لا يوجد نصر في حرب أهلية، بل سلسلة من الخسارات المتتالية، ومن لا يقرأ التاريخ محكوم عليه بتكراره.
    ليست الوطنية في إحراق الوطن لمنع خصمنا من حكمه. وليست الشجاعة في شيطنة كل مخالف، أو تخوين من يرفض الحرب.
ما نحتاجه اليوم هو شجاعة الاعتراف أن الوطن لا يُبنى على أنقاض البيوت، ولا يُحرّر بجثث الأبرياء، ولا تُنقذ ثورته بأدوات ومليشيات النظام الذي أسقطه الشعب في ديسمبر المجيد.
    أخيراً...
    ندى، مثل كثيرين، تعيش في فقاعة إعلامية مُحكمة، ترى العالم من خلال مرآة واحدة.
لكنني أؤمن أن هذا الجيل، الذي خرج يطالب بالحرية والسلام والعدالة، وقدم الغالي والنفيس في سبيل الانعتاق من القهر وإسقاط دولة الفساد والاستبداد، لا يمكن أن يختطفه إعلام الكراهية إلى الأبد.
    إنني مؤمن أن ندى وأمثالها من الشباب الثائر، في داخلهم - كما في داخل هذا الوطن - شعلة لا تنطفئ، تبحث عن السلام.
    وحده الحوار قادر على هزيمة الكراهية، ووحده الوعي كفيل بكسر قيد التضليل.
السودان ليس ملكاً لطرف واحد، ولا يُدار بالبندقية، ولا يُحكم بالكراهية.
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de